لأن هذا المكان مختلف أحببت أن أضع بين أيديكم موضوعي هذا ... هي تغريدة مهداة لكل طبيب عماني مخلص ...
******
طوبى لمهنة الطب
ذات يوم وانا اتجول في اروقة مستشفى عبري المرجعي في غير ساعات الدوام ... تردد أسم أحمد الشريف على مسامعي .. كنت مستغربا جدا من هذا احمد الذي استحوذ على هذا الكم الهائل من الاطراء والأعجاب ... وانا ابتسم قلت على أكيد هو مثل غيره من اللذين اصبح لهم صيت وهم مجرد عقول تنظر لمصلحتها ..حينها قهقهة متحشرجة خرجت من القلب وقلت لا عليك يا خليفه نحن شعب يعشق النفاق والدجل ....
مرت الأيام وانا لا زلت لم اكمل عامي الثاني وانا موظف في مستشفى عبري المرجعي ولا تزال تلك الاصوات الهامسة بأسم الشريف تغزوني غزوا ... اصبحت في حيرة من أمري !!.. من يكون هذا الشريف!؟.. فأنا لا اعرف عنه شيئا غير انه مجرد رقم وظيفي ملزم أنا بأن انجز له معاملاته ....
يوم بعد يوم وتعتليني الحيرة اسأل نفسي الكل مر علينا في شعبة الرواتب يسأل عن راتبه ولكن اين هو هذا الشريف !! ايعقل بأنه مجرد رقم وهمي ساعتها تذكرت حكايات جدتي بأن هناك اسماء لموظفين في بعض الاماكن هم اصلا لا يعملون فيها !! حملتني مخيلتي الى زمن ما قبل 2011م التي يا كم اوجعتنا في هذا الوطن ... نفضت مخيلتي مني وتعوذت حتى لا تسقط دموعي المعلقة .... وتذكرت بأني اليوم في عام 2014 م ...
في اوائل شهر سبتمبر الماضي وانا في غرفة العناية الحرجة لوجود احد معارفي هناك بسبب حالته الحرجة ... تمتد لي يد لمصافحتي رأيت وجه باسم ملتحي ... سألني عن احوالي وبادلته السؤال!!
شيء ما قد سكن قلبي هو ارتياح!! فضول !! لا أدري ما هو وفجاءة صوت الممرضة تنادي د أحمد الشريف...
د أحمد الشريف ...
وانا اناظر بأستغراب أذا بيده تضع على كتفي ويقول اسمحلي أخي فهناك حالة طارئة......
كانت المرة الأولى التي ألتقي فيها بهذا الدكتور الذي من الوهلة الأولى قد سكنني الأعجاب بشخصة الكريم ... وفي اليوم الثاني وفي نفس المكان ألتقينا وبدأت الغوص في عمق فكره ... تبادلنا الحديث وكنت ألمح من تعابيره وردوده عن بعض تساؤلاتي بأنه ذلك الغيور المحب لهذا الوطن ومجتمعه ...
سألته على سبيل المزاح دكتور لما لا تأتينا لتسأل عن راتبك وهو حق من حقوقك قال لي وهو يبتسم هو الله وحدة الذيسوف يسألني عن حق المريض .....
دكتور أحمد الشريف رغم أنه لقائي الثاني به ونحن نعمل في تفس المؤسسة ولكنني كسبت الكثير منه ومن حواره معي ... رأيت فيه نموذج حسن لطبيب العماني الذي بالفعل كم تمنياه أن يكون بهذا الحب والأخلاص لوطنه ... لست مخطئ إن تمنيت بأن أجد مئات النسخ لمثل هذا الطبيب ... هي مجرد امنية وليست تجريح لبقية الاطباء فالكل منهم له حديث خاص مع رقي هذا الوطن بالصورة التي تناسبه ....
يحق لنا بأن نغرد بأسمك ونتباهى بك في احاديثنا ... ليس رياءا بل هي الحقيقة التي لن يغطيها ذلك الغربال الذي اعتاد ان يظهر اناس لا يستحقون الظهور ...قد قالها لي ذلك الشريف ذلك اليوم ( أنا لا أجدني إلا هنا بين غرفة العمليات و العناية ) واليوم وجب
علي أن اقولها واصدح بحرفي عاليا وانا حامل لرسالة القلم ( طوبى لمهنة الطب لأنها تشرفت بأمثالك )