اللهُمَّ اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
كل شكر لك
بسم الله الرّحمن الرّحيم
السّلام عليكُم ورحمة الله وبركاته
أدب الحوار،
الانتقام للنفس،
،
،'
~ لُطْفاً... أَفْرِغْ كُوبَك ~
سأحاوره، لكن...
لن أتخلَّى عن قناعاتي السَّابقة، مهما حدث!
أنا على حق!
والنتيجة: سوء تفاهم، عناد وتمسُّك بالرأي، تباعد وفرقة بين المتحاورين، وجدل عقيم، وأخيرا... لم يتحقَّق التواصل!
لكنَّك لو أفرغتَ كوبك لكانت النتيجة مختلفة!
إن المحاور مُطالب بالإنصات للطرف الآخر بغية إنجاح الحوار،
بغض النظر إن كان موقف الآخر مُوافقا له أو يبعد عنه قليلا أو كثيرا.
هل سبق ووقفتَ عند قوله عز وجل وهو يأمر نبيّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يقول للمشركين: ﴿ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [سبأ:24]؟؛
يا له من أسلوب في غاية اللطف والأدب!
يا لها من طريقة تحمِل المخاطَب على التفكُّر والتأمُّل، فلربما عاد للصواب وأناب ونظر لحاله ثم تدبَّر فتنبَّه!
ما من شكٍّ أن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعلم أنه ومن اتَّبعه على هدى من الله، وأن من خالفه وخالف ما جاء به من ربِّه لفي ضلال مُبين،
لكنه كلام يوحي بضرورة الإنصات، بروح موضوعية وبأسلوب فيه تعريض لا تصريح.
~ فما بال حواراتنا تنتهي قبل أن تبدأ؟
وتعلو فيها الأصوات وتتناحر بدلا من الإصغاء؟
إذن؟!
لن تخسر شيئا إن تعلَّمتَ فن الإصغاء،
ودخلت المحاورة من أجل استيعاب الآخر،
وتخلَّيتَ عن قناعاتكَ على سبيل الافتراض لا الشك،
على سبيل المهادنة لا الاستسلام، أنتَ لن تتجرَّد من ثوابتك واعتقاداتكَ،
أو ما تؤمن به على الإطلاق، بل ستُقبل على سماع الطرف الآخر، تهييئا لنجاح الحوار.
لحظة... يمكن أن تكون قد جانبت الصَّواب وتظن أنَّك على حق، لكنك لو استمعتَ لمن تُحاوره لرأيت الموضوع من زوايا متعدِّدة، وما أجمل لو ردَّدتَ بيقين: "اللهم أرِنا الحقَّ حقاً وارزقنا اتِّباعه، وأرِنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه" فالحق والباطل موجودان لكن أيّهما تتَّبع؟
فالمصيبة أن تكون غارقا في الأوهام، وتظن أنَّك تحسن صنعا!
فكم ممن رأوا الحق باطلا وانتصروا له فضلُّوا الطريق، عاندوا واستكبروا وأبوا إلا الاستماع لأصواتهم، وحقَّ فيهم قوله تعالى: ﴿ وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ ﴾ [الزخرف: 30].
والآن، هل تستطيع أن تُفرغ كوبك قبل أن تحاورني؟!
إنك طرف في الحوار وعليه، تستطيع أن تجد أرضية مُشتركة بينك وبين من تحاوره، ولن يكون الأمر كذلك إلا إذا انطلقتَ من فرضية تساوي الطرفين المتحاورين في طرح وجهات النظر قبل أن يبدأ الحوار، فليس من المعقول أن تتبنى النتيجة قبل أن تسمعَ رأي الآخر وتُسمع رأيك!
والآن، هل تستطيع أن تُفرغ كوبك قبل أن تحاورني؟!
أليس الهدف من الحوار هو عرض أفكار الطرفين؟
فلمَ تعرض أفكاركَ ولا تعطي الآخر الفرصة ليعرض أفكاره؟!
أليس الحوار مع الآخر هو طريقة توصل بها أفكاركَ؟
فلمَ تقزِّم حقَّ الطرف المقابل في عرض رأيه هو الآخر أو في الردِّ عليكَ؟!
