https://www.gulfupp.com/do.php?img=92989

قائمة المستخدمين المشار إليهم

صفحة 4 من 4 الأولىالأولى ... 234
النتائج 31 إلى 40 من 40

الموضوع: السيره الذاتيه للشعراء

  1. #31
    متذوقة شعر وقصص وروايات في السبلة العُمانية الصورة الرمزية نوارة الكون
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    40,290
    Mentioned
    50 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    الفرزدق


    الفرزدق (38هـ / 658م - 110هـ / 728م) شاعر من شعراء العصر الأموي واسمه همام بن غالب بن صعصعة الدارمي التميمي وكنيته ابو فراس وسمي الفرزدق لضخامة وتجهم وجهه ومعناها الرغيف، ولد الفرزدق في كاظمة لبني تميم، اشتهر بشعر المدح والفخر وشعر الهجاء.


    النشأة
    ولد الفرزدق عام 38 للهجرة في كاظمة (الجهرة حاليا)، وهو حفيد صعصعة بن ناجية التميمي الذي اشتهر بافتداء الإناث من الوأد، وقد سمي بالفرزدق لضخامة وتجهم وجهه. ومعنى الفرزدق، هو الرغيف وواحدته فَرَزْدَقَة، ويعد الفرزدق من شعراء الطبقة الأولى، وهو وأبوه قثراء ومن نبلاء قومه وسادتهم بنو تميم ومن أكثر الشعراء، يقال أنه لم يكن يجلس لوجبة وحده أبدا، وكان يجير من استجار بقبر أبيه، وجده صعصعة كان محيي الموؤودات وهن البنات التي كانت تدفن قبل الإسلام في الجاهلية. كان الفرزدق كثير الهجاء، إذ أنَّه اشتهر بالنقائض التي بينه وبين جرير الشاعر حيث تبادل الهجاء هو وجرير طيلة نصف قرن حتى توفي ورثاه جرير. تنقل بين الأمراء والولاة يمدحهم ثم يهجوهم ثم يمدحهم.
    كان جرير والفرزدق أصدقاء قريبين من بعضهم البعض الا في الشعر. فكان الناس يرونهم يمشون في الأسواق مع بعضهم البعض ولكن عندما يأتي الشعر فكل منهم له طريقته وعداوته للآخر، انتهى تبادل الهجاء بينه وبين جرير عند وفاة الفرزدق وعند وفاته رثاه في قصيدته المشهورة.
    رثاء جرير للفرزدق[عدل]
    لعمري لقد أشجى تميماً وهدها على نكبات الدهر موت الفرزدق
    عشية راحوا للفراق بنعشه إلى جدثٍ في هوة الأرض معمقِ
    لقد غادروا في اللحد من كان ينتمي إلى كل نجم في السماء محلقِ
    ثوى حامل الأثقال عن كل مُغرمٍ ودامغ شيطان الغشوم السملقِ
    عماد تميم كلها ولسانها وناطقها البذاخ في كل منطقِ
    فمن لذوي الأرحام بعد ابن غالبٍ لجارٍ وعانٍ في السلاسل موثقِ
    ومن ليتيم بعد موت ابن غالب وأم عيال ساغبين ودردقِ
    ومن يطلق الأسرى ومن يحقن الدما يداه ويشفي صدر حران مُحنَقِ
    وكم من دمٍ غالٍ تحمل ثقله وكان حمولاً في وفاءٍ ومصدقِ
    وكم حصن جبار هُمامٍ وسوقةٍ إذا ما أتى أبوابه لم تغلق
    تفتح أبواب الملوك لوجهه بغير حجاب دونه أو تملُقِ
    لتبكِ عليه الأنس والجن إذ ثوى فتى مُضرٍ في كل غربٍ ومشرقِ
    فتىً عاش يبني المجد تسعين حجةً وكان إلى الخيرات والمجد يرتقي
    فما مات حتى لم يُخلف وراءه بحية وادٍ صولةً غير مصعقِ
    الفرزدق وجرير وآل البيت[عدل]
    نظم في معظم فنون الشعر المعروفة في عصره وكان يكثر الفخر يليه في ذلك الهجاء ثم المديح، مدح الخلفاء الأمويين بالشام، ولكنه لم يدم عندهم لمناصرته لآل البيت. كان معاصرا لأخطل لجرير الشاعر أيضا، وكانت بينهما صداقة حميمة، إلا أن النقائض بينهما أوهمت البعض أن بينهم تحاسدا وكرها، وانشعب الناس في أمرهما شعبتين لكل شاعر منهما فريق، لجرير في الفرزدق رثاء جميل.
    كانت للفرزدق مواقف محمودة في الذود عن آل البيت. وكان ينشد بين أيدي الخلفاء قاعدا. وجاء في كتاب الموجز في الشعر العربي للشاعرالعراقي فالح الحجية الكيلاني انه لقب بالفرزدق لجهامة ووجوم في وجهه يكاد لايفارقه مدح قومه وفخر بهم ومدح العلويين وتعصب لهم الاانه مدح الأمويين تقيا وتخوفا ويتميز شعره بقوة الأسلوب والجودة الشعرية وقد ادخل في الشعرالعربي الكثير من الالفاظ الغريبة وبرع في المدح والفخر والهجاء والوصف) يقول أهل اللغة:
    الفرزدق لولا شعر الفرزدق لذهب ثلث العربية الفرزدق
    كان مقدما في الشعراء، وصريحا جريئًا، يتجلى ذلك عندما يعود له الفضل في أحياء الكثير من الكلمات العربية التي اندثرت. من قوله:
    إذا مت فابكيني بما أنا أهله فكل جميل قلته فيّ يصدق
    وكم قائل مات الفرزدق والندى وقائلة مات الندى والفرزدق
    قدم هشام بن عبد الملك للحج برفقة حاشيته وقد كان معهم الشاعر العربي الفرزدق وكان البيت الحرام مكتظاً بالحجيج في تلك السنة ولم يفسح له المجال للطواف فجلب له متكأ ينتظر دوره وعندما قدم الامام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب انشقت له صفوف الناس حتى ادرك الحجر الأسود فثارت حفيظة هشام واغاضه ما فعلته الحجيج لعلي بن الحسين فسئل هشام بن عبد الملك من هَذا؟
    فأجابه الشاعر العربي الفرزدق هذه القصيدة وهي من اروع ماقاله الفرزدق:
    هَذا الّذي تَعرِفُ البَطْحاءُ وَطْأتَهُ وَالبَيْتُ يعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ
    هذا ابنُ خَيرِ عِبادِ الله كُلّهِمُ هذاالتّقيّ النّقيّ الطّاهِرُ العَلَمُ
    هذا ابنُ فاطمَةٍ، إنْ كُنْتَ جاهِلَهُ بِجَدّهِ أنْبِيَاءُ الله قَدْ خُتِمُوا
    وَلَيْسَ قَوْلُكَ: مَن هذا؟ بضَائرِه العُرْبُ تَعرِفُ من أنكَرْتَ وَالعَجمُ
    كِلْتا يَدَيْهِ غِيَاثٌ عَمَّ نَفعُهُمَا يُسْتَوْكَفانِ، وَلا يَعرُوهُما عَدَمُ
    سَهْلُ الخَلِيقَةِ، لا تُخشى بَوَادِرُهُ يَزِينُهُ اثنانِ: حُسنُ الخَلقِ وَالشّيمُ
    حَمّالُ أثقالِ أقوَامٍ، إذا افتُدِحُوا حُلوُ الشّمائلِ، تَحلُو عندَهُ نَعَمُ
    ما قال: لا قطُّ، إلاّ في تَشَهُّدِهِ لَوْلا التّشَهّدُ كانَتْ لاءَهُ نَعَمُ
    عَمَّ البَرِيّةَ بالإحسانِ، فانْقَشَعَتْ عَنْها الغَياهِبُ والإمْلاقُ والعَدَمُ
    إذا رَأتْهُ قُرَيْشٌ قال قائِلُها إلى مَكَارِمِ هذا يَنْتَهِي الكَرَمُ
    يُغْضِي حَياءً، وَيُغضَى من مَهابَتِه فَمَا يُكَلَّمُ إلاّ حِينَ يَبْتَسِمُ
    بِكَفّهِ خَيْزُرَانٌ رِيحُهُ عَبِقٌ من كَفّ أرْوَعَ، في عِرْنِينِهِ شمَمُ
    يَكادُ يُمْسِكُهُ عِرْفانَ رَاحَتِهِ رُكْنُ الحَطِيمِ إذا ما جَاءَ يَستَلِمُ
    الله شَرّفَهُ قِدْماً، وَعَظّمَهُ جَرَى بِذاكَ لَهُ في لَوْحِهِ القَلَمُ
    أيُّ الخَلائِقِ لَيْسَتْ في رِقَابِهِمُ لأوّلِيّةِ هَذا، أوْ لَهُ نِعمُ
    مَن يَشكُرِ الله يَشكُرْ أوّلِيّةَ ذا فالدِّينُ مِن بَيتِ هذا نَالَهُ الأُمَمُ
    يُنمى إلى ذُرْوَةِ الدّينِ التي قَصُرَتْ عَنها الأكفُّ، وعن إدراكِها القَدَمُ
    مَنْ جَدُّهُ دان فضْلُ الآنْبِياءِ لَهُ وَفَضْلُ أُمّتِهِ دانَتْ لَهُ الأُمَمُ
    مُشْتَقّةٌ مِنْ رَسُولِ الله نَبْعَتُهُ طَابَتْ مَغارِسُهُ والخِيمُ وَالشّيَمُ
    يَنْشَقّ ثَوْبُ الدّجَى عن نورِ غرّتِهِ كالشمس تَنجابُ عن إشرَاقِها الظُّلَمُ
    من مَعشَرٍ حُبُّهُمْ دِينٌ، وَبُغْضُهُمُ كُفْرٌ، وَقُرْبُهُمُ مَنجىً وَمُعتَصَمُ
    مُقَدَّمٌ بعد ذِكْرِ الله ذِكْرُهُمُ في كلّ بَدْءٍ، وَمَختومٌ به الكَلِمُ
    إنْ عُدّ أهْلُ التّقَى كانوا أئِمّتَهمْ أوْ قيل: من خيرُ أهل الأرْض؟ قيل: هم
    لا يَستَطيعُ جَوَادٌ بَعدَ جُودِهِمُ وَلا يُدانِيهِمُ قَوْمٌ، وَإنْ كَرُمُوا
    هُمُ الغُيُوثُ، إذا ما أزْمَةٌ أزَمَتْ وَالأُسدُ أُسدُ الشّرَى، وَالبأسُ محتدمُ
    لا يُنقِصُ العُسرُ بَسطاً من أكُفّهِمُ سِيّانِ ذلك: إن أثَرَوْا وَإنْ عَدِمُوا
    يُستدْفَعُ الشرُّ وَالبَلْوَى بحُبّهِمُ وَيُسْتَرَبّ بِهِ الإحْسَانُ وَالنِّعَمُ
    وأيضا له قصائد في الحذر ومنها:
    وأطلس عسال وما كان صاحبا دعوت بناري موهنا فأتناي
    فلما دنا قلت ادن دونك إني وإياك في زادي لمشتركان
