عَجِبتُ منهم...
ما الذي جاء بهم ؟!
بَعدما تَنَفَّسْنَا الصُّعَداءَ،
وزَالَ عَنَّا بِذَاكَ العَناءُ،
مَحَوْنَا ذِكْرَهُم مِن سِجِلِّ الحُضُورِ،
وَوَارَيْنَا آثَارَهُم بِتُرَابِ النِّسيَانِ،
كما كانتْ تِلكَ الأيّامُ، خَلِيطَ سَعَادةٍ،
مَمْزُوجَةً بِوَاسِعِ الأحْزَانِ،
>
لَهْفَةَ اللِّقاءِ، وَغَزِيرَ الفَائِدَةِ عَلَى مَائِدَةِ النِّقَاشِ،
لا تَزالُ ذَاكِرَتِي تَحْمِلُ بَعْضَ أَشْعَارِهِم وَخَوَاطِرِهِم،
ولا أَزالُ أَذْكُرُ شَكْوَاهُم حِينَ تُضَيِّقُ بِهِمُ الحَياةُ.
تَنَاسَيْناهُم...
هِيَ الأَقْرَبُ لِحَقِيقَةِ الوَصْفِ، فَالنِّسْيَانُ لا يُمْكِنُ أَنْ نَمْلِكَهُ،
وَلَيْتَنا نَمْلِكُهُ، حِينَئِذٍ... نَعِيشُ الهَناءَ،
وَما عَلَيْنَا...
غَيْرَ إِحْكَامِ إِغْلَاقِ البَابِ،
خَوْفًا مِن رِيحِ الرُّجُوعِ الَّذِي بِهِ يَكُونُ الفَنَاءُ.