بسم الله الرحمن الرحيم.

﴿ يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً ﴾

لَمْ نَجْعَلْ لَهُ منْ قَبْلُ سَمِيًّا

*قال بعض العلماء : " إن الله سبحانه وتعالى سمَّى هذا الغلام بهذا الاسم ، كيف أن الله عزَّ وجل زوَّج النبي عليه الصلاة والسلام من السيدة زينب ، وكذلك ربنا سبحانه وتعالى سمَّى هذا الغلام يحيى ..

﴿ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً ﴾

معنى السميّ :

*السَميُّ هو المُشابه ، مِن بعض معاني هذه الكلمة أنه ليس مَن له اسمٌ كهذا الاسم ، أو ليس مَن له صفات هذا الغلام ، السَمِيّ المشابه .

﴿ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ﴾

*؟ أي مشابهاً ، عندئذٍ قال هذا النبي الكريم :

﴿ قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ ﴾

*قال هذا تعليماً لأصحابه ، قال هذا تعليماً للناس ، أو تعريفاً بقدرة الله عزَّ وجل ، شروطٌ مستحيلة ، وضْعٌ لا أمل منه ، لا رجاء فيه أن تلد امرأةٌ عجوزٌ ، وهي في الأصل كانت عاقراً ، وأن ينجب رجلٌ بلغ من الكِبَرِ عتيا ، ووهن العظم منه ، واشتعل رأسه شيباً .

من رحمة الله توقف الإنجاب في سن محددة :

﴿ قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً * قَالَ كَذَلِكَ ﴾

ليس على شيء مستحيل :

*وأنت في هذه الحالة ، وأنت قد بلغت من الكبر عتياً ، وامرأتك عاقرٌ في الأصل ، وقد تجاوزت سنَّ الولادة ، ولو لم تكن عاقراً ..

﴿ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ﴾

*كن فيكون ..*

((لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ ، فَسَأَلُونِي ، فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ))

( صحيح مسلم عن أبي ذر )

*ذلك لأن عطائي كلام وأخذي كلام ..*
*كن فيكون ، زُل فيزول .

﴿ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ﴾

*كلَّما عرفتني رأيتَه هيناً عليّ ..

﴿ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً ﴾

*أيهما أعظم ؟ ..

﴿ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً ﴾

لم تكن أيها الإنسان شيئا مذكورا :

*كيف أن الله سبحانه وتعالى خلق الكون من عدم ؟

﴿ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً * قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً﴾

*متى يأتي الغلام ؟ الإنسان عَجول ، متى يأتي هذا الغلام ؟

﴿ اجْعَلْ لِي آَيَةً قَالَ آَيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً ﴾

من صفات الإنسان استعجال الخير :

*أي أن الله جعل له آيةً ، أن لسانه ينعقد فلا يستطيع تكليم الناس بكلمة ، لكنَّه لا ينعقد عن ذكر الله عزَّ وجل ، في ذكر الله لسانه طَلِق ، في مخاطبة الناس لسانه حَبيس ، وقد قال بعض العلماء : لِمَ لَمْ يقل الله عزَّ وجل : آيتُك ألاّ تكلِّم الناس ثلاثة أيَّامٍ ، وقال :

﴿ ثَلَاثَ لَيَالٍ ﴾

*قال : لأن التقويم الذي يهتدي به الناس تقويمٌ قمري ، والتقويم القمري مبنيٌّ على طلوع القمر ، والقمر في الليل ، إذاً كان الليل أقرب إلى التقويم من النهار ..

﴿ آَيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً * فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ﴾

لزوم زكريا العبادة والصمت عن كلام الناس :

*والمحراب مكان العبادة ، مكان لزوم العبادة ..

﴿فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ ﴾

*طبعاً هو لا يكلِّمهم ، أشار إليهم ..

﴿أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً﴾

*في الصباح والمساء
نهاية تدبر صفحة هذا الاسبوع.

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.

موسوعة النابلسي للعلوم الإسلامية.