    كان جد الفرزدق يشتري المؤودات في الجاهلية ثم أسلم أبوه بعد ظهور الإسلام. تربى الفرزدق في البادية فاستمد منها فصاحته وطلاقة لسانه. وكان من فخر الفرزدق وهجاؤه لجرير ما يلي من الأبيات :
    إنّ الذي سَمَكَ السّماءَ بَنى لَنَا بَيْتاً، دَعَائِمُهُ أعَزُّ وَأطْوَلُ
    بَيْتاً بَنَاهُ لَنَا المَلِيكُ ومَا بَنى حَكَمُ السّمَاءِ، فإنّهُ لا يُنْقَلُ
    بَيْتاً زُرَارَةُ مُحْتَبٍ بِفِنَائِهِ وَمُجاشِعٌ وَأبُو الفَوَارِسِ نَهْشَلُ
    يَلِجُونَ بَيتَ مُجاشعٍ وَإذا احتبوْا بزُوا كَأنّهُمُ الجِبَالُ المُثّلُ
    لا يَحْتَبي بِفِنَاءِ بَيْتِكَ مثْلُهُمْ أبداً إذا عُدّ الفَعَالُ الأفْضَلُ
    مِنْ عِزِّهمْ جَحَرَتْ كُلَيبٌ بَيتَها زَرْباً كَأنّهُمُ لَدَيْهِ القُمّلُ
    ضَرَبتْ عَليكَ العنكَبوتُ بنَسْجِها وَقَضَى عَلَيكَ بهِ الكِتابُ المُنْزلُ
    أينَ الّذِينَ بِهمْ تُسَامي دارماً أمْ مَنّ إلى سَلَفَيْ طُهَيّةَ تَجعَلُ
    يَمْشُونَ في حَلَقِ الحَديدِ كما مَشتْ جُرْبُ الجِمالِ بها الكُحَيلُ المُشعَلُ
    وَالمانِعُونَ، إذا النّساءُ تَرَادَفَتْ، حَذَرَ السِّبَاءِ جِمَالُهَا لا تُرْحَلُ
    يَحمي، إذا اختُرِطَ السّيوفُ، نِساءنا ضَرْبٌ تَخِرّ لَهُ السّوَاعِدُ أرْعَلُ
    وَمُعَصَّبٍ بِالتّاجِ يَخْفِقُ فَوْقَهُ خِرَقُ المُلُوكِ لَهُ خَميسٌ جَحفلُ
    مَلِكٌ تَسُوقُ لَهُ الرّمَاحَ أكُفُّنَا، مِنْهُ نَعُلّ صُدُورَهُنّ وَنُنْهِلُ
    قَدْ مَاتَ في أسَلاتِنَا أوْ عَضَّهُ عَضْبٌ بِرَوْنَقِهِ المُلُوكُ تُقَتَّلُ
    وَلَنا قُرَاسِيَةٌ تَظَلّ خَوَاضِعاً مِنْهُ مَخافَتَهُ، القُرُومُ البُزّلُ
    مُتَخَمِّطٌ قَطِمٌ لَهُ عَادِيّةٌ فيها الفَرَاقِدُ وَالسِّماكُ الأعْزَلُ
    ضَخمُ المَناكِبِ تحتَ شَجْرِ شؤونِهِ نابٌ إذا ضَغَمَ الفُحْولَةَ مِقْصَلُ
    وَإذا دَعَوْتُ بَني فُقَيْمٍ جَاءَني مَجْرٌ لَهُ العدَدُ الذي لا يُعدَلُ
    وَإذا الرّبائِعُ جَاءَني دُفّاعُهَا مَوْجاً كَأنّهُمُ الجَرَادُ المُرْسَلُ
    هذا وفي عَدَوِيّتي جُرْثُومَةٌ صَعْبٌ مَناكِبُها، نِيافٌ، عَيطَلُ
    وإذا البَرَاجِمُ بالقُرُومِ تخاطَرُوا حَوْلي بأغْلَبَ عِزُّهُ لا يُنْزَلُ
    وإذا بَذَخْتُ وَرَايَتي يَمْشِي بهَا سُفيانُ أو عُدُسُ الفَعالِ وَجَندَلُ
    الأكْثَروُنَ إذا يُعَدّ حَصَاهُمُ والأكْرَمُونَ إذا يُعَدّ الأوّلُ
    وَزَحَلْتَ عَن عَتَبِ الطّرِيقِ وَلم تجدْ قَدَماكَ حَيثُ تَقُومُ، سُدَّ المَنقَلُ
    إنّ الزّحَامَ لغَيرِكُمْ، فَتَحَيّنُوا وِرْدَ العَشِيّ، إلَيْهِ يَخْلُو المَنهَلُ
    حُلَلُ المُلُوكِ لِبَاسُنَا في أهْلِنَا وَالسّابِغَاتِ إلى الوَغَى نَتَسَرْبَلُ
    أحْلامُنَا تَزِنُ الجِبَالَ رَزَانَةً وَتَخَالُنَا جِنّاً، إذا مَا نَجْهَلُ
    فادْفَعْ بكَفّكَ، إنْ أرَدْتَ بِنَاءنا ثَهْلانَ ذا الهَضَباتِ هل يَتَحَلحلُ
    وأنَا ابنُ حَنظَلَةَ الأغَرُّ وَإنّني في آلِ ضَبّةَ، لَلْمُعَمُّ المُخْوَلُ
    فَرْعانِ قَدْ بَلَغَ السّماءَ ذُراهُمار وَإلَيهِما مِنْ كلّ خَوْفٍ يُعْقَلُ
    فَلَئِنْ فَخَرْتُ بِهمْ لِمثْلِ قَديِمِهِم أعْلُوا الحُزُونَ بِهِ وَلا أتَسَهّلُ
    زَيْدُ الفَوارِسِ وَابنُ زَيْدٍ منهُمُ وأبُو قَبِيصَةَ وَالرّئيسُ الأوّلُ
    أوْصَى عَشِيّةَ حِينَ فَارَقَ رَهْطَه عندَ الشّهادَةِ وَالصّحيفَةِ، دَغفَلُ
    إنّ ابنَ ضَبّةَ كانَ خَيراً وَالِداً وَأتَمُّ في حَسَبِ الكهرَامِ وأفضَلُ
    مِمّنْ يَكُونُ بَنُو كُلَيْبٍ رَهْطَهُ أوْ مَنْ يَكُونُ إلَيْهِمُ يَتَخَوّلُ
    وَهُمُ على ابنِ مُزَيْقِيَاءَ تَنَازَلُوا والخَيلُ بَينَ عَجاجَتَيها القَسطَلُ
    وَهُمُ الذينَ على الأمِيلِ تَدارَكُوا نَعَماً يُشَلُّ إلى الرّئيسِ وَيُعكَلُ
    وَمُحْرِّقاً صَفَدُوا إلَيْهِ يَمِينَهُ بِصِفادَ مُقْتَسَرٍ، أخُوهُ مُكَبَّلُ
    مَلِكَانِ يَوْمَ بزَاخَةٍ قَتَلُوهُمَا وَكِلاهُمَا تَاجٌ عَلَيْهِ مُكَلَّلُ
    وَهُمُ الذِينَ عَلَوْا عَمَارَةَ ضَرْبَةً فَوْهَاءَ، فَوْقَ شُؤونِهِ لا تُوصَلُ
    وَهُمُ، إذا اقتَسَمَ الأكابِرُ رَدَّهُمْ وَافٍ لضَبّةَ، وَالرّكَابُ تُشَلَّلُ
    جَارٌ، إذا غَدَرَ اللّئَامُ وَفَى بِهِ حَسَبٌ، وَدَعْوَةُ مَاجِدٍ لا يُخذَلُ
    وَعَشِيّةَ الجَمَلِ المُجَلَّلِ ضَارَبُوا ضَرْباً شُؤونُ فَرَاشِهِ تَتَزَيّلُ
    يا ابن المَرَاغَةِ! أيْنَ خَالُكَ؟ إنّني خالي حُبيشٌ ذو الفَعالِ الأفضَلُ
    خالي الذي غَصَبَ المُلُوكَ نُفُوسَهمْ وإلَيْهِ كَانَ حِبَاءُ جَفْنَةَ يُنْقَلُ
    إنّا لَنَضرِبُ رَأسَ كُلّ قَبِيلَةٍ وأَبُوكَ خَلْفَ أتَانِهِ يَتَقَمّلُ
    وَشُغِلتَ عن حَسبِ الكِرَامِ وَما بَنَوا إنّ اللّئيمِ عَنِ المَكَارِمِ يُشْغَلُ
    إنّ الّتي فُقِئَتْ بِهَا أبْصَارُكُمْ وَهي التي دَمَغَتْ أباكَ، الفَيصَلُ
    وَهَبَ القَصَائدَ لي النّوابغُ إذْ مَضَوْا، وَأبُو يَزِيدَ وَذو القُرُوحِ وَجَرْوَلُ
    وَالفَحْلُ عَلقَمَةُ الذي كانَتْ لَهُ حُلَلُ المُلُوكِ كَلامُهُ لا يُنحَلُ
    وَأخو بَني قَيْسٍ، وَهُنّ قَتَلْنَهُ وَمُهَلْهِلُ الشّعَرَاءِ ذاكَ الأوّلُ
    وَالأعْشَيانِ، كِلاهُمَا، وَمُرَقِّشٌ وَأخُو قُضَاعَةَ قَوْلُهُ يُتَمَثّلُ
    وَأخُو بَني أسَدٍ عَبِيدٌ، إذْ مَضَى وَأبُو دُؤادٍ قَوْلُهُ يُتَنَحّلُ
    وَابْنَا أبي سُلْمَى زُهَيْرٌ وَابْنُهُ وَابنُ الفُرَيعَةِ حِينَ جَدّ المِقْوَلُ
    وَالجَعْفَرِيُّ، وَكَانَ بِشْرٌ قَبْلَهُ لي من قَصائِدِهِ الكِتابُ المُجمَلُ
    وَلَقَدْ وَرِثْتُ لآلِ أوْسٍ مَنْطِقاً كَالسّمّ خالَطَ جانِبَيْهِ الحَنْظَلُ
    وَالحارِثيُّ، أخُو الحِمَاسِ، وَرِثْتُهُ صَدْعاً كما صَدَعَ الصَّفاةَ المِعْوَلُ
    يَصْدَعنَ ضَاحيَةَ الصَّفا عن مَتنِها وَلَهُنّ مِنْ جَبَلَيْ عَمايَةَ أثْقَلُ
    دَفَعُوا إليّ كِتابَهُنّ وَصِيّةً فَوَرِثْتُهُنّ كَأنّهُنّ الجَنْدَلُ
    فِيهِنَّ شَارَكَني المُسَأوِرُ بَعْدَهُمْ وأخُو هَوَازِنَ وَالشّآمي الأخطَلُ
    وَبَنُو غُدانَةَ يُحْلِبُونَ وَلَمْ يكُنْ خَيْلي يَقُومُ لها اللّئِيمُ الأعْزَلُ
    فَلَيَبْرُكَنْ، يا حِقَّ، إنْ لمْ تَنتهوا مِنْ مَالِكيَّ على غُدانَةَ كَلكَلُ
    إنّ استرَاقَكَ يا جَرِيرُ قَصَائِدِي مِثْلُ ادِّعَاءِ سِوَى أبِيكَ تَنَقَّلُ
    وابنُ المَرَاغَةِ يَدَّعي مِنْ دارِمٍ وَالعَبْدُ غَيرَ أبِيه قَدْ يَتَنَحّلُ
    لَيْسَ الكِرامُ بناحِليكَ أبَاهُمُ حتى تُرَدّ إلى عَطيّةَ تُعْتَلُ
    وَزَعَمْتَ أنّكَ قَدْ رَضِيتَ بما بَنى فَاصْبِرْ فما لكَ، عَن أبيكَ، مُحَوَّلُ
    وَلَئِنْ رَغِبتَ سوى أبيكَ لتَرْجِعَنْ عَبْداً إلَيْهِ، كَأنّ أنْفَكَ دُمَّلُ
    أزْرَى بجَرْيِكَ أنّ أُمّكَ لمْ تَكُنْ إلاّ اللّئِيمَ مِنَ الفُحْولَةِ تُفحَلُ
    قَبَحَ الإلَهُ مَقَرّةً في بَطْنِهَا مِنْهَا خَرَجْتَ وَكُنتَ فيها تُحمَلُ
    وإذا بَكَيْتَ على أُمَامَةَ فاستَمعْ قَوْلاً يَعُمّ، وَتَارَةً يُتَنَخّلُ
    أسألْتَني عنْ حُبْوَتي ما بَالُها فياسألْ إلى خَبَرِي وَعَمّا تَسْألُ
    فاللّؤمُ يَمْنَعُ مِنْكُمُ أنْ تَحْتَبُوا والعِزُّ يَمْنَعُ حُبْوَتي لا تُحْلَلُ
    والله أثْبَتَهَا، وَعِزٌّ لَمْ يَزَلْ مُقْعَنْسِساً، وَأبِيك، ما يَتَحوّلُ
    جَبَلي أعَزُّ، إذا الحْرُوبُ تكَشّفَتْ مِمّا بَنى لَكَ وَالِداكَ وَأفْضَلُ
    إني ارْتَفَعْتُ عَلَيْكَ كُلَّ ثَنِيّةٍ وَعَلَوْتُ فَوْقَ بَني كُلَيبٍ من عَلُ
    هَلاّ سَألْتَ بَني غُدانَةَ ما رَأوْا حَيْثُ الأتَانُ إلى عُمُودِكَ تُرْحَلُ
    كَسَرَتْ ثَنِيّتَكَ الأتَانُ، فَشاهِدٌ مِنْها بِفِيكَ مُبَيَّنٌ مُستَقْبَل




    وفاته




    توفي وقد قارب المئة سنة 110 هـ الموافق 728، وكانت وفاته في منطقة كاظمة بالكويت.

