لَمَّا طَالَ الْإِعْرَاضُ.. وَعَزَّ الْإِلْفَاتُ..
وَصَارَ الْوُجُودُ كَالظِّلِّ.. يُرَى وَلَا يُرَاتُ..
عَلِمَ الْقَلْبُ أَنَّ الْكَرَمَ فِي الرَّحِيلِ..
وَأَنَّ الصَّمْتَ حِينَ تَخْرُقُهُ الْجِرَاحُ.. لُغَةٌ تُفَاتُ..

فَمَشَيْنَا عَلَى شَوْكِ الْغُرُوبِ.. بِلا دَمْعٍ..
لِأَنَّ الْجَفَاءَ إِذَا اسْتَبْدَلَ الْقُلُوبَ قُيُودًا.. تَحْتَسِمُ الْحُرُوبَ..
وَتَلُوذُ بِالْبُعَادِ.. حِينَ يَصِيرُ الْقُرْبُ ذُلًّا.. وَالْوُدُّ خُطُوبَ..

فَلا الْغُصْنُ يَنْكَسِرُ إِذَا هَبَّتِ الرِّيحُ..
وَلَا الشَّمْسُ تَخْفَى إِذَا الْغَيْمُ مَالَ وَصَاحَ..
وَحَسْبِي أَنِّي.. لَمْ أَبِتْ قَيْدَ مُنْهَمِرٍ..
وَلَمْ أَدْفِنِ الْوَفَاءَ فِي تُرابِ مَنْ.. نَسِيَ.. وَاسْتَهَانَ.. وَرَاحَ..