انطلاق فعاليات مهرجان مقشن للمزاينة والمحالبة .. 5 فبراير المقبل

الأحد، 25 كانون2/يناير 2015 19:02


الرؤية - إيمان الحريبي

كشف سعادة الشيخ عبد الله بن ناصر الحمر والي مقشن ورئيس اللجنة المنظمة لمهرجان مقشن للمزاينة والمحالبة الثاني عن تفاصيل المهرجان الذي يُقام خلال الفترة من 5 وحتى 12 فبراير المقبل بولاية مقشن وبمشاركة واسعة من مربي الإبل في السلطنة. ووجه سعادة الشيخ الشكر إلى صاحب السُّمو أسعد بن طارق آل سعيد على دعمه ورعايته للمهرجان كما شكر الاتحاد العماني للهجن ومكتب وزير الدولة محافظ ظفار على ما قدموه من دعم واهتمام.

وأوضح والي مقشن في مؤتمر صحفي عقد أمس بحضور عدد من ممثلي وسائل الإعلام المحلية بظفار أن من أهداف المهرجان في عامه الثاني أن يؤصل التراث في نفوس الأجيال مختلفة ويحافظ عليه ويعرّف به، وأشار إلى أنّ مهرجان مقشن للمزاينة والمحالبة وضع بصمة وشق طريقاً متميزًا بين المهرجانات المماثلة بالرغم من عمره القصير. وقال إنّ المهرجان سيتضمن جوائز مالية ونقدية قيمة تشمل العشرة الفائزين من كل فئة لافتاً إلى أنّ المسابقات تنقسم إلى ثلاث فئات رئيسية هي فئة الحزامي المجاهيم والعمانيات الأصايل والضرايب. كما يشهد المهرجان عددًا من الفعاليات الثقافية والأمسيات الشعرية والفعاليات الدينية والتوعوية والترفيهية إذ تم تخصيص لجنة مختلطة لتنظيم البرنامج المصاحب خلال أيام المهرجان، لافتًا إلى أنّ المهرجان دعوة للسياحة والتعرف على الموروث الأصيل للولاية والتمتع بالطبيعة الخلابة في ولاية مقشن.

وعن أهمية المهرجان، قال سعادة الشيخ عبد الله بن ناصر الحمر والي ولاية مقشن إنّ لمهرجان مقشن أهمية كبيرة للمحافظة وليس الولاية فحسب حيث إنّه باكورة مهرجاناتها وكما هو معلوم فإنّ الإبل تعد من الثروة الحيوانية التي تشتهر بها محافظة ظفار كما تشتهر الولاية بالمزاينة والمحالبة ومن ثم فإنّ المهرجان سيتيح الفرصة للمربين والمواطنين لتسويق الإبل التي لديهم وهذه أهمية اقتصادية كبيرة وفرها المهرجان خدمة للمواطنين والمربين. كما تعود أهمية مهرجان مقشن للمزاينة والمحالبة إلى كونه دعوة لتعريف المواطنين والسياح بالولاية والتعرف على مقوماتها وواحات النخيل الموجودة بها ورؤية أجمل المناظر من الكثبان الرملية وقضاء أمتع الأوقات بالولاية. ويعمل المهرجان على تقوية الروابط بين المجتمع المحلي والتواصل المجتمعي بين المواطنين من مختلف ولايات السلطنة الذين يأتون من مختلف مناطق السلطنة للمشاركة الفعالة في المهرجان.
وتطرق سعادته في المؤتمر الصحفي إلى حجم المشاركات في المهرجان وقال إنّهم راضون عن المشاركات التي حصدها المهرجان منذ العام الماضي وقال إنّ هناك لجانا مختصة للمتابعة. موضحًا أنّ الجديد هذا العام هو تخصيص مكان مهيأ ومناسب للمسابقات وكذلك لجان متخصصة تعنى بتفاصيل المهرجان مشيرًا إلى أنّ الاستعداد للمهرجان بدأ مبكرًا قبل شهرين وقال إنّ التحضيرات تمضي على قدم وساق. وتحدث عن دور المهرجان في التعريف بالتراث إذ يصاحب المهرجان معرض للمنتجات الحرفية من أعمال جمعية المرأة العمانية في مقشن وغيرها من المراكز الحرفية في الولاية إذ من المتوقع أن يشهد المهرجان زخماً يشمل فعاليات مختلفة. وقال إنّ للقطاع الخاص دور مشهود في دعم المهرجان وهو شريك متفاعل يسهم في تجويد أنشطة المهرجان.