    - اللهم اغفر لى و لوالدى,
    و لأصحاب الحقوق على,
    و لمن لهم فضل على ,
    و للمؤمنين و للمؤمنات والمسلمين و المسلمات
    عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك.


    •   Alt 

       

  2. #32
    متذوقة شعر وقصص وروايات في السبلة العُمانية الصورة الرمزية نوارة الكون
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    40,290
    Mentioned
    50 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)


    جَرير





    28 - 110 هـ / 648 - 728 م
    جرير بن عطية بن حذيفة الخطفي بن بدر الكلبي اليربوعي، أبو حزرة، من تميم.
    أشعر أهل عصره، ولد ومات في اليمامة، وعاش عمره كله يناضل شعراء زمنه ويساجلهم فلم يثبت أمامه غير الفردق والأخطل.
    كان عفيفاً، وهو من أغزل الناس شعراً.

    جرير


    حياته: هو جرير بن عطية، ينتهي نسبة إلى قبيلة"تميم" نشأ في اليمامة ومات فيها ودفن.

    كان من أسرة عادية متواضعة.. وقف في الحرب الهجائية وحده أمام ثمانين شاعرًا، فحقق عليهم النصر الكبير،ولم يثبت أمامه سوى الفرزدق والأخطل.

    كان عفيفًا في غزله،متعففًا في حياته، معتدلا بعلاقاته وصداقاته..

    كما كان أبيًا محافظًا على كرامته، لاينام على ضيم، هجاء من الطراز الأول، يتتبع في هجائه مساوىء خصمه، وإذا لم يجد شيئًا يشفي غلته، اخترع قصصًا شائنة وألصقها بخصمه، ثم عيره بها..

    اتصل بالخلفاء الأمويين، ومدحهم ونال جوائزهم،..

    سلك في شعره الهجاء والمديح والوصف والغزل..

    عاش حوالي ثمانين سنة.

    اختلف المؤرخون في تحديد تاريخ وفاة جرير، على أنه في الأغلب توفي سنة 733م/144ه وذلك بعد وفاة الفرزدق بنحو أربعين يومًا، وبعد وفاة الأخطل بنحو ثلاث وعشرين سنة.






    المديح عند جرير




    أكثر جرير من المديح ، وكانت نشأته الفقيرة، وطموح نفسه، وموهبته المواتية، وحاجة خلفاء بني أمية إلى شعراء يدعون لهم، ويؤيدون مذهبهم، كان كل ذلك مما دفعه إلى الإكثار من المدح والبراعة فيه. وكان أكثر مدائحه في خلفاء بني أمية وأبنائهم وولاتهم، وكان يفد عليهم من البادية كل سنة لينال جوائزهم وعطاياهم.

    وكان مديحه لهم يشيد بمجدهم التليد ويروي مآثرهم ومكارمهم، ويطيل في الحديث عن شجاعتهم، ويعرض بأعدائهم الثائرين عليهم، وبذلك كان يظهر اتجاهه السياسي في ثنايا مدحه لهم، وكان إذا مدح، استقصى صفات الممدوح وأطال فيها، وضرب على الوتر الذي يستثيره ولم يخلط مدائحه وبلغت غايتها من التأثير في النفس.

    وفي الحق أنه ما كان لجرير من غاية غير التكسب وجمع المال، فلم يترفع عن مدح أي شخص أفاض عليه نوافله، حتى أنه مدح الموالي..

    ذلك أن طمع جرير وجشعه وحبه للمال كانت أقوى من عصبيته القبلية، ولم يكن لرهطه من الشرف والرفعة مثل ما لرهط الفرزدق، لهذا شغل الفرزدق بالفخر بآبائه وعشيرته، وقال أكثر مدائحه في قبيلته، وحتى في مدائحه لبني أمية لم ينس الفخر بآبائه وأجداده.

    ..

    فهو إذا مدح الحجاج أو الأمويين بالغ في وصفهم بصفات الشرف وعلو المنزلة والسطوة وقوة البطش، ويلح إلحاحا شديدا في وصفهم بالجود والسخاء ليهز أريحيتهم، وقد يسرف في الاستجداء وما يعانيه من الفاقة..

    وتكثر في أماديحه لهم الألفاظ الإسلامية والاقتباسات القرآنية.. ولا يسعنا إلا الاعتراف بأن جريرًا كان موفقا كل التوفيق، حين صور منزلة الأمويين وجودهم بقوله:




    ألستم خير من ركب المطاياوأندى العالمين بطـون راح







    جرير مفاخرًا هاجيًا



    عاصر الشاعر "عبيد الراعي" الشاعرين جريرًا والفرزدق، فقيل إن الراعي الشاعر كان يسأل عن هذين الشاعرين فيقول:

    - الفرزدق أكبر منهما وأشعرهما.

    فمرة في الطريق رآه الشاعر جرير وطلب منه أن لا يدخل بينه وبين الفرزدق، فوعده بذلك.. ولكن الراعي هذا لم يلبث أن عاد إلى تفضيل الفرزدق على جرير، فحدث أن رآه ثانية، فعاتبه فأخذ يعتذر إليه، وبينما هما على هذا الحديث، أقبل ابن الراعي وأبى أن يسمع اعتذار أبيه لجرير، حيث شتم ابن الراعي الشاعر جريرًا وأساء إليه..

    وكان من الطبيعي أن يسوء ذلك جريرًا ويؤلمه، فقد أهين إهانة بالغة ، فذهب إلى بيته، ولكنه لم يستطع النوم في تلك الليلة، وظل قلقا ساهرا ينظم قصيدة سنورد بعض أبياتها بهذه المناسبة، فلما أصبح الصباح ، ألقاها الشاعر جرير في "المربد" على مسمع من الراعي والفرزدق والناس، فكانت القصيدة شؤما على بني نمير حتى صاروا إذا سئلوا عن نسبهم لا يذكرون نسبهم إلى "نمير" بل إلى جدهم عامر.. هذا وقد سمى جرير قصيدته هذه" الدامغة" لأنها أفحمت خصمه:




    معاني البيات واضحة سهلة، تتصف بهجاء الخصم وإلحاق العيوب والمساوىء به، كما أنها تتصف أيضا بفخر الشاعر بنفسه، عدا عن أن الشاعر يتهكم بخصمه وبقومه، فيسخر من عقولهم الصغيرة كعقول الذباب، ثم يطلب الشاعر من خصمه أن يتوارى عن الأنظار ويخجل من نفسه هو وقومه. ويختتم القصيدة ببيت رائع شهير بالفخر.

    فالفخر هو الوجه الآخر للهجاء، فالطرف الذي يتلقى الهجاء من الشاعر، يجده فخرًا بالنسبة لنفسه ولقومه..

    فهنا يفاخر جرير بمجده ومجد قومه فخرًا جاهليًا، يعتز فيه ببطولتهم وأيامهم القديمة وما ورثوا من مجد، فهو قد هيأ هجاءه لكل الشعراء الذين تحدثهم نفسهم بالتعرض بأنني سأقضي عليهم وأحطم عزهم.. أو يكف الشعراء بعد أن قلت كلمتي الفاضلة، أم يطمعون في التعرض لي، ليقاسوا من هجائي نارًا تلفح وجوههم لفحًا؟

    فالهجاء عند جرير شديد الصلة بالفخر، فهو إذا هجا افتخر، وجعل من الفخر وسيلة لإذلال خصمه.

    أما موضوع فخره فنفسه وشاعريته، ثم قومه وإسلامه.

    فإذا هجا الفرزدق اصطدم بأصل الفرزدق الذي هو أصله، فكلاهما من"تميم" ، وإذا هجا الأخطل فخر بإسلامه ومضريته، وفي مضر النبوة والخلافة:





    هذا وكان لجرير مقدرة عجيبة على الهجاء، فزاد في هجائه عن غيره طريقة اللذع والإيلام.. فيتتبع حياة مهجويه وتاريخ قبيلتهم، ويعدد نقائصهم مختلفا، مكررا، محقرا، إلا أنه لم يستطع أن يجعل الفخر بآبائه موازيا لفخر الفرزدق.







    شيء من غزل جرير




    لم يكن غزل جرير فنا مستقلا في شعره، فقد مزج فيه أسلوب الغزل الجاهلي بأسلوب الغزل العذري. فهو يصف المرأة ويتغزل بها، ثم يتنقل من ذلك إلى التعبير عن دواخل نفسه، فيصور لنا لوعته وألمه وحرمانه، كما يحاول رصد لجات نفسه فيقول:




    يتغزل الشاعر بامرأة تدعى"أم عمرو"، وسواء أكانت هذه المرأة حقيقية أم من خيال الشاعر، كما جرت العادة لدى أكثر الشعراء الغزليين، فهو يطلب منها أن تعيد له قلبه الذي سرقته منه... ثم يصف ألمه وحبه الذي أصيب به، حتى لم يستطع إخفاءه طويلا.. ثم يتغزل بجمال عيون محبوبته النجل. هذه العيون التي قضت عليه من شدة جمالها ولمعانها، تلك العيون الفتاكه التي بواسطتها تسلط البارعات في الجمال سهاما قاتلة للمحبين، بالرغم من أنهن، كما يقال من الجنس الناعم والضعيف..








    جرير ورثاء زوجته





    الرثاء لدى جرير قسمان: قسم خص به أهل بيته كامرأته وابنه، وقسم خص به بعض رجالات الدولة من الشخصيات الهامة..

    ولما كان جرير عاطفيا، شديد التأثر، كان رثاؤه، بشكل عام، رقيقا، صادقا، نابعا من القلب، ويؤثر في القلب..


    فها نحن نراه في شعره يرثي زوجته بعد وفاتها فيقول:






    ففي هذه الأبيات نرى نفثه حزينة حين يرثي الشاعر زوجته المتوفاة. ونراه فيها يقع بين صراع تفرضه عليه العادات والتقاليد، وبين آلامه وأحزانه ومحبته لزوجته..

    إنه الآن قد فقد زوجته، أم أولاده، وقد أصبح متقدما في سنه، فقد كبر وكاد أن يتحطم، فهو بعد وفاة زوجته أصبح مسؤولا عن تربية أطفاله الصغار ورعايتهم بعد رحيل أمهم عنهم.. ثم ينتهي إلى التسليم بأمر الله ثم يدعو لها أن ترعاها الملائكة، لأنها كانت زوجة وفية صالحة..

    إنه يكتم_ إن استطاع- أحزانه- وليس له إلا الصبر والإيمان فهذه هي الدنيا، ولا شيء يدوم، وكل إنسان لا بد أن يرحل إن عاجلا وإن آجلا، فما دامت هنالك حياة، فهناك أيضا الموت.





    رثاء خاص



    هذا وقد رثى جرير نفسه حين رثى خصمه الفرزدق وحاول أن يقول فيه كلمة حلوة في أواخر عمره، ومما قال:




    أسلوب جرير


    أول ما يطالعنا في أسلوب جرير، سهولة ألفاظه ورقتها وبعدها عن الغرابة، وهي ظاهرة نلاحظها في جميع شعره، وبها يختلف عن منافسيه الفرزدق والأخطل اللذين كانت ألفاظهما أميل إلى الغرابة والتوعر والخشونة. وقد أوتي جرير موهبة شعرية ثرة، وحسا موسيقيا، ظهر أثرهما في هذه الموسيقى العذبة التي تشيع في شعره كله. وكان له من طبعه الفياض خير معين للإتيان بالتراكيب السهلة التي لا تعقيد فيها ولا التوا.. فكأنك تقرأ نثرا لا شعرا.

    ومن هنا نفهم ما أراده القدماء بقولهم: (جرير يغرف من بحر والفرزدق ينحت من صخر)، وهذا القول يشير إلى ظاهرة أحرى في الشاعرين، وهي أن جريرا كان أكثر اعتمادا على الطبع من الفرزدق، وأن الفرزدق كان يلقى عناء شديدًا في صنع شعره.

    وإن اعتماد جرير على الطبع وانسياقه مع فطرته الشعرية من الأمور التي أدت أيضا إلى سهولة شعره وسلاسة أسلوبه ورقة ألفاظه، إذ كان لشعره موسيقى تطرب لها النفس، ويهتز لها حس العربي الذي يعجب بجمال الصيغة والشكل، ويؤخذ بأناقة التعبير وحلاوة الجرس أكثر مما يؤخذ بعمق الفكرة والغوص على المعاني.

    ولهذا أبدع جرير في أبواب الشعر التي تلائمها الرقة والعذوبة، كالنسيب والرثاء..

