حينَ نُلمْلِمُ المُتَنَاثِرَ مِنَ المَشَاعِرِ،
وَنُعِيدُ تَرْتِيبَهَا في رُفُوفِ الإنْصَافِ،
بَعْدَ أنْ أَعَدْنَا الأنفاسَ بَعْدَ تِلْكَ الصَّعَدَاتِ،
عَلَيْنَا الوُقُوفُ مَعَ النَّفْسِ وَقْفَةَ إنْصَافٍ،
وَنُبْعِدُ "الأَنَا" لأنَّها مِنَّا؛ فَلَا يَجُوزُ أنْ تَكُونَ شَاهِدَنَا
عَلَيْنَا، حِينَئِذٍ... نَسْتَمِعُ لِذَلِكَ الصَّوْتِ الَّذِي يَأْتِينَا عَبْرَ الأَثِيرِ،
لِيَأْخُذَنَا إلى مَكَانٍ قَصِيٍّ، نُقَلِّبُ فِيهِ صَفَحَاتِ الذِّكْرَيَاتِ،
وَنَقِفُ عِنْدَ كُلِّ وَاقِعَةٍ: كَيْفَ عِشْنَاهَا، كَيْفَ نَاقَشْنَاهَا، كَيْفَ تَجَاوَزْنَاهَا، كَيْفَ طَمَسْنَا مَعَالِمَهَا خَوْفًا مِنْ أنْ نُحْيِيَ مُعَانَاتَهَا،
وَإِذَا مَا عَلِمْنَا بِأَنَّ هَذِهِ الحَيَاةَ كَسَفِينَةٍ تَمْخُرُ عُبَابَ هَذِهِ الحَيَاةِ،
تَتَقَاذَفُهَا الأَمْوَاجُ، وَتُكَسِّرُ مَجَادِيفَهَا، وَتَخْرِقُ أشْرِعَتَهَا، حِينَئِذٍ...
نُدْرِكُ بِأَنَّا نَحْتَاجُ لِتَخْفِيفِ الحِمْلِ؛ لِيَكُونَ ذَلِكَ سَبِيلَ النَّجَاةِ.