أليس الحوار هو تبادل الكلام بين شخصين -أو أكثر-؟ فلمَ تستأثرُ بالحديث ولا تعطي فرصة للآخر ليبسط أمامكَ رأيه؟!
والآن، هل تستطيع أن تُفرغ كوبك قبل أن تحاورني؟!
إن كان الردُّ بالنفي،
فلا أخالكَ تريد إحقاق الحق وإثباته، بل أنت تتَّبع سياسة عرض العضلات أمام من تحاوره،
أو تسعى لإثارة ضجَّة أو أن هدفك منذ البداية هو الانتصار لنفسك،
فلتعلم أنَّك لن تزيد محاوركَ إلا عنادًا وإصرارًا على رأيه.
إذن: أحسِن الاستماع لمحاورك، ولا تتعصَّب لوجهة نظرك، ولا تتَّبع هواك، وكن طالب حق ناشدا له أنَّى كان.
والآن، هل تستطيع أن تُفرغ كوبك قبل أن تحاورني؟!
أتمنى ذلك!
اللهُمَّ اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
.........
م ن ~ وفّقكُم الله ~
.
يارب ..
واجعلنا من الذين يُبقون أثرًا طيباً في قلوب الناس بعد الرحيل 🌿🕊
اللهُمَّ اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
كل شكر لك
غضبك تجاه أي حدث لن يغير أي شيء !
بل سيغيّر ملاَمحك فقط ، ويجعلك أقل جمالاً
" اِضحك گلما استطعت / ف ٱلضحِك دواءٌ رخيص
السلام عليكم
اهلا اهلا بتباشير الأمل انت رائعه دائما
نقل موفق حيث ان الطرح به جملا مفيده
اتمنى التمعن فيها وفهمها
تقديري واحترامي
موضوع في غاية الروعه
مشكلتنا للأسف الشديد تغلبنا العاطفه ونحس اننا نحن على حق وان غيرنا على عكس ذلك
ففعلا لو انسطنا لغيرنا وتاملنا ما يقول وستعذنا من الشيطان لكنا في سلام ولكن للسف الكثير منا يتهجم على المتحدث حتى واذا كان المتحدث يقصد نصيحة الشخص ولو كانوا مع بعض دون وجود اشخاص آخرون تجدهم يتهجمون وربمتا يصل بهم الى السب والشتيمة الى ان يصل بهم الى الاعتذار
الف شكر
سأعيش مثل الكتاب
هادئٍ بطبعي
لكنني سخيا بافكاري
رفيقا بمن يحملني
ويسبر أغواري
يحيائي10
"اللهم أرِنا الحقَّ حقاً وارزقنا اتِّباعه، وأرِنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه"
كل الشكر لك هدوى
على اختيارك القيم وارائع ..
قال تعالى " رب اغفر لي ولوالدي "
أكثروا منها .. فانها تجمع بين عبادتين
بر الوالدين والاستغفار
طرح رائع
يعطيك العافية
وَ كَمْ تَحْتاجُ اُمْنِيآتنآ اِلى مِظَلَّةِ دُعآءِ تَحْمِيهآ مِن اَمْطارِ اليآْسْ .. ♥
موضوع رائع..
اتمنى ان اكون ممن يفرغون كوبهم قبل بدء الحوار.. احيانا تحصل ان ارد قبل ان استمع لكامل الحديث ..
واحيانا امتنع عن الحوار لحين اهدى حتى لو بعد يوم او يومين (هههه)
موضوع جميل .. اسلوب الحوار فن من فنون اللباقة وادب الحديث .. طبيعي ان كان اسلوبك لبقا كان تجاوب الشخص المحاور اكبر وستجذبه اليك لما فيه الخير..
ربما السبب ان بعض الشباب والشابات ممن لا يجدون من يحسن الحديث معهم ينجرفون مع اي شخص يستمع لهم حتى لو كان سيئا (خداع) مع وجود نقص الوازع الديني..
جميل ماخطت أناملك الذهبيه ...
كل الشكر لك ع الطرررح الرائع ..
.
يارب ..
واجعلنا من الذين يُبقون أثرًا طيباً في قلوب الناس بعد الرحيل 🌿🕊