وعرّف سعادته بالولاية وقال إنّ مقشن تقع في أقصى الشمال من محافظة ظفار، وتبعد حوالي (340) كم تقريباً شمالاً من مدينة صلالة، وهي منطقة رملية ذات موقع استراتيجي مهم، حيث يحاذيها من جهة الشمال الغربي الشريط الحدودي للمملكة العربية السعودية، وترتبط من جهة الشمال الشرقي بالمنطقة الوسطى- ولاية هيماء، وتأتي ولاية مقشن ضمن الولايات الغنية بالتضاريس، حيث توجد التلال والكثبان الرملية الشاهقة والتي تشكل بدورها ما يسمى (بالشجاج) وهي عبارة عن معابر تمر من خلال هذه الكثبان الرملية، ويضفي وادي مقشن جمالاً رائعاً لانحداره من أقصى الجنوب وادي قتبيت - ويشق سيره ليصب فيما يسمى (بالجوع) شمالاً وهو آخر تجمع في وادي مقشن- فاصلا بذلك السيح عن الرمل، إضافة إلى أن أغلب الأودية التي تنحدر من الجنوب تصب فيه.

وأضاف أنّ ما يميز مهرجان مقشن للمزاينة والمحالبة أنّه لأول مرة يُقام مهرجان للإبل في بيئة صحراوية نظرًا لقرب الولاية من الربع الخالي والمزاينة والمحالبة هي من ملامح الولاية وبالتالي فقد جاء المهرجان متماشيا ومتناسقا مع موروث الولاية.
يشار إلى أنّ ولاية مقشن تشتهر بمربي الإبل المدرة للحليب بغزارة على مستوى الخليج العربي وتتمتع بمقومات سياحية ومنابع مائية وكثبان رملية جميلة. ومثل هذه المهرجانات أو الفعاليات المصاحبة لها تجذب السياح والمقيمين في الولاية لاستغلال الفرصة ومشاهدة التنوع الجغرافي والإمكانيات التي تتمتع بها الولاية وإيجاد فرص استثمارية في السياحة ومناشطها وتنشيط الاقتصاد في ولاية مقشن. لذلك يهدف مهرجان مقشن للمزاينة والمحالبة إلى تسليط الضوء على الولاية للتعريف بمقوماتها لتكون الولاية أحد روافد التنمية السياحية والاقتصادية في المحافظة بشكل خاص والسلطنة بشكل عام.

وتشتهر الولاية بثروتها الحيوانية المتمثلة في الإبل وهناك الكثير من المناشط والفعاليات التشجيعية لمربي الثروة الحيوانية منها مسابقة إدرار الحليب (المحالبة) ومسابقة المزاينة (جمال النوق) وسباق الهجن، في إطار تشجيع المواطن على الحفاظ على هذه الثروة والاستفادة منها إضافة إلى المحافظة على الموروث الشعبي الأصيل لما له من أهمية بالغة لدى أبناء الولاية إضافة إلى المردود الاقتصادي لملاك هذه الثروة الحيوانية. كما أن العديد من الحيوانات البرية تعيش في الولاية مثل الغزلان والريم والأرانب وكذلك العديد من أنواع الطيور وبعضها من الأنواع النادرة، كما تزخر الولاية بالعديد من الفنون التقليدية التي تتميز بالطابع البدوي كون أهلها من البدو الرحل ومن أهمها غناء الهوبال والهبوت والتغرود والمنكوس وللولاية مشاركات عديدة في مهرجانات السلطنة.