    على أن انسياق جرير مع الطبع وقلة عنايته بتهذيب شعره وإعادة النظر فيه، كل ذلك جعل من الابتكار والإبداع في المعاني قليلا، لا يوازي حظ الفرزدق من ذلك، حتى أنك لتنظر في بعض أبياته فلا تجد فيها غير صور لفظية جميلة جذابة، لا يكمن وراءها معنى مبتكر ولا فكرة طريفة..

    فاقرأ مثلا أبياته الغزلية في هذا المجال، تجد أنها معان مكررة، لا جدة فيها ولا طرافة، قد وضعت في قالب لفظي جديد وعرضت عرضا جديدا..ففي هذه الصور والقوالب تظهر براعة جرير وافتنانه، أما سعة الخيال وتوليد المعاني وطرافة الأفكار، فحظ جرير منها دون حظ الفرزدق، وإلى هذا الأمر أشار" البحتري" حين فضل الفرزدق على جرير لتوليده المعاني، مع أن البحتري كان في طريقته تلميذا لجرير، ينحو نحوه في رقة الألفاظ وسلاسة الأسلوب.

    وكان لحياة جرير البدوية أثرها الكبير في شعره، كما كان لها أثرها في نفسه.. فتأثير النشأة البدوية واضح من جزالة ألفاظه ورقتها وسهولتها، وبداوة صوره وأخيلته..

    إلا أن شعر جرير لم يخلص لأثر البادية وحدها، فقد كان للقرآن الكريم أثره في شعره، إذ لطف فيه من طابع البداوة، وكان له أثره في رقة ألفاظه وسهولة أسلوبه، كما كان له أثر في معانيه وأفكاره.

    ولا نرى جريرا يكثر من الصور البيانية في قصيدته هذه أو تلك.. ففي شعره يظهر الأسلوب البدوي، فهو قريب التناول جميل التعبير.








    خصائص أشعار جرير




    يمكننا من دراستنا لشعر جرير من خلال نصوصه الشعرية أن نتبين ملامح فنه وخصائصه فيما يلي:

    1- كان جرير يجول في شعره في ساحات واسعة الأرجاء ، متعددة الجوانب ، فقد طرق أكثر الأغراض الشعرية المعروفة وأجاد فيها، وأعانته على ذلك طبيعته الخاصة المواتية.

    2- كانت معاني الشاعر جرير في شعره فطرية، ليس فيها غور ولا تعمق فلسفي. ولكنها قريبة الحضور بالبال، ومع هذا القرب، كان يعرضها في ثوب أنيق من اللفظ، تبدو به جذابة، شديدة التأثير.

    3- إن الصور والأخيلة جاءت متصلة بالبادية التي ارتبطت بها حياته أشد الارتباط، ولكنه مع هذا قد تأثر تأثرا واضحا بالروح الإسلامي والثقافة الإسلامية، ولذلك يمثل شعره الحياة البدوية تمثيلا صادقا.

    4- كانت تشيع في شعره، ولاسيما في الهجاء،روح التهكم والسخرية التي قربته إلى قلوب العامة من الناس، وهيات له الظفر بخصمه.

    5- لجرير بعد ذلك قدرته على انتقاء اللفظ الجزل، ومتانة النسج، وحلاوة العبارة، والجرس الموسيقي المؤثر... وخاصة في غزله حيث العاطفة الصادقة التي تتألم وتتنفس في تعبير رقيق لين.







    فنية جرير الشعرية





    الشاعر جرير من النفوس ذات المزاج العصبي وذات الطبع الناعم الرقيق، ولئن جعلت رقة الطبع شعره دون شعر الفرزدق فخامة، لقد جعلته يتفوق في المواقف العاطفية كالرثاء.

    فالعاطفة هي منبع كل شيء في شعر جرير، وهي عنده تطغى على العقل والخيال، ولهذا ضعف تفكيره كما ضعف خياله ووصفه، فجرى على توثب إحساسه الذي يثيره أقل تهويش، وتستفزه المؤثرات العاطفية.

    وقد اجتمعت العاطفة عند جرير إلى قريحة فياضة، فكان شعره ينسكب عن طبع غني . وكأن الشاعر فعلا يغرف من بحر. فلا يجهد بشعره، ولا يعمد إلى التفاف وتنقيح ونحت كالفرزدق، بل يسيل شعره سيلانا في سهولة، تمتد بامتداد قصائده الطويلة، وفي خفة ولباقة تعبير، وموسيقى لفظية أخاذة، بجانب الوضوح ولآسر.

    وجرير، وإن كان شاعر الطبع والعاطفة المتدفقة، لم يسلم أحيانا من الصنعة وتطلب التأثير بألوان من الأساليب الفنية اللفظية.

    وهكذا كان جرير أقدر من الأخطل والفرزدق على نقض الكلام وأشد فتنة، وأغنى قريحة وأرق عاطفة ولفظا، وأوضح كلاما وأوفر انسجاما ونغما موسيقيا، إلا أنه دون الأخطل والفرزدق خيالا وتفكيرا وجزالة.


    - اللهم اغفر لى و لوالدى,
    و لأصحاب الحقوق على,
    و لمن لهم فضل على ,
    و للمؤمنين و للمؤمنات والمسلمين و المسلمات
    عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك.


  3. #33
    متذوقة شعر وقصص وروايات في السبلة العُمانية الصورة الرمزية نوارة الكون
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    40,290
    Mentioned
    50 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    امرؤ القيس



    امرؤ القيس بن حُجر بن الحارث الکندي (520 م - 565 م) كان شاعراعربياجاهليا عالي الطبقة من قبيلة كندة، يُعد رأس شعراء العرب وأعظم شعراء العصر الجاهلي[1] يُعرف في كتب التراث العربية باسم " الملك الضليل" و" ذي القروح"



    نشأته


    ولد في بطن عاقل في نجد ونشأ ميالا إلى الترف واللهو شأن أولاد الملوك وكان يتهتك في غزله ويفحش في سرد قصصه الغرامية، وهو يعتبر من أوائل الشعراء الذين ادخلوا الشعر إلى مخادع النساء. كان كثير التسكع مع صعاليك العرب ومعاقرا للخمر. (520 سلك امرؤ القيس في الشعر مسلكاً خالف فيه تقاليد البيئة، فاتخد لنفسه سيرة لاهية تأنفها الملوك كما يذكر ابن الكلبي حيث قال: كان يسير في أحياء العرب ومعه أخلاط من شذاذ العرب من طيء وكلب وبكر بن وائل فإذا صادف غديراً أو روضة أو موضع صيد أقام فذبح وشرب الخمر وسقاهم وتغنيه قيانة، لايزال كذلك حتى يذهب ماء الغدير وينتقل عنه إلى غيره. التزم نمط حياة لم يرق لوالده فقام بطرده ورده إلى حضرموت بين أعمامه وبني قومه أملا في تغييره. لكن حندج استمر في ما كان عليه من مجون وأدام مرافقة صعاليك العرب وألف نمط حياتهم من تسكع بين أحياء العرب والصيد والهجوم على القبائل الأخرى وسلب متاعها.
    وقال ابن قتيبة: هو من أهل كندة من الطبقة الاُولى. كان يعدّ من عشّاق العرب، ومن أشهر من أحب هي فاطمة بنت العبيد التي قال فيها في معلّقته






    الشهيرة :




    أفاطم مهلاً بعض هذا التدلل وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
    وإن تك قد ساءتك مني خليقةٌ فسلي ثيابي من ثيابك تنسل
    أغرك مني أن حبك قاتلي وأنك مهما تأمري القلب يفعل
    وأنك قسمت الفؤاد فنصفه قتيلٌ ونصفٌ بالحديد مكبل
    وما ذرفت عيناك إلا لتضربي بسهميك في أعشار قلب مقتل
    وبيضة خدرٍ لا يرام خباؤها تمتعت من لهو بها غير معجل
    تجاوزت أحراساً إليها ومعشراً علي حراصاً لو يسرون مقتلي
    إذا ما الثريا في السماء تعرضت تعرض أثناء الوشاح المفضل
    فجئت، وقد نضت لنوم ثيابها لدى الستر إلا لبسة المتفضل
    فقالت يمين الله، ما لك حيلةٌ وما إن أرى عنك الغواية تنجلي
    خرجت بها أمشي تجر وراءنا على أثرينا ذيل مرطٍ مرحل






    ديانته






    كان دين امرئ القيس الوثنية وكان غير مخلص لها. فقد روي أنه لما خرج للأخذ بثأر أبيه مر بصنم للعرب تعظمه يقال له ذو خلصة. فاستقسم بقداحه وهي ثلاثة: الآمر والناهي والمتربص. فأجالها فخرج الناهي. فعل ذلك ثلاثاً فجمعها وكسرها. وضرب بها وجه الصنم. وقال: "لو كان أبوك قتل ما عقتني".






    موت والده






    كان لموت والده حجر على يد بني أسد أعظم الأثر على حياته ونقلة أشعرته بعظم المسؤولية الواقعة على عاتقه. رغم أنه لم يكن أكبر أبناء أبيه, إلا أنه هو من أخذ بزمام الأمور وعزم الانتقام من قتلة أبيه لإنه الوحيد الذي لم يبك ويجزع من إخوته فور وصول الخبر إليهم. يروى أنه قال بعد فراغه من اللهو ليلة مقتل أباه على يد بني أسد: ضيعني صغيرا, وحملني دمه كبيرا. لا صحو اليوم ولا سكر غدا. اليوم خمر وغدا أمر أنشد شعرا وهو في دمون (واد في شرق اليمن) قال فيه.
    تطاول الليل علينا دمون *** دمون إنا معشر يمانون
    وإنا لأهلنا محبون
    فلبس رداء الحرب في اليوم التالي وإتجه صوب بني أسد فخافوا منه وحاولوا استرضاءه إلا أنه لم يرض وقاتلهم حتى حتى أثخن فيهم الجراح وفاحت رائحة الجثث. وذكر الكلبي: أن امرأ القيس أقبل براياته يريد قتال بني أسد حين قتلوا أباه، فمر على تبالة وبها ذو الخلصة (صنم من أصنام العرب) وكانت العرب تستقسم عنده، فاستقسم فخرج القدح الناهي، ثم الثانية، ثم الثالثة كذلك، فكسر القداح وضرب بها وجه ذي الخلصة وقال: عضضت بأير أبيك لو كان أبوك المقتول لما عوقتني. ثم أغار على بني أسد فقتلهم قتلا ذريعا. ويروي اليعقوبي أن إمرأ القيس قصد بني أسد في أول الأمر ولكنه أوقع بــقوم من بني كنانة فصاح قائلا: " ياللثارات" مزهوا بما ظنه ثأرا من قتلة أبيه. فأجابه القوم: " والله ما نحن إلا من كنانة ". فأنشد قائلا :
    ألا يا لهف نفسي، بعد قوم***هم كانوا الشفاء، فلم يصابوا
    وقاهم جدهم ببني أبيهم *** وبالأشقين ما كان العقاب
    وأفلتهن علباء جريضاً *** ولو أدركنه صفر الوطاب
    وحينها أنشد قاتل أبيه عبيد بن الأبرص الأسدي قائلا :
    يا ذا المعيرنا بقتل*** أبيه إذلالاً وحينا
    أزعمت أنك قد قتلت*** سراتنا كذباً ومينا
    هلا على حجر بن أم*** قطام تبكي لا علينا
    إنا إذا عض الثقاف*** برأس صعدتنا لوينا
    نحمي حقيقتنا، وبعض*** القوم يسقط بين بينا
    وفي هذا يقول أيضاً في قصيدة له طويلة :
    يا أيها السائل عن مجدنا *** إنك مستغبى بنا جاهل
    إن كنت لم تأتك أنباؤنا *** فاسأل بنا يا أيها السائل
    سائل بنا حجراً، غداة الوغى *** يوم يؤتى جمعه الحافل
    يوم لقوا سعداً على مأقط *** وحاولت من خلفه كاهل
    فأوردوا سرباً له ذبلاً *** كأنهن اللهب الشاعل
    وإتجه إمرؤ القيس إلى اليمن، وأقام بها زمانا يطلب مددا من قومه. فجمع جمعا من حمير ومذحج أمده بهم الملك ذي جذن الحميري. فأتجه صوب بني أسد بذلك الجمع وانتقم من قاتل أبيه وذبح عمرو بن الأشقر سيد بني أسد. حينها أنشد الشاعر قائلا مزهوا بنصره :
    قولا لدودان نجد عبيد العصا *** ما غركم بالأسد الباسل
    قد قرت العينان من مالك *** ومن بني عمرو ومن كاهل
    ومن بني غنم بن دودان إذ *** نقذف أعلاهم على السافل
    نطعنهم سلكى ومخلوجة *** لفتك لأمين على نابل
    إذ هن أقساط كرجل الدبى *** أو كقطا كاظمة الناهل
    حتى تركناهم لدى معرك *** أرجلهم كالخشب الشائل
    حلت لي الخمر وكنت أمرأ *** عن شربها في شغل شاغل
    فاليوم أسقى غير مستحقب *** إثما من الله ولا واغل






