بسم الله الرحمن الرحيم. وبالمعين نستعين .وباسميه العليم والحكيم أسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي. رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.
(إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) [سورة القمر : 49]
لو تفكرنا في هذه الآية لوصلنا للتسبيح الحقيقي.
فالله سبحانه وتعالى يعلن الحقيقة التي لم يكتشفها العلماء إلا قريبا وهو التوازن البيئي والتوازن الكوني والتوازن الخلقي والتوازن في كل شيء.
(وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ) [سورة الحجر : 19]
فهذه الآية تنبهنا لتوازن الصفائح الأرضية بواسطة الجبال تخيلوا لو أن جبلا على جانب صفيحة أرضية أثقل من جبل على الطرف الآخر علما بأن الصهارة هي تحت هذه الصفائح؟!
لمالت الأرض جهة الجبل الأثقل وغاصت في الصهارة!
" إنا كل شيء خلقناه بقدر"
كذلك النباتات أنبت منها من كل شيء موزون.
تخيلوا لو أنه فقط أنبت نوعا أو نوعين يحتويان على مواد مغذية معينة فقط وليس كلها كيف كنا سنعيش؟!
وتخيلوا فقط أنه أنبت نباتات أكثر مما خلق لأختنقنا ليلا من ثاني أكسيد الكربون.
تخيلوا لو أنه أنبت نباتات أقل مما خلق لو اختنقنا نهارا من قلة الأكسجين !
"إنا كل شيء خلقناه بقدر"
الناس تقطع من هنا أشجارا لإستخدامها فينشيء الله أشجارا من هناك.
وعملية التوازن البيئي مستمرة.
" وأنبتنا فيها من كل شيء موزون"
(الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا) [سورة الفرقان : 2]
خلق كل شيء فقدره تقديرا
تأمل فقط إفرازات الهرمونات في الجسم كل يقدر الله كميتها والوقت الذي تفرز فيه ومتى تتوقف.
" وخلق كل شيء فقدره تقديرا"
لو زاد افراز الأنسولين عن الحد لسقط مريضا أو حتى ميتا من احتراق السكريات في الجسم.
ولو قل لسقط مريضا أو ميتا بجلطة من تكاثر السكريات في الجسم.
" إنا كل شيء خلقناه بقدر"
لو أن هرمون النمو استمر ولم يتوقف في سن معين أو لو أفرطت الغدة في افرازها كم كان سيكون طول الإنسان!!!
ولو أن هذا الهرمون لم يفرز أو توقف في سن الرضاعة كيف كان الإنسان سيؤدي أعماله ويتحرك؟!
"إنا كل شيء خلقناه بقدر"
وكذلك كل شيء في جسم الإنسان موزون وبقدر وبدون هذا التوازن يمرض أو يموت!
(الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا) [سورة الفرقان : 2]
لو تأملنا الشمس لو أنها بعدت أكثر لتجمدنا ولو اقتربت أكثر لأحترقنا!
"وخلق كل شيء فقدره تقديرا"
والقمر لو اقترب أكثر أو ابتعد أكثر لأثر ذلك على البحار ودخلت الشواطئ وأغرقت الناس!
" إنا كل شيء خلقناه بقدر"
لو أن الرياح زادت عن حدها الطبيعي لعصفت بنا وبمزروعاتنا وبيوتنا وحيواناتنا .
ولو أنها سكنت لأختنقنا ومتنا!
" إنا كل شيء خلقناه بقدر"
الأمطار لو نقصت أصبنا بالجفاف ولو زادت أصابنا الطوفان.
" إنا كل شيء خلقناه بقدر"
وسبحان من خلق كل هذه الإستثناءات ليرينا عظمته وتقديره فلولاها لما شعرنا بالفرق ولما شعرنا بأهميته هذا التوازن والتقدير من العزيز الرحيم.
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك