الحلـــ 3 ـــقة


أقتربت في الطريق الترابي من المنزل وقد أخذت قساوة الزمن بعض ملامح جدرانة الطينية العريقة .. لكن ما أن تقع عينك علية تحس أنك سوف تعيش حلاوة الماضي .. تقدمت ثم طرقت باب صديق جدي الخشبي ومقبضة الحديدي .. فبعد لحظات وطرقات عديدة ومن داخل البيت المتواضع وبصوت وهنً ضعيف سمعتة يقول : تفضل بالدخول !! ... فتحت الباب ونظرت الى صديق جدي الذي ملئ وجهة الزمن بالتجاعيد .. وانكماش فتحة عينية .. وباتت العظام تبرز من فوق الجلد السخيف مع تلك العصى الشجرية القديمة التي كان يتكئ عليها .. تبادلنا السلام والتحية .. وهو كالعادة !! ترى القناعة والحكمة و الهيبة في وجهه كأنة كتاب قديم اوراقة صفراء عتيقة .. وغلافة السميك الذي يشعرك بأنك ترى التاريخ !!

ما لبثنا ان تبادلنا بعض اطراف الحديث .. وقد أستضافني لتقديم شرب فنجان القهوة كعادتة .. فسرى شرب القهوة داخلي بطعم لذيذ لم استشعرة من قبل .. لكن هناك امرٌ عجيب شدني بعض الشئ !! .. فصديق جدي يحب كثيراً شرب القهوة وهنا أكتفى بالنظر و التحديق او كأنة لم يشرب قهوة من قبل !! .. قطع ذالك التناقض العجيب .. استحواذ تفكيري بالخاتم القديم .. فبعد الحديث !! .. تحركت اليد لتسلك الجيب و تخرج الخاتم .. فأخذت اشرح لة ما دار من احداث غامضة في تلك الليلة المرعبة وكيف حصلت على هذا الخاتم الغريب .. وما صادفني في طريقي الية من خوف !!

سيطر على صديق جدي سكونا مطبق حاولت من خلالة ان استشف ما تترامى الية ملامح وجهه .. وبين ذلك السكون وما ارتسم من تعابير مبهمة .. قام صديق جدي فجئة وقال بصوت تغلبة الصرامة : انتظرني !! واتجة الى غرفتة الخاصة التي كان دأماً يحرص ان لا يدخلها احد .. واحيانا يضل فيها ساعات طوال لا احد يعلم ما يحدث فيها من غموض الا الله !!

ازداد سكون المجلس غموضاً كالليل الحالك من ما طرأ على صديق جدي ومن الاحداث السابقة المرعبة .. فكنت ارتقب ان يفتح صديق جدي باب غرفتة الخاصة بفارغ الصبر .. كالفجر ينتظر بزوغ الشمس لتكشف اشعتها الدافئة خبيا الظلام .. لحظات ويكسر ذلك السكون صوت فتح الباب ومن بينة صديق جدي وقد تبدل لون وجهه من ماءً صافي اختلطت بة قطرات الغموض فغيرت لونة الى لون شاحب .. مما أزداد أغرقاق مخيلتي في مستنقع الحيرة و الاستغراب !!

وبصوت يحمل الدهشة .. انطلق لسان حالي بكلمات الاستفهام و التعجب !! .. ابتي .. ابتي .. ارجوك اخبرني ما الذي يحدث ؟؟... .. نظرالي .. وعيناه تحمل كل معاني الحزم كانها نار ملتهبة والتي لم اعهدها علية من قبل .. ثم تقدم وامسك بيدي فبسطها ووضع الخاتم القديم في ثنايها وضم الاصابع بقوة وقال بشدة : اذهب يا ولدي فبعد مشارف المدينة مباشرةً من الجهة الاخرى يوجد وادي !! .. احفر حفرة صغيرة بة .. وضع الخاتم بداخلها .. ثم ادفنة .. واقرأ علية آية الكرسي !!

شئ من الرهبة و الصمت و الاستنكار أطبق على الذات وانا اردد بحيرة : بأذن الله تعالى يا ابتي .. واعلم ذلك الوادي جيداً !!

جاء وقت الرحيل كي اودعة !! بعد ما زاد الغموض من حال الى حال أغمض .. والاخص تلك التصرفات الغريبة التي طرأت علية وكأنة شخص اخر غير الذي اعلم .. ومن ما أخفى علي سرالخاتم الغريب !! .. وقفت قرب باب خروج البيت و صديق جدي يضرب على كتفي بحزم أحس بة كتيار يهزني .. ثم قال : يا ولدي .. اذكر الله في طريقك للعودة ولا تتهاون عن ذكرة .. وافعل ما امرتك بة في شئن الخاتم !!

أجبتة بثقة وعزيمة اني سوف افعل ما طلبت مني بأذن الله تعالى .. ثم خرجت من المنزل فودعتة و الغموض يعتريني من كل جانب ثم انطلقت الى طريق العودة !!

اطلقت العنان لسيارتي في ذلك الطريق السريع وقد اخذ الغموض ينهش فكري ويستحوذني .. وانظر الى الطريق الذي يعكس بعض اشعة الشمس الذهبية في بساطة الاسود .. ومن بعيد ذلك السراب كأنة دخان انبعث من براكين الارض .. ومن قلة السيارات العابرة فية .. وبين جوانب الطريق يخلوا العمران وتكثر السهول و الوديان فية ومن بعض الجبال البعيدة المتفرقة .. مما زادتة وحشتاًً و خلوة .. وكأن الطريق اصبح اطول من السابق وانة بلا نهاية !!


ما سر صديق جدة و الغرفة الخاصة ؟؟

وهل سوف يستطيع دفن الخاتم في الوادي ؟؟

وما هي الاحداث التي تنتظرة ؟؟



تابع الاحداث في الحلقات القادمة !!