وإذا وصلا إلى مكان مرتفع يطل على غابة مليئة بالأزهار والشجر الأخضر .
ثم أشار الرجل إلى بقعة بعيدة سوداء وسط هذه الغابة .
الرجل:انظر هذه هي القرية المقبورة وفيها الأناس البؤساء .
حاسم:مممم هذا صحيح لكن لماذا كل الملوك هنا .
الرجل:في الحقيقة لا أعرف لكن العيش في هذا النعيم خير من المعيشة هناك في القرية الخربة.
حاسم:لكن ألم تفكروا يوما في الناس المحبوسين هناك؟! إنهم أناس مثلكم.
الرجل:هي أنت لا تفسد متعتنا إما أن تتمتع معنا أو ابحث عن طريق للخروج من النعيم والدخول إلى العذاب والمعاناة.
حاسم:إني أفضل المعاناة على العيش في ترف مزيف من دون الأناس الذي أحبهم كما أن التعب في سبيل الترف أحلى مئات المرات من الترف من دون تعب.
الرجل:آآآآآآآآه لقد أفسدت متعتي حقا أنا المخطئ لأني حدثتك .إلى اللقاء أيها الغبي .
ومن ثم دار الرجل وأخذ يبتعد .أما حاسم فقد ضل ينظر إلى القرية متحير.
حسام:ما الذي يحدث هنا أين كل تلك الأشواك والأشجار المخيفة ....أين اختفى الظلام الذي كان مبتلع هذه الغابة ..... لا هذا ليس حقيقة ... ٍسأذهب إلى القرية وأرجع .
ثم مشا في اتجاه القرية وفجأة ذاب كل شيء من حوله وأخذ بالاختفاء شيء فشيء ثم اختفى هذا النعيم واستيقظ حاسم وسط الغابة المظلمة وفي جانبه بعض الجثث المتعفنة وبعض الأحياء الذي هم في سبات عميق.
حاسم:ما هذه الأشياء الغريبة التي تحدث كيف يتغير المكان بهذه السرعة؟!
صوت غريب:ها ها ها لقد فضلت الحياة الصعبة على ذلك النعيم الزائف
إنه من خصائص العاصفة السوداء إدخال الناس في أحلام مشتركة لكنك الأول الذي يستيقظ من هذه العاصفة .
حاسم: من أنت؟ وما الذي تريده مني ومن الأميرة ؟
الصوت:هههه لا أريد شيء لكن لن يخرج من هذه الغابة إنسان خبيث فأخضع الناس لهذه الاختبارات .أنت الآن حر فإذا أردت الأميرة والذهاب فلا مشكلة لدي لكني أريد التأكد من شيء إن وافقت فقط اختبار آخر و ننتهي إن لم تمانع.
حاسم:لا لا أريد اختبارات جديدة هيا أريد أن أخرج.
الصوت:هههه لكن إن خرجت الآن فكيف ستحمي الأميرة وأنت وحيد اخضع للاختبار وستكون قادر على حماية الأميرة .
حاسم:مع الأسف فكلامك منطقي حسنا سأقبل بشرط أن يكون آخى اختبار .
الصوت:أوه حسنا إليك الاختبار مهمتك أن تصل إلى قعر البئر المظلم وأن تفتح قبر الأموات .
حاسم : لكن أين يقع هذا البئر المظلم وكيف لي أن أصل له.
الصوت .ههههه ثق بنفسك وسر إلى الظلام وادحره عندها ستصل إلى بئر المظلم .
حاسم:ماذا! لم أفهم من كلامك شيئا.
الصوت:هههه هذا هو اختبارك ابحث عن المجهول واكتشفه وافتحه وستملك القوة التي لم تعرفها إلى الآن ....أتمنى لك التوفيق وداعا.
حاسم : (سر إلى الظلام وادحره وستجد البئر المظلم) ما معنى هذا ؟
.................................................. ..........................................
حاسم :ممممم لا لا تفسير لهذا .....سأذهب إلى القرية فهي الوجهه الوحيدة التي أستطيع أن أسير عليها.
ثم سار حاسم إلى القرية وفي الطريق .
صوت قادم من الظلام مختلف عن الصوت السابق :
أنت ابتعد و إلا أقحمت نفسك في شيء ستندم أنك دخلته .
(أصوات الطيور الخائفة وهي تطير) ......
حاسم :من هناك من أنت؟
(هدوء يسود المكان) .....
