كواحدٍ تتنازعه هواجس النفس،
يترنّح بين قطبين، تتجاذبه أمنياتٌ وعقبات،
يرجو ما في المستحيل مكانُه،
ويخاف من واقعٍ ظاهرٍ مآله.
كم من طريقٍ ضاقَ فأنبتَ رجاء،
وكم من دربٍ اتّسع فضيّعَ البصيرة.
فالسكينةُ ليست سكونًا،
بل وعيٌ بأنّ الحركةَ لا تُنجي،
إن غابت عنك وجهتُك.
قف قليلًا...
أنصتْ لصمتك،
فربّ صمتٍ أفصحُ من ألف نداء،
وربّ بطءٍ سبقَ خُطى العجال.
كواحدٍ تتنازعه هواجس النفس،
يترنّح بين قطبين، تتجاذبه أمنياتٌ وعقبات،
يرجو ما في المستحيل مكانُه،
ويخاف من واقعٍ ظاهرٍ مآله.
كِلَانا بِخَيْرٍ ..!!
حَرْفٌ وَ مَعْنَى ..~||⚙️
لَمْ تكُنْ مُجَرَّدَ كَلِمَات ٍ
كِلَانا مُصْغٍ لِتَفَاعِيْلَهَا .. ||⚙️
لتلك الأمنيّات عظيمُ الاعتذار،
فلا نزال نراوح مكاننا،
بين رغبةٍ جارفةٍ،
وبين تسويفٍ ينهشه داءُ التسويف.
تتدلّى الأمنيةُ من غصنِ العمرِ،
فنمدُّ إليها الحلمَ، ويجذبنا التسويفُ إلى الجذر.
نقول: غدًا نبلغها...
فيبلغنا الغدُ ونحنُ حيثُ كنّا.
يا لدهاءِ النفسِ، تُسكّننا الوهمَ بالعزم،
حتى نصحو على عمرٍ مضى، لم يزهر فيه سوى الانتظار.
مَلاذُ الخائفِ.. تلاوةُ واثقٍ بأنَّ الوعدَ صادقٌ.
وملجأُ التائهِ... يقينُ عابدٍ بأنَّ الفجرَ آتٍ وإن طالَ الطريقُ والمفارق.
فيا سكينةَ الأرواح، خُذِي من الدعاءِ مفاتحًا،
ومن الصبرِ مراسيَ صادقةٍ، تُرسِي على شاطئ الرضا مراكبَ عاشقة.
لدروسِ الحياةِ خزائنُ فائدةٍ، لا يفتحُ أقفالَها إلا من وعى المعنى بعدَ العناء.
وكم من قسوةٍ من محبٍّ كانت رحمةً في ثوبِ ابتلاء،
فالعاقلُ من أدركَ أنَّ الحريصَ لا يجرحُ إلا ليُصلح،
ولا يَبعدُ إلا ليُقرِّب،
ولا يُؤلمُ إلا ليُعلِّم.
فما ظننّاه قسوةً، قد يكونُ عينَ العطف،
وما حسبناه فُرقةً، قد يكونُ طريقَ الصفح والحُب.
ليست القسوةُ دائمًا بُغضًا،
ولا هي شكٌّ في سلوكٍ أو صدقٍ قد مضى عهدُه ودوّنته المودّة.
كم من قلبٍ اشتدَّ ظاهره، ليصون ضعفَه الباطن،
وكم من كلمةٍ قاسيةٍ أرادت صلاحًا، لا كسرًا ولا طعنًا.
فالقسوةُ أحيانًا وجهُ الحذرِ حين يَخشى الجرحَ من التودّد،
وستارُ خوفٍ على ما بقي من الودّ.
فلا تظنّوا الصمتَ صدًّا،
ولا الحدّةَ جفاءً،
فربّ قسوةٍ تُخفي رحمةً،
ورحمةٍ تُخفي خيبةً عميقة.