البرعة

على أنها من الأنماط الموسيقية التقليدية العُمانية التي تُمارس في محافظة ظفار، ومنها انتشرت إلى بعض بقية المدن الساحلية في المنطقة الشرقية مثل صور وجعلان، والأشخرة، ومن المحتمل أن يكون الاتصال البحري بين مدن المنطقة الشرقية، ومدن محافظة ظفار الساحلية (صلالة، مرباط، طاقة)، وهو العامل المُساعد على انتشار هذا النمط وتغلغله إلى المنطقة الشرقية، إذ يقتصر أداء هذا النمط في البيئة الساحلية لمحافظة ظفار، ولا نجد له حضورا في المناطق الجبلية من المحافظة حيث تسود أنماط موسيقية وفنون أخرى تؤدى باللغة الشحرية مثل (النانا، والدبرارت).
طريقة أداء البرعة :
يُقام فن البرعة في المناسبات الاجتماعية ( الزواج، حفلات الختان، والمسيلموت) كما يُقام في المناسبات الوطنية ( مهرجانات الأعياد الوطنية، والمهرجانات السياحية)، ويُقام أيضا للتسلية ولإضفاء الفرحة والبهجة على الجمهور.


تأديتها

ن المتعارف عليه أن البرعة يؤديها اثنان من الرجال في المناسبات الاجتماعية، أما في المهرجانات الوطنية فيمكن التغاضي عن هذه القاعدة، وترك المجال مفتوحا أمام أعداد كبيرة من المشاركين، دون التخلي عن الأداة الرئيسية في الأداء وهي الخنجر، وكذلك الدشداشة العُمانية، إذ لا يصلح أداء البرعة إلا بلبس الدشداشة والمصر أو الكمة، وهي ضروريات يحرص كل مؤدي على ارتدائُها قبل النزول إلى ساحة الرقص، والتي تكون عادة على شكل مربع أو مستطيل، لكي تسمح بحركة المؤدين أمام الفرقة الغنائية.
يجلس الراقصان على رؤوس أصابعهم أمام الفرقة ويلتقطون الخناجر التي توضع عادة على الأرض عند المُغني، وعند دق الطبل يقفان، ويمسك كل مؤد بمقبض الخنجر في يده اليمنى، ويكون نصل الخنجر في اتجاه الجمهور، حفاظا على سلامة المؤدي، حينما يرفع الخنجر وينزلها في اتجاه الكتف الأيمن حسب حركة صعود القدم عن الأرض ونزولها، بينما تمسك أصابع اليد اليسرى بوسط الدشداشة مع لفها، حتى يصبح زي المؤدي متناسقا وأنيقا، للحفاظ على المظهر الحسن أمام المشاهدين الذين يحكمون على أداء الراقص ويسمون (النُقاد).
يرفع الراقصان مقدمة قدميهما وينزلانها، تبعا لصوت الطبل، حتى يضبطا حركتهما، وينسجما مع الطرب، ثم يرجعان للخلف، ثم يتقدمان، ثم يرجعان، ثم يتقدمان، وحينما يبدأ صوت المردين (الكورس) للأغنية بعد المُطرب، يلف المؤديان في حركة دائرية على اليسار ثلاث لفات، ولا يجوز أن يلف المؤديان في وسط الساحة، بل يجب أن يكون اللف في نهاية الساحة أو في بدايتها عند المطرب وأعضاء الفرقة.
وتنتهي جولة البرعة بنهاية الأغنية، إذ يأتي راقصان آخران، ويحلا محل الاثنان المنتهية جولتهما.
يقوم مؤدي الرقص في الماضي، بحجز أغنية يطرب لها وينسجم معها، من رئيس الفرقة، ويضطر إلى دفع مبلغ مالي مقابل ذلك، ولا يؤدى الراقص للبرعة إلا بوجود صديقه الذي يعرف حركات صاحبه مع الطبل، وحركة دورانه ورفع الخنجر ووضعها على المصر أو الكمة.
تؤثر حركة المتبرعين على المُغني إيجابا أو سلبا، فيسنجم مع براعتهم في الأداء ويطرب، ويتهاون كلما رأى تناقضا في الأداء أو عدم توافق في حركات الراقص مع صاحبه.


الآلات الموسيقية المصاحبة للبرعة :

تُستخدم في البرعة الآلات الموسيقية الإيقاعية والهوائية : الناي، وطبل الرحماني، وطبل الكاسر، والمرواس، والدف، وقد طرأت مؤخرا على البرعة بعض التغيرات، مثل إدخال الآلات الوترية في الغناء، ومن الذين أدخلوا العود في البرعة، الفنان محمد حبريش، والأخوين صالح وسعيد أبناء فرج الغساني، ويُعد المرحوم جمعان ديوان من الشعراء الذين يغنون قصائدهم في البرعة، دون مصاحبة آلات وترية.