حاسم: أظن أني أتخيل الأصوات....لأكمل طريقي إلى القرية .
استطاع حاسم أن يصل إلى القرية لأنها أصبح تظاهرة له وكأن غطاء قد انزاح عن القرية .دخل حاسم القرية فتجمع سكانها على البوابة مستغربين ما حدث.
جاسم:أهلا يا سكان القرية ....أظنكم متعجبين لرجوعي لكني قد كشفت سر الخروج من الغابة.
السر هو أنكم يجب أن تكون ذوي قلوب صافية وإلا سوف تموتون . وأن لا تفكروا بالخيانة مهما حصل .
دوت صرخات الفرحة والسرور جميع أركان القرية .
صوت قادم من بعيد:تريدون الخروج من القرية....أتعلمون ما ينتظركم من ظلم خارجها ؟.... هل تعرفون ما هي أحوال العالم في الخارج ؟.
التفت الجميع إليه وكأنهم اقتنعوا بكلامه لكن البعض لم يقتنع.
بعض الأصوات:من هذا ....إنه مغير .... وما دخلنا به ....نعم إن أراد البقاء فليبقى لوحده إنه حر ....
حاسم : إن كلام مغير صحيح ...فها أنا أمامكم كنت سأقتل لولا هذه الغابة....إني أعتبرها غابت الأمل لا غابة الضياع.
الناس:هذا صحيح......نعم هذا صحيح ....إننا محميين في هذه الغابة....
الظلام ينقشع عن القرية ....تظهر الشمس لأول مرة منذ عشرات السنين
انتشرت خيوط الشمس الذهبية في جميع أرجاء القرية .
الناس:ها.....ما هذا....مستحيل .... كيف .... لا يمكن .....إنها الشمس التي كنا نسمع بها.
مغير يصفق:أحسنت يا حاسم لقد وجدت الظلام ودحرته فقد عملت ما لم أتمكن من عمله .
حاسم:كيف عرفت بالأمر ؟ أيعقل أنه أ...
مغير مقاطعا حاسم:لا لست ذلك الصوت لكني تعرضت لذل الاختبار وفشلت لأنه شخص واحد يمكنه فعل ذلك وهو أنت.
حاسم:أنا لماذا إن حقيقة هذا المكان أنه عاكس لنفوس الناس ...
انشقاق في الأرض وظهور بوابة كبيرة سوداء .
مغير: مستحيل لا يمكن البئر المظلم هو السر دفين لهذا العالم وأنت اكتشفت ذلك وها قد ظهرت البوابة لك...
الصوت الغامض:جيد ها قد أتى الجزء الأخير من الاختبار...ضع يدك على البوابة وحاول سحبها....عندها إما أن تفتحا البوابة أو ستقتلك ....فهل أنت مستعد.
حاسم:ن..نعم إني مستعد من أجل واجبي .
تقدم حاسم وسط ذهول من الجميع إلى البوابة..... نظر إلى مغير ثم إلى أهل القرية ثم أمسك بمقبض البوابة الصدئ وأخذ بسحبه .
تحطم في الأرض... تجمعت الغيوم لرعدية...اسود المكان من الظلام ....فتح جزء بسيط من البوابة ...بدأت بالخروج من البوابة رياح شديدة سوداء وحاسم يواجه صعوبة في التنفس.....فتحت أكثر البوابة ...تكسر في الأرض وخروج أموات يتحركون وبعض الهياكل العظمية متجه إلى حاسم.
ارتعب حاسم وكأنه نوى أن يترك البوابة فصاح مغير
إياك أن تترك البوابة يا حاسم ستموت.
حاسم:لكن هؤلاء الوحوش قادمون إلي.
مغير:اصمد أنت من اختار ذلك .
حاسم:نعم سأصمد.
تقدموا جموع الأموات نحو حاسم فأغمض حاسم عينيه من الخوف .
بعدة مدة قصيرة من الزمن إنفتحت البوابة أكثر وأكثر فتح حاسم عينيه ليرى ما يحصل فإذا بالأموات يساعدون حاسم على فتح البوابة ....
وشيئا فشيئا إنفتحت البوابة بشكل كامل فحدث انفجار ريحي أسود حطم جزء القرية القريب من البوابة .
مغير :إنه هو....لقد فتح البوابة.
.................................................. ..........................................
الصوت الغامض:نعم إنه هو يا مغير إنه وريث هذا المكان.