    نهاية حياته




    لم تكن حياة امرؤ القيس طويلة بمقياس عدد السنين ولكنها كانت طويلة وطويلة جدا بمقياس تراكم الإحداث وكثرة الإنتاج ونوعية الإبداع. لقد طوف في معظم إرجاء ديار العرب وزار كثيرا من مواقع القبائل بل ذهب بعيدا عن جزيرة العرب ووصل إلى بلاد الروم إلى القسطنطينية ونصر واستنصر وحارب وثأر بعد حياة ملأتها في البداية باللهو والشراب ثم توجها بالشدة والعزم إلى أن تعب جسده وأنهك وتفشى فيه وهو في أرض الغربة داء كالجدري أو هو الجدري بعينه فلقي حتفه هناك في أنقرة في سنة لا يكاد يجمع على تحديدها المؤرخون وان كان بعضهم يعتقد أنها سنه 540م، وقبره يقع الآن في تلة هيديرليك بأنقرة


    لقد ترك خلفه سجلا حافلا من ذكريات الشباب وسجلا حافلا من بطولات الفرسان وترك مع هذين السجلين ديوان شعر ضم بين دفتيه عددا من القصائد والمقطوعات التي جسدت في تاريخ شبابه ونضاله وكفاحه. وعلى الرغم من صغر ديوان شعره الذي يضم الآن ما يقارب مئة قصيدة ومقطوعة إلا أنه جاء شاعراً متميزاً فتح أبواب الشعر وجلا المعاني الجديدة ونوع الإغراض واعتبره القدماء مثالا يقاس عليه ويحتكم في التفوق أو التخلف إليه.
    ولذلك فقد عني القدماء بشعره واحتفوا به نقداً ودراسة وتقليداً كما نال إعجاب المحدثين من العرب والمستشرقين، فأقبلوا على طباعته منذ القرن الماضي، القرن التاسع عشر في سورية ومصر وفرنسا وألمانيا وغيرها من البلدان التي تهتم بشؤون الفكر والثقافة.




    امرؤ القيس من ناحية تاريخية




    مثله مثل باقي شعراء مايُعرف بالعصر الجاهلي، فالدلائل المادية عن وجوده التاريخي تكاد تكون معدومة لإن الثقافة التي حافظت على هذا الإرث كانت ثقافة شفهية وأول جهود تدوين الشعر الجاهلي بدأت في القرن الثاني والثالث بعد الإسلام أقدم الإخباريين العرب الذين أشاروا لإمرؤ القيس كان ابن السائب الكلبي وهناك أربع روايات شفهية تم تدوينها عن حياته وقد أشار مؤلف كتاب الأغاني إلى ذلك الغالب ان امرؤ القيس كان شخصية حقيقية لإن لمحات من روايات الإخباريين موجودة في الكتابات البيزنطية الكلاسيكية، فجده الحارث بن عمرو الكندي مذكور ووجوده مؤكد في كتابات البيرنطيين. يذكر البيزنطيين شخصا قريبا للحارث بن عمرو اسمه كايسوس (قيس) كان ملكا على قبيلة كندة ومعد ولكن التاريخ الحقيقي لهذا الشاعر غارق في الأسطورة ومن أبر آثاره أنه نقل الشعر العربي لمستوى جديد وتخليده لقبيلته في الذاكرة العربية ولا زال يعتبر من أعظم الشعراء العرب الجاهليين

    - اللهم اغفر لى و لوالدى,
    و لأصحاب الحقوق على,
    و لمن لهم فضل على ,
    و للمؤمنين و للمؤمنات والمسلمين و المسلمات
    عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك.


  4. #34
    متذوقة شعر وقصص وروايات في السبلة العُمانية الصورة الرمزية نوارة الكون
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    40,290
    Mentioned
    50 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    عمرو بن كلثوم




    عمرو بن كلثوم التغلبي، أبو الأسود (توفي 39 ق.هـ/584م)، وهو شاعر جاهلي مجيد من أصحاب المعلقات، من الطبقة الأولى، ولد في شمال الجزيرة العربية في بلاد ربيعة وتجوّل فيها وفي الشاموالعراق.

    عزته وفتكته




    كان من أعز الناس نفساً، وهو من الفتاك الشجعان، ساد تغلب، وهو فتىً وعمّر طويلاً. هو قاتل الملك عمرو بن هند ملك المناذرة. وذلك أن أم عمرو بن هند ادعت يوماً أنها أشرف نساء العرب فهي بنت ملوك الحيرة وزوجة ملك وأم ملك فقالت إحدى جليساتها: "ليلى بنت المهلهل أشرف منك فعمها الملك كليب وأبوها الزير سالم المهلهل سادة العرب وزوجها كلثوم بن مالك أفرس العرب وولدها عمرو بن كلثوم سيد قومه" فأجابتها: " لأجعلنها خادمةً لي". ثم طلبت من ابنها عمرو بن هند أن يدعو عمرو بن كلثوم وأمه لزيارتهم فكان ذلك. وأثناءالضيافة حاولت أم الملك أن تنفذ نذرها فأشارت إلى جفنة على الطاولة وقالت " يا ليلي ناوليني تلك الجفنه" فأجابتها: لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها" فلما ألحت عليها صرخت: "واذلاه" فسمعها ابنها عمرو بن كلثوم وكان جالساً مع عمرو بن هند في حجرة مجاورة فقام إلى سيف معلق وقتله به ثم أمر رجاله خارج القصر فقاموا بنهبه.




    نسبه




    هو: عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتّاب بن سعد بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، التغلبي.
    أمه: هي ليلى بنت المهلهل بن ربيعة بن الحارث بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، التغلبي.






    معلقته






    أشهر شعره معلقته التي مطلعها "ألا هبي بصحنك فأصبحينا"، يقال: إنها في نحو ألف بيت وإنما بقي منها ما حفظه الرواة، وفيها من الفخر والحماسة العجب . وقد اشتهر بأنه شاعر القصيدة الواحدة لأن كل ما روي عنه معلقته وأبيات لا تخرج عن موضوعها.
    قال في ثمار القلوب: كان يقال: «فتكات الجاهلية ثلاث: فتكة البراض بعروة، وفتكة الحارث بن ظالم بخالد بن جعفر، وفتكة عمرو بن كلثوم بعمرو بن هند ملك المناذرة، فتك به وقتله في دار ملكه وانتهب رحله وخزائنه وانصرف بالتغالبة إلى خارج الحيرة ولم يصب أحد من أصحابه».




    من شعره معلقته الشهيرة:






    أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَا وَلاَ تُبْقِي خُمُـوْرَ الأَنْدَرِيْنَا
    مُشَعْشَعَةً كَأَنَّ الحُصَّ فِيْهَـا إِذَا مَا المَاءَ خَالَطَهَا سَخِيْنَا
    تَجُوْرُ بِذِي اللَّبَانَةِ عَنْ هَـوَاهُ إِذَا مَا ذَاقَهَـا حَتَّـى يَلِيْنَا
    تَرَى اللَّحِزَ الشَّحِيْحَ إِذَا أُمِرَّتْ عَلَيْـهِ لِمَـالِهِ فِيْهَـا مُهِيْنَا
    صَبَنْتِ الكَأْسَ عَنَّا أُمَّ عَمْـرٍوٍ وَكَانَ الكَأْسُ مَجْرَاهَا اليَمِيْنَا
    وَمَا شَـرُّ الثَّـلاَثَةِ أُمَّ عَمْـرٍو بِصَاحِبِكِ الذِي لاَ تَصْبَحِيْنَا
    وَكَأْسٍ قَدْ شَـرِبْتُ بِبَعْلَبَـكٍّ وَأُخْرَى فِي دِمَشْقَ وَقَاصرِيْنَا
    وَإِنَّا سَـوْفَ تُدْرِكُنَا المَنَـايَا مُقَـدَّرَةً لَنَـا وَمُقَـدِّرِيْنَا
    قِفِـي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يَا ظَعِيْنـَا نُخَبِّـرْكِ اليَقِيْـنَ وَتُخْبِرِيْنَا
    قِفِي نَسْأَلْكِ هَلْ أَحْدَثْتِ صَرْماً لِوَشْكِ البَيْنِ أَمْ خُنْتِ الأَمِيْنَا
    بِيَـوْمِ كَرِيْهَةٍ ضَرْباً وَطَعْنـاً أَقَـرَّ بِـهِ مَوَالِيْـكِ العُيُوْنَا
    وَأنَّ غَـداً وَأنَّ اليَـوْمَ رَهْـنٌ وَبَعْـدَ غَـدٍ بِمَا لاَ تَعْلَمِيْنَا
    تُرِيْكَ إِذَا دَخَلَتْ عَلَى خَـلاَءٍ وَقَدْ أَمِنْتَ عُيُوْنَ الكَاشِحِيْنَا
    ذِرَاعِـي عَيْطَلٍ أَدَمَـاءَ بِكْـرٍ هِجَـانِ اللَّوْنِ لَمْ تَقْرَأ جَنِيْنَا
    التعديل الأخير تم بواسطة نوارة الكون ; 03-04-2015 الساعة 08:18 AM

    - اللهم اغفر لى و لوالدى,
    و لأصحاب الحقوق على,
    و لمن لهم فضل على ,
    و للمؤمنين و للمؤمنات والمسلمين و المسلمات
    عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك.


  5. #35
    متذوقة شعر وقصص وروايات في السبلة العُمانية الصورة الرمزية نوارة الكون
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    40,290
    Mentioned
    50 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    سيرة الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن



    الأمير بدر بن عبد المحسن بن عبد العزيز آل سعود الابن الثاني من أبناء الأمير عبد المحسن بن عبد العزيز آل سعود والدته هي الأميرة وضحى الحمود الفيصل الحمود الرشيد.. شاعر معروف على الساحة السعودية والعربية وأحد أبرز روّاد الحداثة الشعرية في الجزيرة العربية لُقّب بـ مهندس الكلمة، بعد المجهودات الكبيرة في وضع نصوص أدبية ذات مستوى راقي تجمع بين الغزل والفخر والرثاء والواقع الاجتماعي والسياسي للمملكة و العالم العربي.



    نشأته وتعليمه




    نشأ الأمير بدر في بيت علم وأدب حيث كان والده محباً للعلم والأدب، كما وانه شاعر مبدع ولديه مكتبة ضخمة تضم العديد من الكتب كما أن مجلس والده مليء بالعلماء والأدباء وكبار المفكرين في ذلك الوقت مما كان له الأثر البالغ في حب الأمير بدر للأدب والشعر
    درس مراحله الابتدائية بين السعودية ومصر، والمتوسطة في مدرسة الملكة فكتوريا في الإسكندرية، ودرس المرحلة الثانوية في الرياض كما أنه درس في بريطانيا وفي الولايات المتحدة الأمريكية.
    احتك ببعض الشعراء الكبار في المملكة
    محمد العبد الله الفيصل وخالد الفيصل وخالد بن يزيد ومحمد بن أحمد السديري عبدالرحمن بن مساعد وغيرهم الكثير.
    وعلى الصعيد الفني من الملحنين سراج عمر محمد شفيق سامي إحسان وعبد الرب إدريس
    ومن المطربين طلال مداح و محمد عبده و عبادي الجوهر و عبد المجيد عبد الله و خالد عبد الرحمن و عبد الله الرويشد و كاظم الساهر وراشد الماجد وغيرهم




    مناصبه




    عين سنة 1973 بمنصب رئيس الجمعية السعودية للثقافة والفنون وعين رئيساً لتنظيم الشعر بالسعوديه




    أمسياته




    كانت أولى أمسياته هي أمسيته في نادي الإتحاد بجدة، تلاها أمسيات كثيرة في الإمارات والبحرين والرياض وفي نادي الأهلي بجدة، وهو المشرف على الكثير من الأعمال الوطنية في كتابة النصوص آخرها مهرجان الجنادرية عام 1430






