بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين. وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا من لدنه علما وحكمة إنه هو العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي. رب أدخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ كهيعص) [سورة مريم
سورة مريم يبدأها ربي عز وجل بتحد .
يقدم لنا هذه الحروف. هي خمسة حروف فقط ك ه ي ع ص.
ولكن هذه الحروف نعجز أن نشكل منها آية واحدة فقط من آيات القرآن الكريم. نقف عاجزين أمامها.
بينما قدم لنا هذه السورة العظيمة المكونة من الحروف فيها الروح و النور والبركة والشفاء والهدى والمواعظ . فسبحان من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.
فمهما قلبنا هذه الأحرف ومهما ربطنا الكلمات والجمل فلن تتصف بهذه الصفات بل ستكون كلمات وجمل ميتة مظلمة لا بركة فيها تضيع فيها الأوقات بلا فائدة ولا تخرج منها بموعظة مفيدة وناجعة.
(ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا) [سورة مريم : 2]
يذكر لنا عز وجل رحمته على عبده زكريا
هو يريدنا التركيز على ذكر رحمته في هذه القصة.
ونسب الرحمة إلى نفسه سبحانه " رحمت ربك"
وجعل الرحمة من أفعال الربوبية فهي إمداد لا غنى لبشر عنها.
لذلك رحمته تنزل في الدنيا على البر والفاجر فبدونها لا نعيش.
مجرد أن يتوقف إمداد الرحمة عن بشر تتوقف حياته.
(ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا) [سورة مريم : 2]
ثم قال "ربك" نستشعر من ذلك أنه يذكرنا أنه ربنا ورب زكريا عليه السلام . فكما أنه رحمه فإنه قادر على رحمتنا كذلك فلا نيأس.
"عبده زكريا" هو عبده ولا ولن يستنكف عن ذلك وكلنا عبيده ولن نستنكف. فقط علينا أن نعي ذلك. نعي مقام العبودية لله ولا نستكبر.
(ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا) [سورة مريم : 2]
إذن هذه القصة يريدنا ربنا أن نذكر فيها رحمته بعباده وهو فعل من أفعال الربوبية لعباده الذين يعبدونه ولا يستكبرون.
(إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا) [سورة مريم : 3]
من رحمة الله أن العبد لا يحتاج للنداء بصوت عال فيسمعه الناس
فهو يسمع نداء عباده في دعائهم ولو كان سرا في صدورهم.
(وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى) [سورة طه : 7]
لذلك وجهنا في دعائه أن يكون تضرعا وخفية ودون الجهر من القول.
(ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) [سورة اﻷعراف : 55]
(إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا) [سورة مريم : 3]
تخيلوا لو أن كل إنسان يضطر أن يعلو صوته بالدعاء في المساجد ويعلم الناس حاجته ماذا سيكون حال كل واحد منهم؟
هناك من سيخجل ويضطر للتوقف عن الدعاء من الحرج أن يعلم الناس حاجته.
ولكن الله الرحيم يحب أن يكون عباده متصلين به بعلاقة خاصة لا يتدخل بينهم بشر.
فأنت إذا تبت أو استغفرت فأنت لا تحتاج لوسيط بينك وبين الله عز وجل ولكن يمكنك اللجوء إليه مباشرة في أي وقت.
تابع...
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.




رد مع اقتباس