بسم الله الرحمن الرحيم
رب إشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي..
(كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [سورة البقرة : 216]
الله كتب لنا القتال وهو كره لنا ،، لكن الله يقول ( .....ْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)
فليس كل ما كرهناه هو شر لنا بل قد يكون به الخير الكثير الغير ظاهر لنا،،، فرب خير لم تنله شر لو أتاك !
فهذه الآية تعطينا طريقة رائعة للتعامل مع أحزان الحياة والأقدار التي تصيبنا !
( ....ْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)
آية تجعلنا ننظر للأمور التي تؤذينا نظرة تفائل وثقة وحسن الظن بالله !
فنفقد العزيز والغالي !! فنقول لعله خير
نخسر أموالا ووظائف! فنقول ربما خير
نفشل في دراسة أو تحقيق هدف فنقول لعله خير !!
( ....ْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)
آية تجعلنا نقف من جديد بعد السقوط ﻷننا ننظر أنه خير ....وفعلا هو خير وسيأتي يوما ندرك هذا الخير ...
فمرضك خير وإن كرهته فهي طهر لك وأجر
فشلك خير ففيه دروس قد تعلمتها منه..
وهناك كثير من الأشياء نراها خيرا وقد يحرمنا الله منها ﻷنها شر لو أتتنا . . (وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم ..)
فالله وحده يعلم الخير ويقدره لنا!
ولو تأملنا آيات القرآن سنجد كثير من المواقف والقصص التي ذكرت وكانت
وكانت بدايتها نراها شر أو شيء سيء ثم ندرك الخير بعدها ومنها :
_عندما ألقت أم موسى ولدها بالبحر إمتثال ﻷمر الله:
(وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) [سورة القصص : 7]
-إلقاء يوسف في البئر ودخوله السجن :
(وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا ۖ وَقَالَ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ۖ وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ۚ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) [سورة يوسف : 100]
_ ترك إبراهيم زوجته وولده في الصحراء !
: (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) [سورة إبراهيم : 37]
_ المواقف التي حدثت مع موسى والخضر حرق السفينه...قتل الغلام...بناء الجدار (راجع سورة الكهف )
(لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [سورة يوسف : 111]
( ....ْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)
فلنعش بهذه القاعدة الربانية ولننظر لكل الأمور بالخير ونتفائل،، فكل أمر المؤمن خيرا له
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك




رد مع اقتباس