    أعماله




    له أعمال كثيرة مع كبار الفنانين كطلال مداح ومحمد عبده وغيرهم وأشهرها :
    عطني المحبة - طلال مداح.
    زمان الصمت - طلال مداح.
    صعب السؤال - طلال مداح.
    ليلة تمرّين - طلال مداح.
    الموعد الثاني - طلال مداح.
    زل الطرب - طلال مداح.
    الله يعلم - طلال مداح.
    يا طفلة تحت المطر - طلال مداح.
    قصت ظفايرها - طلال مداح.
    سيدي قم - طلال مداح.
    عز الكلام - طلال مداح.
    لابكا ينفع - طلال مداح.
    يا ويلاه - طلال مداح.
    تذكرتك وابي النسيان - طلال مداح.
    الاختيار - طلال مداح.
    سوالف ليل - طلال مداح.
    نجمة ونهر - طلال مداح.
    صوتك يناديني - محمد عبده.
    أبعتذر - محمد عبده.
    الرسايل - محمد عبده.
    جمرة غضى - محمد عبده.
    كل ما أقفيت - محمد عبده.
    لا تجرحيني - محمد عبده.
    مجنونها - محمد عبده.
    رسالة إلى من يهمها أمري - محمد عبده.
    أنا حبيبي - محمد عبده.
    خواف - محمد عبده.
    الفجر البعيد - محمد عبده.
    حسايف - محمد عبده.
    مرتني الدنيا - محمد عبده.
    ارفض المسافة - محمد عبده .
    كأنك حبيبي - عبادي الجوهر .
    على الميهاف - عبادي الجوهر .
    لليل احبك - عبادي الجوهر .
    على النوى - عبادي الجوهر .
    كلهم راحو - عبادي الجوهر
    المزهرية - عبادي الجوهر.
    المرايا- عبادي الجوهر.
    قال السراب - عبادي الجوهر.
    كفاك غرور - عبادي الجوهر.
    ليلهم طال - عبادي الجوهر .
    أول ليله - عبادي الجوهر .
    سافرو ولا ودعو - عبادي الجوهر .
    سوالف رحلتي - عبادي الجوهر .
    انا احبك - عبادي الجوهر .
    لا من غديتي شمس - عبادي الجوهر .
    ما ابيه - عبادي الجوهر .
    السهر والخوف - عبادي الجوهر .
    ناعم يا ندى - عبادي الجوهر .
    لا تقول - عبادي الجوهر .
    ليل البعاد - عبادي الجوهر .
    مدري - عبادي الجوهر .
    تخيل - عبد المجيد عبد الله.
    موت وميلاد - عبد المجيد عبد الله.
    طفلة وطفل - عبد المجيد عبد الله.
    وحدك لي - عبد الله الرويشد.
    نسيت الزمن - عبد الله الرويشد.
    صدقينـي - عبد الله الرويشد.
    انتي حلم - عبد الله الرويشد.
    اللي حصل - عبد الله الرويشد.
    عقد وسوار - خالد عبد الرحمن.
    على النوى - خالد عبد الرحمن
    ليل التجافي - خالد عبد الرحمن.
    عوّد الليل - خالد عبد الرحمن
    المسافر - راشد الماجد.
    الحل الصعب - راشد الماجد
    البتول - راشد الماجد
    ناي - كاظم الساهر.
    صور - كاظم الساهر.
    الجريده - كاظم الساهر.
    ممكن توصلني - كاظم الساهر.
    موال الشوق - نجاة الصغيرة .
    بعض قصائده المعروفة التي لم تُغنّى:
    ليت الشوارع تجمع اثنين صدفة
    في دروبي رمل
    ومن أعماله الوطنية :
    هام السحب - محمد عبده.
    عز الوطن - طلال مداح.
    صرخة - طلال مداح


    - اللهم اغفر لى و لوالدى,
    و لأصحاب الحقوق على,
    و لمن لهم فضل على ,
    و للمؤمنين و للمؤمنات والمسلمين و المسلمات
    عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك.


  6. #36
    متذوقة شعر وقصص وروايات في السبلة العُمانية الصورة الرمزية نوارة الكون
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    40,290
    Mentioned
    50 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    أبو نواس










    أبو نواس أو الحسن بن هانئ الحكمي الدمشقي شاعر عربي من أشهر شعراء العصر العباسي. يكنى بأبي علي وأبي نؤاس والنؤاسي. وعرف أبو نواس بشاعر الخمر. قال البعض انه تاب عما كان فيه وأتجه إلى الزهد وقد انشد عدد من الأشعار التي تدل على ذلك


    مولده




    أبو نواس هو أبو علي الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن الصباح وكان الصباح مولى للجراح بن عبد الله الحكمي المذحجي ولد في مدينة الأحواز من بلاد خوزستان جنوب غربي إيران سنة (145هـ / 762م) وكانت أمه فارسية واسمها جُلبان.






    حياته








    تمثال للشاعر أبو نؤاس في العاصمة العراقية بغداد
    بعد هزيمة مروان في معركة الزاب الأعلى، انتقلت أسرة الشاعر إلى البصرة، والطفل أبو نواس في الثانية من عمره، وقيل في السادسة، وما لبث أن مات أبوهُ، فأسلمته أمه إلى الكتاب، ثم إلى عطار يعمل عنده أجيراً، يبري عيدان الطيب.
    توفي والده فانتقلت به أمه من أهواز إلى البصرة في العراق، وهو في السادسة من عمره، وعندما أيفع وجهتهُ إلى العمل في حانوت عطار وحين آلت الخلافة إلى بني العباس، انتقل من البصرة إلى الكوفة، ولم تذكر لنا كتب التاريخ سبب ذلك، غير أنه التقى والبة بن الحباب الأسدي الكوفي أحد الشعراء اللامعين في ميدان الخلاعة والتهتك، فعني به والبة أي عناية، إذ عمل على تأديبهِ وتخريجهِ. وصحب جماعةً من الشعراء الماجنين كمطيع بن إياس وحماد عجرد. ثم انتقل إلى بادية بني أسد فأقام فيهم سنةً كاملةً آخذاً اللغة من منابعها الأصيلة. ثم عاد إلى البصرة وتلقى العلم على يد علمائها أدباً وشعراً.
    عندما توفي والده تلقفه شيخ من شيوخ اللغة والأدب والشعر، هو خلف الأحمر، فأخذ عنه كثيراً من علمهِ وادبه، وكان له منه زاد ثقافي كبير حتى أنه لم يسمح له بقول الشعر حتى يحفظ جملة صالحة من أشعار العرب ويقال: إن أبا نواس كلما أعلن عن حفظه لما كلفه به، كان خلف يطلب إليه نسيانها، وفي هذا لون رفيع من ألوان التعليم، حتى لا يقع هذا الشاعر الناشئ في ربقة من سبقه من الشعراء المتقدمين وقد روي عن أبي نواس قوله: "ما ظنكم برجل لم يقل الشعر حتى روى دواوين ستين امرأة من العرب منهن الخنساء وليلى الأخيلية فما ظنكم بالرجال؟"
    وما كاد أبو نواس يبلغ الثلاثين، حتى ملك ناصية اللغة والأدب، وأطل على العلوم الإسلامية المختلفة، من فقه وحديث، ومعرفة بأحكام القرآن، وبصر بناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه، وما أن تم لابن هاني هذا القدر من المعرفة حتى طمح ببصره إلى بغداد، عاصمة الخلافة، ومحط آمال الشعراء. ولكن نظرة سريعة في ديوانه تجد غلبة الخمر عليه، للحد الذي جعله يفضلها على كل شيء.
    ولم يقتصر طلبه العلم على الشعر والأدب بل كان يدرس الفقه والحديث والتفسير حتى قال فيه ابن المعتز في كتابه ’طبقات الشعراء‘ : "كان أبو نواس ٍ عالماً فقيهاً عارفاً بالأحكام والفتيا، بصيراً بالاختلاف، صاحب حفظٍ ونظرٍ ومعرفةٍ بطرق الحديث، يعرف محكم القرآن ومتشابهه، وناسخه ومنسوخه."
    وفي البصرة شغف أبو نواسٍ بجاريةٍ تدعى ’جَنان‘ وغناها بشعرٍ كثيرٍ يعبر عن عمق شعوره نحوها. وقد قصد أبو نواسٍ بغداد وامتدح هارون الرشيد ونال مكانةً مرموقةً لديه، ولكنه ـ أي هارون الرشيد ـ كان كثيراً ما يحبسه عقاباً له على ما يورد في شعره من المباذل والمجون. وقد أطال الرشيد حبسه حتى عفا عنه بشفاعةٍ من البرامكة الذين كان أبو نواسٍ قد اتصل بهم ومدحهم. ولعل صلته الوثيقة بهم هي التي دفعته إلى الفرار حين نكبهم الرشيد فيما عرف فيما بعد بنكبة البرامكة.
    ذهب أبو نواسٍ إلى دمشق ثم إلى مصر متجهاً إلى الفسطاط، عاصمتها يومذاك، واتصل بوالي الخراج فيها الخصيب بن عبد الحميد فأحسن وفادته وغمره بالعطاء فمدحه بقصائد مشهورة. توفي هارون الرشيد وخلفه ابنه الأمين، فعاد أبو نواسٍ إلى بغداد متصلاً به، فاتخذه الأمين نديماً له يمدحه ويُسمعه من طرائف شعره. غير أن سيرة أبي نواسٍ ومجاهرته بمباذله جعلتا منادمته الأمين تشيع بين الناس. وفي نطاق الصراع بين ابني الرشيد، الأمين والمأمون، كان خصوم الأمين يعيبون عليه اتخاذ شاعرٍ خليعٍ نديماً له، ويخطبون بذلك على المنابر، فيضطر الأمين إلى حبس شاعره. وكثيراً ما كان يشفع الفضل بن الربيع له لدى الخليفة فيخرجه من سجنهِ. وعندما توفي الأمين رثاه أبو نواسٍ بقصائد تنم عن صدق عاطفته نحوه.






    وفاته






    لم يلبث أبو نواسٍ أن توفي في عام (199هـ / 813م)، قبل أن يدخل المأمون بغداد، وقد أختلف في مكان وفاته أهي في السجن أم في دار إسماعيل بن نوبخت. وقد أختلف كذلك في سبب وفاته وقيل إن إسماعيل هذا قد سمهُ تخلصاً من سلاطة لسانهِ. وذكر الخطيب البغدادي، صاحب كتاب تأريخ بغداد، في الجزء السابع، صفحة 448، إن الشاعر أبو نؤاس دفن في مقبرة الشوينزية في الجانب الغربي من بغداد عند تل يسمى تل اليهود وهي مقبرة الشيخ معروف حالياً.
    قصة رؤية أصحابه له في المنام[عدل]
    وقد رآه بعض أصحابه في المنام فقال له‏:‏ ما فعل الله بك ‏؟‏ فقال‏:‏ غفر لي بأبيات قلتها في النرجس‏:‏ قصيدة تأمل في نبات الأرض وانظر إلى آثار ما صنع المليك
    عيون من لجين شاخصات بأبصار هي الذهب السبيك
    على قضب الزبرجد شاهدات بأن الله ليس له شريك
    وفي رواية عنه أنه قال‏:‏ غفر لي بأبيات قلتها وهي تحت وسادتي فجاؤوا فوجدوها برقعة في خطه‏:‏
    يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة فلقد علمت بأن عفوك أعظم
    أدعوك ربي كما أمرت تضرعاً فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم
    إن كان لا يرجوك إلا محسن فبمن يلوذ ويستجير المجرم
    مالي إليك وسيلة إلا الرجا وجميل عفوك ثم أني مسلم






    أسلوبه






    أهم ما في شعر أبي نواس, "خمرياته التي حاول أن يضارع بها الوليد بن يزيد أو عدي بن يزيد بطريق غير مباشر الذين اتخذهما مثالاً له. وقد حذا بنوع خاص حذو معاصره الحسين بن الضحاك الذي لا شك أننا لا نستطيع أن نجد بينه وبين أبي نواس فوارق روحية.
    أما مدائحه فتبدو فيها الصناعة بوضوح قليلة القيمة.
    أما رثاؤه فتجد فيها عاطفة عميقة وحزناً مؤثرا يجعلنا نفتقر بعض ما فيها من نقائص كالتكلف في اللغة والمبالغة المعهودة في الشرق.
    أما في أشعاره الغزلية ففيها من العاطفة والشاعرية الصادقة بقدر ما فيها من الإباحية والتبذل. ويجب أن نذكر إلى جانب زهدياته أشعاره عن الصيد التي تبدو مبتكرة عند النظرة الأولى ولمن لا بد أن له في هذا الضرب من الشعر أسلافا نسج على منوالهم.




