https://www.gulfupp.com/do.php?img=92989

قائمة المستخدمين المشار إليهم

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: نور ووقار القلب

  1. #1
    كاتب خواطر في السبله العمانيه الصورة الرمزية مُهاجر
    تاريخ التسجيل
    Jan 2020
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    2,830
    Mentioned
    8 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    مقالات المدونة
    1

    نور ووقار القلب

    في حي هادئ تسكن نور، فتاة في السادسة عشرة من عمرها. لم تكن نور ككل صديقاتها اللاتي يسرن خلف كل موضة جديدة، أو يبالغن في الزينة. كانت نور تمشي في الشارع بخطوات واثقة وهادئة، تلبس لباسًا محتشمًا نظيفًا، لا تصرخ ولا ترفع صوتها في غير حاجة، تنظر إلى من تحدثه بعينين صافيتين محافظًا على حياءها، دون خجل أو تردد. هذا هو السمت: هيئتها الظاهرة التي تنبئ عن طهارة باطنها.

    ذات يوم، في المدرسة، حاولت بعض صديقاتها إقناعها بتجربة فستان قصير جدًا وملفت، قائلات: "يا نور، كل البنات يلبسن هكذا! ستظهرين أجمل وأكثر جاذبية!". ابتسمت نور ابتسامة لطيفة، وهزت رأسها برفق وقالت: "جمال المرأة الحقيقي، يا صديقاتي، ليس في ما تكشف، بل في ما تستر. ليس في الصراخ، بل في الهدوء. ليس في تقليد كل شيء، بل في الحفاظ على كرامتك واحترامك لذاتك. هذا هو العفاف الذي يحمي قلبي ويرضي ربي".

    لم تفهم بعضهن كلماتها في البداية، لكنهن لاحظن كيف أن نور، بسمتها الوقور وعفتها، كانت محط احترام الجميع. المعلمات يكن يثقن بها ويستشرنها في أمور المدرسة. زملاؤها في الفصل يستمعون باهتمام عندما تتحدث، لأن كلامها كان محكمًا ومفيدًا، خالٍ من الكلمات البذيئة أو السخرية المؤذية. حتى جيرانها في الحي كانوا يلقونها بالتحية بكل تقدير، ويقولون: "هذه فتاة مؤدبة، عفيفة الطبع، نقية القلب".

    وفي يوم من الأيام، دخلت نور محاضرة عن الأخلاق في الجامعة المحلية (كانت تزورها مع مدرستها). وقفت شابة متبرجة تقدم عرضًا، لكن حديثها كان ممتلئًا بالغرور والتفاخر الفارغ. ثم جاء دور نور لتسأل سؤالًا. وقفت بكل هدوء ووقار، حجابها مرتب، صوتها واضح معتدل، سؤالها عميق ومحترم. ساد الصمت في القاعة، وكل العيون تتجه إليها بإعجاب. بعد المحاضرة، جاءتها أستاذة كبيرة في السن، وهمست في أذنها: "ابنتي، لقد سررت بسمتك وعفتك. تذكري دائمًا: الحياء زينة، والعفاف درع، والوقار تاج لا يليق إلا بمن يعرف قدر نفسها."

    عادت نور إلى بيتها، قلبها يرفرف بالطمأنينة. نظرت إلى والدتها الحكيمة، التي كانت قدوة لها في العفاف والسمت منذ صغرها، وقالت: "أمي، اليوم فهمت أن العفة ليست قيودًا، بل حرية. حرية من رقابة الناس، ومن استغلال الضعفاء، ومن ابتذال الجسد. والسمت ليس تكبرًا، بل هو احترام للنفس وللآخرين، هو لغة صامتة تقول: أنا إنسانة كريمة، احترمني كما أحترم نفسي."

    أدركت نور أن جمالها الحقيقي ينبع من داخلها، من طهارة قلبها، وعفتها في القول والعمل، ووقارها في الملبس والمشية والحديث. كانت كاللؤلؤة المصونة في صدفها، لا تظهر إلا لمن يعرف قيمتها، فتشرق بنورها الخاص، نور العفاف والسمت، الذي لا يخفت مع الزمن، بل يزداد تألقًا وبهاءً.

    ---

    خلاصة القيم في القصة:

    -العفاف:
    يشمل حفظ اللسان، غض البصر، الترفع عن التفاخر، حماية القلب، واحترام الذات والكرامة. يتجاوز الملبس ليشمل السلوك والقيم الداخلية.

    -السمت:
    هي الهيئة الظاهرة المرتبطة بالباطن، وتظهر في: الملبس المحتشم والنظيف، المشية الهادئة الواثقة، الصوت المعتدل والواضح، النظرات المحتشمة مع وجه بشوش، والأدب في الحديث والاحترام في الحوار.


    -النتيجة:
    الفتاة التي تجمع بين العفاف والسمت تحظى باحترام الناس وتقديرهم، وثقة الكبار والأقران، وطمأنينة القلب، وحماية من سوء الظن والأذى، وجمال داخلي دائم لا يزول.
    في مرحلة من عمرك ستعرف أن الإحترام أهم من الحب ، وأن التفاهم أهم من التناسب ،
    وأن الثقة أهم من الغيرة ، وأن الصبر أعظم دليل على التضحية ، وأن الإبتعاد عن المشاكل بالصمت والتغاضي
    لا يعني الضعف بل يعني أنك أكثر قدرة على الإستمتاع بحياتك.

    •   Alt 

       

  2. #2
    عميد متذوقي القصص والروايات بالسبله العمانيه
    الصورة الرمزية نديم الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    الدولة
    ♠ قلب أمـــ ♥ـــي ♠
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    10,843
    Mentioned
    3 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    نورت اخي مهاجر ماشاء الله عليك
    قصه جميله ولااروع في السرد والطرح
    اتنمنى لك التوفيق

    صديقك من يصارحك بأخطائك لا من يجملها ليكسب رضاءك
    الصداقة بئر يزداد عمقا كلما أخذت منه
    لا تفكر في المفقود حتى لا تفقد الموجود
    البستان الجميل لا يخلو من الأفاعي
    الابتسامة كلمة طيبة بغير حروف

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة للسبلة العمانية 2020
  • أستضافة وتصميم الشروق للأستضافة ش.م.م