صباح نسمات شتاء...صباحكم خير عميم ..
ذُبتُ فيك ذوبَ الاسم في المعنى،
وغِبتَ عني غيابَ الروح عن الجسد،
فما عاد الشوق شوقًا،
ولا الفقد فقدًا،
بل صار وجعًا يتزيّا بثوب الهيام.
أحببتك حتى تكسّر الصبر،
وفقدتك حتى صار الغياب وطنًا،
وما بين الحب والفقد
قلبٌ لا يفيق،
ونبضٌ إذا سكن… احترق.
صباح نسمات شتاء...صباحكم خير عميم ..
أبتسم وكن كالزهرة ..تشجي النفس بعطرها
تفائل وتوكل على الله...فما خاب من أليه ألتجئ
ليس للحياة معنىً...>ون هدف
لا يساق الا المحب الاعمى المشتاق
فاللزمان حق في ان يغير رجل من سبات قد فاق
في الغياب يتعلّم القلب لغة الصمت،
والروح تكتب على الجراح قصائد انتظار،
والذكرى تهمس: كل فراق يولد شوقًا،
وكل شوقٍ يخلق حضورًا آخر.
تلك الشواهد من آثار ما تبقى من بيوت قديمة،
والتي تحكي روايات شتى، فكم اكتنفها نوبة فرح،
وكم جثم على صدرها أثقال حزن أنهكت عزيمة ساكنيها،
وتلك الشقوق على جدرانها تحكي الفراق الذي نال من قاطنيها،
وكذا حالنا ونحن نعدو في طرقات الحياة إلى مصارع حتفنا،
نطأ فيها صدى الذكريات، ونستنشق عبير الماضي،
فنحن بين جدران الزمن، أحياء بأشباح ما مضى،
ونتلمس آثار وجودنا بين فرحٍ دام لحظة
وحزنٍ عمره حياة.
في دائرة الصدى يتناثر الكلام كما الغبار، يُعاد في كل فم كأنه سراب،
لا يملأ فراغًا، ولا يزرع أثرًا، ويظل العدمُ أعظمَ من أي لفظ يُستعاد.
وكل كلمةٍ مكررةٍ كحلمٍ بلا نهاية، تطفو على سطح الفكر بلا وزن،
وتعود لتسقط حيث بدأت، كما لو أن الحروف نفسها
تعترف بعجزها عن حمل معنى جديد.
فما يُعاد ليس أكثر من صدى صدى،
وصرخة في الصمت، ووميض بلا نور،
وكأن اللغة قد نسيت سرّها الأول،
فغدت محض قناعٍ للخيال،
وبهلوانية للغموض، ومراوغة للوجود.