انفتحت البوابة فقطت بأشعة سوداء معتمة وفورا اختفى كل الأموات الذين ساعدوا حاسم.
حاسم:لقد فتحت البوابة والآن ما الذي علي فعله.
صوت قادم من البوابة :هيا بني ادخل.
تقدم حاسم بحظر شديد مسغربا لكل ما يحدث .
حاسم :من أنت .
الصوت من الداخل:هيا تقدم يا حاسم لا تخف أنا والدك.
انبهر حاسم لما سمع وزاد من سرعته إلى الداخل.وفجأة توقف.
حاسم:لا لا يمكن والدي قد توفى منذ زمن بعيد ....
الصوت:إنه والدك بالتبني وليس الحقيقي .
اقترب حاسم أكثر من مصدر الصوت
الصوت مكملا حديثه:ولكن يا حاسم يؤسفني أن والدك الحقيقي حقا توفى وما أنا إلا طيف له استيقظ بفتح البوابة.
حاسم :ماذا ......لماذا يحدث هذا لي أبعد أن عاد الأمل لي ينتهي..
وبدأت دموع حاسم تنهمر من عينيه المرتعشتين لما سمع.
الطيف :لا تحزن فأنا مثل والدك أستطيع أن أكلمك كوالدك ولكن لفترة قصيرة وسأنتهي.
حاسم مستردا شجاعته:إذا أنت من كان يرشدني إلى هنا؟
الطيف:لا لم أكن أنا ...إنه والد الأميرة صفاء .
حاسم:أهو لامع.
الطيف:لا لامع ليس والدها إنه سيد الحكماء حكوم .
حاسم :ماذا كيف و..
الطيف: لا وقت لهذا الآن اسأله عند خروجك فهو عمك ويمكنك أن تعده كوالدك ...أما الآن فيجب أن أنشط الطاقة الخامدة في داخلك .
حاسم :أي طاقة؟!
الطيف:إنها طاقتك الموروثة مني والتي تم إخمادها من قبل قصاص أخي الخائن.
انعقد لسان حاسم من ذهوله لما يستمع .
الطيف هيا اتبعني فلا وقت لدينا فالمعركة قد اقتربت والعاصفة السوداء ستكون في طوع أمرهم إن انتصروا .
مشى الطيف فسار وراءه حاسم ليرى ما الذي يريد فعله.فدخلا في قاعة مليئة بالعظام والجثث المتعفنة .
الطيف :هيا يجب عليك الوقوف وسط هذه الجثث.
حاسم:لكن ....
الطيف :لا تجادلني فلا وقت لذلك هيا هذا أمر من والدك فيجب إطاعته .
تقدم حاسم هو غير مقتنع بكلام الطيف وتوسط القاعة.
صاح الطيف بصوت عالي:هيا أفيقوا أيها محاربين الأموات فسيدكم قد عاد ....هيا قدما له الطاقة ليحكم العالم وفق رؤيته.
القاعة تضج بالأصوات الغريبة المزعجة وبدأ الأموات بالاستيقاظ والطاقة السوداء(الرياح السوداء)بالتدفق والدخول في حاسم .
حاسم :ما هذه القة التي أشعر بها .
استيقظ جميع الأموات في القاعة .
الطيف :أمرهم أن يغادروا الآن.
حاسم:هيا غادروا القاعة.
أصوات علية في وقت واحد تصيح:أمرك سيدي ونحن طوع أمرك في أي وقت وأي زمان على أي أرض.
ومن ثم اختفى الأموات داخل الأرض .
الطيف:إنك الآن تملك طاقة الموت وكل الأموات تحت أمرك .
حاسم:حقا ...شكرا لك لكن ماذا بعد ذلك.
الطيف يطير ويدخل في أحد التماثيل الموجودة في القاعة .
التمثال وقد شعت عينه بضوء أحمر:ها أنا الطيف في هذا التمثال ...قاتلني وبعدها ستكون سيد طاقة الموت .
حاسم : لا لماذا أقتلك وأنت طيف والدي.
.................................................. ...............................
التمثال:يجب أن أضمن تعلمك استعمال طاقتك ولا يتحقق ذلك إلا في مقاتلتي لكي أستطيع أن أنشط ذكرتك الممسوحة .
حاسم :مممم يبدوا أن هذا الشيء حتمي. ولكن بماذا سأقاتلك؟
يتبع