    ديوانه






    لقد جمع ديوان أبي نواس كثيرون منهم الصولي المتوفى عام 338هجري (946م) جمعه في عشرة فصول, وحمزة بن الحسن الأصفهاني، ونسخة هذا الأخير أكثر سعة, وأقل تحقيقا، وقد جمعها المهلهل بن يموت بن مزرد الذي كان على قيد الحياة حوالي عام 332هجري (943م) برسالة عنوانها "سرقات أبي نواس"
    آراء بعض الرواة في شعر أبي نواس[عدل]
    كان أبو عبيدة يقول: ((ذهبت اليمن بجيد الشعر في قديمه حديثه ب امرئ القيس في الأوائل, وأبي نواس في المحدثين)).
    قال عبيد الله بن محمد بن عائشة : ((من طلب الأدب فلم يرو شعر أبي نواس فليس بتام الأدب)).
    وكان يقال: شعراء اليمن ثلاثة, امرؤ القيس وحسان بن ثابت وأبو نواس
    كما قال أبو نواس عن نفسه: ((لو أن شعري يملؤ الفم ما تقدمني أحد)).
    وقال أيضا: (أشعاري في الخمرة لم يقل مثلها, وأشعاري في الغزل فوق أشعار الناس, وأجود شعري إن لم يزاحم غزلي, ما قلته في الطرد (الصيد).)
    مختارات من شعر أبي نواس[عدل]
    من قول أبى نواس حين قربت اليه الوفاة :
    اِلهِي لَسْتُ لِلْفِرْدَوْسِ اَهلاً وَ لاَ اَقْوَي عَلَي النَّارِ الْجَحِيْمِ
    فَهَبْ لِي تَوْبَةً وَ اغْفِرْ ذُنُوْبِي فَاِنَّكَ غَافِرُ الذَنْبِ الْعَظِيْمِ
    وَ عَامِّلْنِي مُعامَلةً الْكَرِيْمِ وَ ثَبِّتْنِي عَلَي النَّهْج الْقَوِيْمِ
    إلّهَنَا مَا أعدَلَك مَلِيكَ كُلِ مَن مَلَك
    لَبَيكَ قَد لَبَيتُ لَك لَبَيك لَا شَرِيكَ لَكَ
    وَالَليلِ لَمَا أَنحلَك والسَابِحَاَت فىِ الفَلَك
    عَلَى مَجَارِىِ المَنسَلَك مَا خَابَ عَبدٌ أَمَّلَك
    أَنتَ لَه حَيثُ سَلَك لَولَاكَ يَا رَبِ هَلَك
    كُلِ نَبِى وَمَلَك يَا مُخطِئاً مَاأعقَلَك
    عَجِل وَبَارِز أَجَلَك وَاختِم بِخَيرٍ عَمَلَك
    لَبَيكَ إن الحَمدَ لَك وَالعِز لَا شَرِيكَ لَك
    ذُنُوْبِي مِثْلُ اَعْدَادِ الرِّمَالِ فَهَبْ لِي تَوْبَةً يَا ذَاالْجَلالِ
    وَ عُمْرِي نَاقِصٌ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَ ذَنْبِي زَائِدٌ كَيْفَ احْتِمَالِي
    اِلهِي عبْدُكَ الْعَاصِي اٰتَاك مُقِرًّا بِالذُّنُوْبِ وَ قَدْ دَ عَاكَ
    اِنْ تَغْفِرْ وَ اَنْتَ لِذاكَ اَهْلٌ وَ ِانْ تَتْرُدْ فَمَنْ نَرْجُو سِواكَ
    الفخر[عدل]
    ومستعبـدٍ إخوانـَه بثـرائه لبـستُ له كبراً لأبرَّ على الكبرِ
    إذا ضمَّـني يوماً وإياه محفِـلٌ رأى جانبي وعراً يزيد على الوعر ِ
    أخالفه في شكله، وأجـِرُّه على المنـطق المنـزور والنظر الشزر ِ
    وقد زادني تيهاً على الناس أنني أرانيَ أغناهم وإن كنتُ ذا فقر ِ
    فوالله لا يـُبدي لسانيَ حاجةً إلى أحدٍ حتـى أٌغَيـّبَ في قبري
    فلا تطمعـنْ في ذاك مـنيَ سُوقـةٌ ولا ملكُ الدنيا المحجبُ في القصر ِ
    فلو لم أرث فخراً لكانت صيانتي فمي عن سؤال الناس حسبي من الفخر ِ
    الخمر






    أبو نواس " شاعر الخمر غير منازع"، والخمر عروس شعره الحقيقية، وفيها تجلت عبقريته المجددة التي رفعته فوق السابقين واللاحقين، فكان من أشهر من قالوا فيها، وقد جعل لها في الأدب العربي بابا مستقلا كاملا. حيث قال:
    أثْـنِ على الـخَمْـرِ بآلائِهـا وَسَمِّهـا أحـسَـنَ أسْمـائِهَا
    لا تـجْعَـلِ الماءَ لَها قاهـراً وَلا تُسَلّطْهـا على مَـائِهَا




    وقال أيضاً:




    الشُربُ في ظُلَّـةِ خَمّـارِ عِندي مِنَ اللَذّاتِ يا جاري
    لا سِيَّما عِنـدَ يَهودِيَّـةٍ حَوراءَ مِثلَ القَمَرِ الساري
    تَسقيكَ مِن كَفٍّ لَها رَطبَةٍ كَأَنَّهـا فِلقَـةُ جُـمّارِ
    حَتّى إِذا السُكرُ تَمَشّى بِها صارَ لَها صَولَـةُ جَبّارِ




    وقال أيضاً:






    دع المساجد للــعباد تسكنها وطف بنا حول خمار ليسقينا
    ما قال ربك ويل للذين سكروا ولكن قال ويل للمـصلينا






    المديح






    قال يمدح الأمين:
    تتيه الشمس والقمر المنير إذا قلنا كأنهما الأمير
    فإن يكُ أشبها منه قليلاً فقد أخطاهما شبهٌ كثيرُ
    ونور محمدٍ أبداً تمامٌ على وَضَـح ِالطريقةِ لا يحورُ
    وقال يمدحه أيضاً:
    ملكتَ على طير السعادة واليمنِ وحزتُ إليـكَ الملكَ مقتبـل السن ِ
    لقد طـابت الدنيـا بطيب محمدٍ وزيدتْ به الأيامُ حسناً إلى حسن ِ
    ولولا الأمين بن الرشيد لما انقضت رحى الدين، والدنيا تدور على حزن ِ
    لقد فك أغـلال العناة محمـدٌ وأنزل أهل الخـوف في كنف الأمن ِ
    إذا نحن أثنينا عليك بصالح ٍ فأنت كما نثني، وفوق الذي نثني
    وإن جرت الألفـاظ يوماً بمدحةٍ لغيـرك إنساناً، فأنت الذي نعني






    الزهد والتوبة






    يا رب إن عظمـت ذنوبي كثرةً فلقـد علمتُ بأن عفوك أعظمُ
    إن كان لا يرجوك الا محسنٌ فبمن يـلوذ ويستجيـر المجرمُ
    أدعـوك رب كما أمرتَ تضرعاً فإذا رددتَ يدي فمن ذا يرحمُ
    مالي إليك وسيلةٌ إلا الرجا وجميل عفوك ثم إني مسلمُ








    في مدح آل البيت






    مطهرون نقيات ثيابهم تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا
    من لم يكن علويا حين تنسبه فما له في قديم الدهر مفتخر
    والله لما برا خلقا فأتقنه صفاكم واصطفاكم أيها البشر
    فأنتم الملأ الأعلى وعندكم علم الكتاب وما تأتي به السور
    وقال أيضا يمدح علي الرضا
    قيل لي أنت أوحد الناس طرا في فنون من المقال البديه
    لك من جوهر الكلام نظام يثمر الدر في يدي مجتنبيه
    فلماذا تركت مدح ابن موسى والخصال التي تجمعن فيه
    قلت لا أهتدي لمدح إمام كان جبريل خادما لأبيـه






    الهجاء






    قد مللناك فملي
    أكثري أو فأقليً قد مللناك فملي
    ما إلى حبك عود ما دعا الله مصلي
    قد وهبناك لعمري وتصدقنا بحمل
    لم يكن مثلك لولا سفه الرأي هوى لي
    أيها السائل عنها اسمع اللفظ المحلي
    شخصها شخص قبيح ولها وجه مولي
    وخفت عن كل عين وخفت عن كل دل
    ولها ثغر كأن الله غشاه بكحل
    تصف النكهة منها جيفة في يوم طل
    وتفلي حين تلقاك لتحظى بالتفلي
    ردفها طست ولكن بطنها زكرة خل
    اشهدوا أني بريء من هواها متخلي

    - اللهم اغفر لى و لوالدى,
    و لأصحاب الحقوق على,
    و لمن لهم فضل على ,
    و للمؤمنين و للمؤمنات والمسلمين و المسلمات
    عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك.


  7. #37
    متذوقة شعر وقصص وروايات في السبلة العُمانية الصورة الرمزية نوارة الكون
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    40,290
    Mentioned
    50 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)


    شــاعــــرة بـني سـُليــــــم الخـنـســــــاء – رضـي الله عـنهـــا-


    شــاعــــرة بـني سـُليــــــم



    الخـنـســــــاء – رضـي الله عـنهـــا- .


    هي تماضر بنت عمرو بن الحرث بن الشريد السلمية، ولدت سنة 575 للميلاد ، لقبت بالخنساء لقصر أنفها وارتفاع أرنبتيه. عرفت بحرية الرأي وقوة الشخصية ونستدل على ذلك من خلال نشأتها في بيت عـز وجاه مع والدها وأخويها معاوية وصخر، والقصائد التي كانت تتـفاخـر بها بكرمهما وجودهما، وأيضا أثبتت قوة شخصيتها برفضها الزواج من دريد بن الصمة أحد فـرسـان بني جشم ؛ لأنها آثرت الزواج من أحد بني قومها، فتزوجت من ابن عمها رواحة بن عبد العزيز السلمي، إلا أنها لم تدم طويلا معه ؛ لأنه كان يقامر ولا يكترث بماله،لكنها أنجبت منه ولدا ،ثم تزوجت بعدها من ابن عمها مرداس بن أبي عامر السلمي ، وأنجبت منه أربعة أولاد، وهم يزيد ومعاوية وعمرو وعمرة. وتعد الخنساء من المخضرمين ؛ لأنها عاشت في عصرين : عصر الجاهلية وعصر الإسلام ، وبعد ظهور الإسلام أسلمت وحسن إسلامها. وقد طغت شهرتها على النساء قديماً وحديثاً. وتوفية سنة 664 للميلاد.



