قالت له :إنني أفتقدك.. و تحركت مياه البحر و غطت الشاطئ... لا يفهم القمر سر حركة المد و الجزر التي يحدثها في الأمواج، و لا البحر يعرف سر إنجذابه إلى القمر.
و رغم بقاء السر سرا يتأثر البحر بالقمر و يحلو للقمر أن يؤثر في الأمواج مدا و جزرا...
هذه العلاقة بين البحر و القمر تحت أي وصف يمكن إدراجها؟! هل هي علاقة حب؟! هل هي علاقة زوجية؟! هل هي صداقة؟! أم مجرد زمالة في الخليقة هي كان البحر و القمر و بقية الكائنات دخاناً لم يتشكل بعد في صورته التي قضاها الأمر الإلهي.
أغلب ظني أن بين البحر و القمر عشقا قديما... ليسا زوجين لأنهما لا يعيشان معا.. و ليسا صديقين لأنهما لا يتحدثان طويلا... إنما هما عاشقين يرتعش كل واحد منهما لمرأى الآخر دون أن يقول شيئا أو ربما قال كلمة أو كلمتين...
عادت تقول: أنا أفتقدك.
من التي قالت و من الذي أستمع؟ هل قالت الأمواج للقمر أنني أفتقدك!... أم قال القمر للبحر هذه العبارة..؟
هذا سر لا يدركه سوى نجم بعيد هناك... كان هو الشاهد الوحيد... و هو شاهد صامت هو الآخر...
هذه العلاقة الغامضة بين القمر و البحر من أعجب العلاقات التي يمتلئ بها الكون... و لكنها ليست هي العلاقة الوحيدة... ثمة علاقات أخرى... لقد وقعت الأرض في حب الشمس بناءا على الأمر الإلهي.... و لهذا تدور الأرض حول نفسها كل المشتاق... ثم تدور في مجال جاذبية الشمس حول الشمس... فهل يدور مخلوق -حين يدور - حول مخلوق آخر إلا إذا كان يعشقه...
كل ما في الكون من كائنات وقع في حب كائنات أخرى بالأمر الإلهي... و هذا ما يسميه العلماء بلقوانين الكونية... و لكنني أفضل أن أطلق عليه وصف العشق الكوني... لأن كل العلاقات تستمد وجودها و بقائها و استمرارها من مركز واحد للحب..
الواحد الأحد سبحانه..




رد مع اقتباس