محبي الشعر
هارون الرشيد والجارية الذكية
**********************
كان الخليفة هارون الرشيد يتجول في بساتين الفرات فسمع غناء جارية فاقترب منها حتى سمعها تترنم وتقول:
قولي لطيفك ينثني عن مضجعي عند المنام
فعسى أنام فتنطفي نار تأجج في العظام
جسد تقلبه الأكف على فراش من سقام
أما أنا فكما علمت فهل لوصلك من دوام؟
فسألها : هل هذا الذي سمعته من مقولك أم من منقولك؟ فأجابت: بل من مقولي. قال : أمسكي الوزن والمعنى وغيري القافية! فقالت: حباً وكرامة..
قولي لطيفك ينثني عن مضجعي عند الرقاد
فعسى أنام فتنطفي نار تأجج في الفؤاد
جسد تقلبه الأكف على فراش من قتاد
أما أنا فكما علمت فهل لوصلك من معاد؟
فقال الرشيد بعد أن دهش لسرعة بديهتها: افعلي ذلك مرة ثانية (أي حافظي على المعنى والوزن وغيري القافية) فقالت: حباً وكرامة..
قولي لطيفك ينثني عن مضجعي عند الهجوع
فعسى أنام فتنطفي نار تأجج في الضلوع
جسد تقلبه الأكف على فراش من دموع
أما أنا فكما علمت فهل لوصلك من رجوع؟
فكرر الخليفة الرشيد طلبه فقالت حباً وكرامة...
قولي لطيفك ينثني عن مضجعي عند الهجود
فعسى أنام فتنطفي نار تأجج في الكبود
جسد تقلبه الأكف على فراش من وقود
أما أنا فكما علمت فهل لوصلك من وجود ؟
ثم كرر الخليفة الطلب نفسه فوجد لديها ذكاء وبديهة كبيرين فكان آخر ما أنشدت:
قولي لطيفك ينثني عن مضجعي عند الوسن
فعسى أنام فتنطفي نار تأجج في البدن
جسد تقلبه الأكف على فراش من حزن
أما أنا فكما علمت فهل لوصلك من ثمن؟