السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
°• فريق السعادة والمكون من •°
ـ أريج الرياحين
ـ عطر الاحساس
القصه المناسبة ..هي ..
كان مصباحا يضئ حياة والديه وردة ترسم خيوط والأمل في عيون من حوله ........ كان كلما رآني يأتي إلي مسرعا ويناديني عمي.......إلتقيته في الليلة التي تسبق نهار دخوله المستشفى وكان كهادته مرحا ، نشيطا يبعث البهجة في نفس محدثه أُدخل غرفة الفحص الطبي ، كنت ضمن المنتظرين خرج الدكتور طلب والد الطفل وأسر له بكلام رأيت الدموع تنجس في مآقي عينيه خوفا على جدة الطفل ، وخجلا من إنكسار رجولته اقتربت منه ماذا قال لك الطبيب ؟ تنهد طويلا ، علت زفراته ، أمسكت بمنكبيه لم هذا الهلع ؟ تنبه الحاضرون لما نحن فيه ...... انفردتُ به في زاوية ، ثم قال لي أخبرني الطبيب بأنه يريد أخذ عينه فحص من نخاع الطفل بأسرع وقت ، الطفل دخل غيبوبة منذ أن أدخل المستشفى ، ذهبتُ للطبيب مستفسراً عن الحالة ، لابد من أخذ العينة ، لأن حالته خطيرة ، لم أملك نفسي من البكاء ، لأن هذا الطفل ليس كبقية الأطفال بنسبة لي ..... كنت ألمح في عينيه نظرة حزن غير عادية .... كان على صغر سنه يحترم الناس ..... ألتف الناس حول الأب بين مؤيد ومعارض لأخذ العينة من النخاع بحجة خطر الموضع التي ستؤخذ منه العينة ، شددت على يدي الأب مشجعاً له على الموافقة ، كان يثق بى كثيراً وافق على أخذ العينة .... خرج الدكتور مطمئناً لنا ، بعد ساعة جاءت النتيجة " فشل في الأعضاء نتيجة مرض الأنيميا [ فقر الدم ] كنت ملازما له في غرفة العناية الطبية ، لا حركة ، لا نفس إلا بأجهزة مساعدة ، سبعة أيام منذ دخول هذه الغرفة ونحن في شدة المعاناة ، أخبرنا الطبيب بأننا على استعداد للسفر به للخارج كان الرد إذا أُبعدت الأجهزة سيموت في الحال ، كنت لا أؤمن بعلاج الشعوذة والدجالين ولكن حبي لهذا الطفل وتعلق الأب بهذا الأمل جعلني أتنازل عن مبادئي والذهاب معه لهؤلاء الدجالين والمشعوذين .... بعد صلاة الجمعة بساعة جاءني والد الطفل وطلب مني أن أركب معه السيارة ، تحركنا وهو صامت لا ينبث ببنت شفة أدركت أن المأساة وقعت دون أن يتلفظ بحرف واحد وصلت المستشفى فانطلقت مسرعاً دخلت غرفة الطفل فإذا الممرضة تقوم بفك الأجهزة الطبية من الطفل ، ارتميت عليه مقبلا إياه ، لأني طيلة الأسبوع كنت أتمني أن يستيقظ لأعانقه ، اسودت الدنيا في عيني تمت إجراءات المستشفى وأخذنا الطفل للبيت وعندما أنزلته من السيارة ودخلت به على أهله لإلقاء آخر نظرة عليه كانت يداي ترتعشان فاستلمته أمه منى وضمته بين ذراعيها ولك أن تتخيل كيف ستكون حالة الأم وهي ستودع فلذة كبدها الوداع الأخير .... ذهبتُ لانتزعه منها فلم أقو على ذلك وهي تقول لي " ألم تقل لي بأنه لن يموت "؟ لماذا مات وأنت أعطيته دمك ؟ لن أسمح لك بأن تأخذه منى .... شاءت الأقدار وفي نفس الأسبوع الذي أدخل فيه الطفل المستشفى دخلت الأم صالة الولادة ورزقت ولداً ، ولم تكن قد أسمته بعد ، مات حمدان .... بعد أيام أسموا الطفل حديث الولادة حمدان .... والآن كلما رأيت حمدان الثاني تذكرت حمدان الأول فكان الألم والأمل يولدان معاً سبحان الذي أخذ وأعطى وأحزن وأسعد وأمات وأحيا ولله في خلقه شئون وكل ذلك عنده بقدر .