    كانت الخنساء من نساء العرب الخالدات في التاريخ وديوان شعرها من أجمل دواوين الشعر، وروي أن عدي بن حاتم الطائي قدم على رسول الله صلى اللهعليه وسلم وحادثه فقال يا رسول الله إن فينا (أي طي ) أشعر الناس واسخى الناس و افرس الناس ! قال النبي صلى الله عليه وسلم: سمهم. قال: أما أشعر الناس فامرؤا القيس بن حجر، وأما أسخى الناس فحاتم بن سعد (يعني آباه)، وأما أفرس الناس فعمرو بن معد يكرب . فقال: ليس كما قلت يا عدي ،أما أشعر الناس الخنساء بنت عمروا ، وأما اسخى الناس فمحمد (يعني نفسه صلى الله عليه وسلم)، وأما أفرس الناس فعلي ابن أبي طالب. والخنساء لقب لها وأباها عمر بن الشريد السلمي سيد قومه وعظيم أهله وأخويها صخر ومعاوية وهما من أجرى وأشجع فتيان العرب وأكثرهم إقداماً و وفروسية ، وقد كان أخيها صخر إلى جانب فروسيته وكرم خصاله من أجمل فتيان العرب في الجزيرة العربية وقتئذ قبل الأسلم بفترة قصيرة وسبب موته أنه غزا بني أسد فطعنه أبو ثور الأسدي فمرض منها عاماً ثم مات. واشتهرت الخنساء وعلى صيتها كشاعرة من فحول الشعراء ، وقد تفوقت على كثير من جهابذة الشعراء وكان يعرفها القاصي والداني وأكثر شعرها رثاء في أخيها صخراً، وضربة الخنساء في مجال الشعر والرثاء والتصدي بأكثر من سهم ، وقال فيها جرير ذات مره : والله لأني أشعر الشعراء لولا هذه الخبيثة ! يقصد الخنساء ، أما بشار بن برد فقد قال : لم تقل إمرةً قط شعراً إلا تبين الضعف في شعرها ، فسألوه وهل الخنساء كذلك ؟ فإذا به يقول: الخنساء فوق الرجال !!، وقال المبرد: إن أعظم النساء في الشعر هما ليلى الأخيليه والخنساء السلمية . وهاجرت الخنساء إلى المدينة المنورة وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم وأعلنت إسلامها وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يستمع إلى شعرها ويطرب له وقد تعود صلى الله عليه وسلم أن يقول لهاء " هيه يا خناس " أي أحسنت وأبدعت بفصاحتك ، وقيل إن الخنساء ظلت تقول الشعر والرثاء في أخيها صخراُ وتبكي عليه وقدم عليها الفاروق عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- في موسم من مواسم الحج وقد نهاها عن العويل والبكاء الذي يأباه الدين الإسلامي والشريعة السمحاء . وقد سأل عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- الخنساء ذات مره فقال لها اتعب عينيك هكذا ؟ قالت بكائي على رجالات مضر في الجاهلية . فقال إنهم في النار، فقالت : أبكيهم أكثر بعد الإسلام لمل ماتوا عليه من الضلال ، قال : صدقت يا بنت عمرو. وخرجت الخنساء في كثير من الغزوات مع العرب المسلمين وصحبة الجيوش الظافرة في مسيرها ، وسميت " بأم الشهداء" لما إنهاء حرضت أولادها الأربعة على الخروج مره واحدة للجهاد وإعزاز دين الله الحق ، وقد نالوا الشهادة جميعاً في معارك القادسية مع الفرس والتي أنتصر فيها العرب نصراً حاسماً وأصبح أمامهم الباب مفتوحاً لتحرير العراق من نير الفرس المجوس ، ثم فتح فارس وأعلا دين اللهفي هذه البلاد، وقد قالت الخنساء كلمات خالدة قبل الزحف الأعظم لفتح العراق وفارس: ( يا أبنائي إنكم أسلمتم طائعين ، وهاجرتم مختارين ، والله الذي لا إله إلا هو ما هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم ، وأعلما إن الدار الآخرة خير من الدار الفانية ، ويقول الله تعالىيا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) الآية.

    فبعد انتهاء المعركة حمل النعاة إلى الخنساء أنباء استشهاد أبناءه الأربعة مرةً واحدة وتملكتها هزة المفاجئة ، ورفعة رأسها بعد ذلك إلى السماء في إيمان بالغ ، تسأل الله تعالى أن يعجل بهاء لتلحق بالأحبة في جواره الكريم وتظفر بما ظفروا به من النعيم المقيم وقالت : ( الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم جميعاً في ميدان الشرف وتحت راية الجهاد في سبيل الله وأعز شرفي في هذا بأن أتم نعمة النصر الأكبر على المسلمين ) . ومن أشعار الخنساء الكثيرة في الرثاء لأخيها صخراً الذي كان من أجمل فتيان مضر العدنانية(في آخر سنوات الجاهلية) .

    قالت في أخيها صخر بعد موته:

    قــذى بـعـــينـك أم بالعـيـن عــــــوار


    أم أقفـرت إذ خلت من أهلها الـــدارُ


    كـأن عـيـنـيـك لـذكـراه إذا خـطــــرت


    فيض يسيـل عـلى الخـديـن مـدرارا


    تبكي لصخر هي العبرى وقـد ولهت


    ودونـه مـن جـديــد الـتــرب أستــــار


    تبكي خـناس على صخر وحـق لها


    إذ رابهـا الدهــــر إن الدهــــر ضـــرار

    وقالت أيضاً:


    وإن صـخـــراً لمـــــــولانـا وسيـــدنــا


    وإن صخــــراً إذا نشــــدت لنحـــــــار


    وإن صخــــراً لتـأتــم الهـــــــــداة بــه


    كأنــه علـــــم في رأســـــــــه نـــــار

    وقالت أيضاً:


    أعـينــي جـــــــــوداً ولا تجـمــــــــدا


    ألا تــبـكيـــان لـصخــــــر النــــــــدى


    ألا تــبـكيـــان الجــــريء الجمـيـــــل


    ألا تــبـكيـــان الفـتـــــى السيــــــدا


    طويـــــــــــــل النــجــاد رفيـع العماد


    وســـــــــــــاد عـشـيرتـه امـــــــــردا

    وقالت أيضاً في صخر:



    ابـكـي أبا عـمـــرو بعـيـن غـــزيـــرة


    قليل إذا تغـــفى العيــون رقــودهــا


    وصخـــراً ومــن ذا مثـل صخر إذا بدا


    بساحتــه الأبـطـــال قبـــــا يقودهـا



    كما قالت في أخيها معاوية لما قتله بنو مرة من (غطفان) ترثيه :




    ألا لا أرى فـي الـنـــاس مثل معاوية


    إذا طـرقت إحـدى الـليــالي بـداهية


    بـداهـية يصغى الكلاب حسيـسهـا


    وتـخـــرج مــن ســر الـنجـا عـــلانية


    وكـان لـــزاز الـحــــرب عـند شبوبها


    إذا شمرت عن ســاقها وهي ذاكية


    وقـواد خـيـل نحـــــو أخـرى كـأنــهــا


    سعـــال وعـقبـان عـليهــــا زبـانـيـة


    بـلـينا وما تبلـى تـعــار ومــــا تــرى


    عـلــــى حـــدث الأيــــام كـمـاهـي


    فأقـسمـت لا ينفك دمعي وعولتي


    عـليـك بـحـزن ما دعا الله داعـيــــة


    وقيل للخنساء صفي لنا أخويك صخراً ومعاوية فقالت : كان صخر والله جنت الزمان الأغبر وذعاف الخميس الأحمر ، وكان معاوية القائل الفاعل ، قيل لها: فأيهما أسمى وأفخر ؟ قالت : أما صخر فحر الشتاء ، وأما معاوية فبرد الهواء وقيل لها فأيهما أوجع وأفجع ؟ قالت : أما صخر فجمر الكبد وأما معاوية فسقام الجسد . وأنشأت تقول:



    أســــدان محـــمــــر المخــالب نجـده


    بحــــران في الزمـــن الغضـوب الأنمـر


    قمـران في النــــادي رفيعــــاً محتدي


    فــي الـمجـد فـرعـاً سـؤدد مـتـخـيـــر


    - اللهم اغفر لى و لوالدى,
    و لأصحاب الحقوق على,
    و لمن لهم فضل على ,
    و للمؤمنين و للمؤمنات والمسلمين و المسلمات
    عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك.


  8. #38
    متذوقة شعر وقصص وروايات في السبلة العُمانية الصورة الرمزية نوارة الكون
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    40,290
    Mentioned
    50 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    اسعد الله صباحكم اخواني وخواتي




    اتمنى منكم تشاركون بالموضوع وتكتبون عن شاعر او شاعره

    - اللهم اغفر لى و لوالدى,
    و لأصحاب الحقوق على,
    و لمن لهم فضل على ,
    و للمؤمنين و للمؤمنات والمسلمين و المسلمات
    عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك.


  9. #39
    متذوقة الشعر والشيلات والقصائد الصوتية في السبلة العُمانية الصورة الرمزية حبي خالص
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    53,667
    Mentioned
    22 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    الشاعره : نجاح المساعيد



    الأسم :- ( نجاح بنت حسين بن محمد المساعيد)
    · (تنحدر من فخذ عائلة الملحم من قبيلة شمر بالأردن)

    · الميلاد:- (16/10/1977)

    · البرج:- (الميزان)

    · الجنسية:- (أردنية - من الشمال الشرقي بالاردن)

    · المؤهل العلمي :- (بكالوريس علم اجتماع - جامعة مؤتة بالكرك- كلية الآداب-الأردن)

    · الحالة الاجتماعية :- (عزباء)

    · الاقامة الحالية :-( بالامارات العربية المتحدة- دبي)

    · العمل حاليا :- مركز تلفزيون الشرق الاوسط

    · المهنة الحالية :- اعلامية ( مذيعة)

    · الهوايات :- نظم الشعر ، الكتابة ، القراءة والاطلاع بشكل عام ، السفر

    القابها التي أطلقت عليها :- ( ملكة جمال بدو الاردن) ( ملكة الالقاء) ( ملكة برامج الهواء)

    لبدايات الاعلامية :-
    1-في مجال نظم الشعر منذ المرحلتين الاعدادية والثانوية
    2-أول ظهور أعلامي من خلال أحتفال لتلفزيون الاردن بمناسبة عيد ميلاد الملك حسين بن طلال رحمه الله في 14/11/1996م
    3- أول ظهور صحفي ككاتبة من خلال مجلة ( ليلة خميس) بالمملكة العربية السعودية



    · الأمسيات الشعرية والمهرجانات المشاركة بها:-
    1- عدة آماسي في الاردن وفلسطين
    2- امسيتان في قطر
    3- امسية في مهرجان هلا فبراير بالكويت عام( 2002م)
    4- امسية في مهرجان هلا فبراير بالكويت عام (2003م)


    الدواوين الشعرية:-
    ( ديوان واحد صوتي بمسمى " عطر الحكي" يحتوي على خمسة عشر قصيدة – من انتاج تالة للانتاج الفني بجدة عام 1423)

    من قصائدها :

    أحلام عذرى

    رغم إعلاني لتركك والتزامي في قراري
    كان قلبي يندفع لك خلسة مني يجيك

    لك يزف أحلام عذرى طار في طي السواري
    ثم رجع لأقصى ضلوعي ينتحب مصدوم فيك

    اعترف لك رغم كل العزم بالنفس انكساري
    واعترف لك أني أقرب من رمش عينك إليك

    واعترف لك يوم بعدك ضاقت بعيني البراري
    جف ريقي من حريقي من بكا قلبي عليك

    إنطفى الضي بعيوني في غيابك يانهاري
    كيف أبصر حب ثاني دام عيني تحتريك

    وبعد فيض من غرورك ان ذكر اسمي بطاري
    تعرف أنك كم خسرت وبعت شخص مشتريك

    وتعرف أن الوقت لا أدبر صعب تملك به خياري
    والخيار أنك تمنى ليتني ملك ليديك



    خل الزعل

    خَل الزعل ارجوك بالله خلَه
    اهوى العتاب وغايتي بس ارضيك

    ما احلى العتب بين خلٍ وخله
    كل ما اتغلى قلت انا افديك واغليك

    ان هو دلع ولا ولع ما املَه
    حقك تدلل دام انا مغرمه فيك

    اقدم الاعذار واقول بالله
    ارفق بقلبٍ ف.الهوى رهن اياديك

    ولو الزعل انت سبايبه كله
    يحلى الزعل في ناظري يوم الاقيك

    وبوسه رضا احتار القى محله
    يا قبلةٍ من هامتك لين رجليك



    أمي صوتيه

    التعديل الأخير تم بواسطة حبي خالص ; 05-04-2015 الساعة 09:28 AM
    بانت خفايا ناس كانو عزيزين
    جابت لنا الايام .. ماكان فيهم

    ماني معاتبهم ، عتاب المحبيّن
    الله يسامحهم ، ويـستر عليهم




    وآآآآآه ....
    ياتنهيدة ٍ : بين المحاني ....
    تلّها من يدها " كف الحنين " !
    للسنين اللي بها كل الأماني ....
    هي أماني من تعب كل السنين !

  10. #40
    متذوقة الشعر والشيلات والقصائد الصوتية في السبلة العُمانية الصورة الرمزية حبي خالص
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    53,667
    Mentioned
    22 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    فعاليه جدا جميله كانت وتعرفنا على العديد من الشعراء بالساحه
    شكرا لك عزيزتي نواره على هذه البادره الجميله منك واثراء الموضوع بمعلومات عن شعراء رائعين
    والشكر موصول لكل من شارك في هذا الموضوع
    خالص الشكر والاحترام للجميع


    همسه / يضاف الموضوع بمكتبة الفعاليات
    بانت خفايا ناس كانو عزيزين
    جابت لنا الايام .. ماكان فيهم

    ماني معاتبهم ، عتاب المحبيّن
    الله يسامحهم ، ويـستر عليهم




    وآآآآآه ....
    ياتنهيدة ٍ : بين المحاني ....
    تلّها من يدها " كف الحنين " !
    للسنين اللي بها كل الأماني ....
    هي أماني من تعب كل السنين !

صفحة 4 من 4 الأولىالأولى ... 234

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة للسبلة العمانية 2020
  • أستضافة وتصميم الشروق للأستضافة ش.م.م