
" زهرة :
خلفَ السِوار تختبئ
و الشمسُ قدْ أشرقتْ و هي لم تأتي بَعد
خلفَ الغيابِ تنتثرُ جُزيئاتُ صوتٍ متلعثمٌ بِالكلام
خلفَ العيونِ كُتِمتْ دمعاتٌ مِن أسى الانتِظار
و ها هو الحنينُ حاضرٌ .. على الكُرسي ماكثٌ !
غائبةٌ هي .. حيثُ لا أدري .. راحلةٌ هي
و أظلُ أُفتِشُ عن دروبٍ تجمعُني بِها ..
" ميمة :
خلفَ السِوار قدْ أعلنتُ حُضوري لَها
و الشمسُ تَعكِسُ ظِلي نهاراً ..
حُضوري قريبٌ مِنها ، أطيافي لا زالت تتحركُ أمامها
و صوتي بحةُ شوقٍ مرهفٌ ..
أُعالي النِداء ثُمَ أُرهقُ .. لا فائِدة !
عمياءُ عَن لُقياي ، مبصرةٌ في لُقياهُم ..
غائبة ؟! لا زالَ فِكرُها مُتهماً لي هَكذا !!
أما أنا قريبةٌ ؟! و عَنها هيَ لا تراني ..
" زهرة :
أغلقتِ الشمسُ عيناها و راحتْ تمضي
و تهوي نحوَ الغُروب ..
و ما الغروبُ كانَ إلا حِكايةٌ مِنَ اشتياق ..
فبدأَ المساءُ يسألُني / أينَ الرفيقةُ التي كانت
يداها بيدكِ ؟! .. أنزلتُ رأسي و أكملتُ مسيري
فَهُناكَ شيءٌ بِمعنى الكُتمانِ يحتويني
و غصةٌ آهٌ عليها تلبستني !
فَلَمِعَ القمرُ على سَمائي يُسامرني
و أرسلَ ضوئهُ في دربي .. فلعلني أهتدي
إلى حيثُ يكونُ نورَ حُضورها !
غائبةٌ أنتي
كيفَ ؟ اينَ ؟ ماذا ؟ .. كُلها تساؤلاتٌ لا مفرَ لها مِني
فهل عساكِ تعودين !!
" ميمة :
هالةُ القمرَ أنا و ضوئهُ
أينما حلَ المساءُ سأكونُ قريبةٌ مِنكِ ..
لمعانُ القمرَ في مساءكِ يا بهيةٌ
سيظهرُ طيفي أمام عيناكِ ..
سأنزلُ مِنَ الأعالي و أُسامركِ الحديثَ الطويل !
لا بأس سيزولُ القلقُ مِنكِ و أُحِلُ أنا فرحاً بهيجاً
يعمُ مساءكِ ..
عادَ اللِقاءُ بِشوقهِ ، فَهل تقبلينَ عودته ؟!
" زهرة :
عودةُ اللِقاءِ حُلمٌ في كياني .. بسمةٌ على شفتاي ..
كَعسلِ الزهرِ نذوقُ الفرحَ و تُطرِبُ العصافيرَ بِتغريدها
ألحانَ تِلكَ الصديقة ، و ألحانها أملُ الحياة !
كتبتُ عنكِ في الغياب ( لحنٌ غريب )
إذ كانت حروفي دمعٌ يُسالُ على الورق ..
صديقتي هيا قدْ حانَ اللِقاء ، سألبسُ إسوارةَ الصداقة
و ألتزِمُ الموعِد .. و تهاليلُ السعادةُ عُقدٌ يزينُ قلبي ..
" ميمة :
سأكونُ أمامَ السِوار الذي كنتُ خلفه سابقاً ..
فموعدنا قدِ اِنتهى هُناكَ بينَ أرجائِه ..
سوفَ أعودُ روحاً طاهِرة
سأُيقظُ كلُ ما قدْ كانَ ساكنٌ هُناك
سيُغرِدُ الطيرُ و أبدأُ حديثي معكِ ..
كوني على أملٍ في اللِقاء !
" زهرة :
قدْ كانَ أمامَ السِوار أُرجوحةٌ تتأرجحُ عليها أصواتُ
الأحداث التي سجلناها هُناكَ ..
و صندوقُ الذكريات وضعناهُ بينَ حشائِشِ
البُستان ، حتى لا تخلى الأوراقُ مِن كُلِ ساعةٍ
قضيناها هُناك ..
حينَ أُغلِقَ السِوار و أصبحنا خلفهُ .. قدْ تسارعتِ
الأحزانُ و انقسمتْ دُروبنا !!
كفى لَنْ أحكي عَن ماضي الغيابَ كثيراً
فأنا الآن أحتاجُ إلى استغاثةِ الزُهور لِتُشارِكنا
فرحةَ اللِقاء ..
" ميمة :
أريجُ عِطرُكِ قدْ فاحَ ..
اسوارتُكِ أنارتُ ضوءً ذهبياً ..
فأنا على بُعدِ خطواتٌ مِنكِ ..
مُحياكِ أبيضٌ طُفوليٌ أنارَ دربي !
اِبتسمي ، اِصرُخي ..
لِكي تتبعَ طيورَ الفرحَ صدى صوتكِ و أنا أتبعُ
مسارها .. هي لحظةٌ قصيرةٌ في السير ..
و الآن قدْ رأيتُكِ !!
أعُدتي ؟! فبسمتي باتتْ تتناثرُ في كُلِ جُزءٍ مِني ،
كما عهدتُكِ سابقاً قد أتيتُ في الموعِد و أتيتي أنتي ..
فأهلاً و سهلاً بِكِ يا نقية ..
" زهرة :
كانَ الفراقُ و حانَ اللِقاء ..
فرقتنا تِلكَ الوساويسَ المُعدية
و أعادنا نبضُ الوفاء إلى حيثُ كانت تنتمي
أرواحُنا .. إلى روضةِ الصداقة المغروسةِ أمامَ ذلِكَ
السِوار .. نَعم قدْ عُدتُ !!
و توالتْ الأفراحُ أصواتُها في دربي تُرافِقُ خُطواتي
و قدْ عُدتي أنتي في دربكِ تمرحينَ و تضحكين كما كُنتِ
و لا زِلتِ تِلكَ المُختلِفة عَن باقي الصديقات ..