بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا من لدنه علما وحكمة إنه هو العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي. رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.

(وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)
[سورة اﻷنعام 129]

أحد أصناف العذاب الأدنى التي يغفل عنها الكثير.

(وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا ((بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ))
[سورة اﻷنعام 129]

بعض الظالمين يكتسبون من الإثم ما يوجب عليهم وقوع عقوبة أو عذاب أدنى لهم بما كانوا يكسبون.

والهدف لعلهم يرجعون...

((وَلَنُذِيقَنَّهُمْ)) مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ ((لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ))
[سورة السجدة 21]


(وَكَذَٰلِكَ ((نُوَلِّي)) بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)
[سورة اﻷنعام 129]

نولي "
الله العظيم هو الذي يولي بعض الظالمين بعضا.

يسلطهم على بعضهم البعض.

(وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)
[سورة اﻷنعام 129]
تجد مثلا مديرا ظالما يسلطه الله على موظف ظالم لنفسه
أو حاكما ظالما على محكوم ظالم لنفسه
أو مسؤول ظالم على من تحته من الظالمين لأنفسهم
(وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)
[سورة اﻷنعام 129]
أو زوج ظالم على زوجة ظالمة لنفسها
أو ابن عاق ظالم على والدين ظالمين لأنفسهم
يذيق الفريقان بعضهما البعض ألوان العذاب
(وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)
[سورة اﻷنعام 129]
والأشد هو عندما يسلط الله على الظالم لنفسه ظالما شيطانا من الجن فيعذبه بالوساوس
وساوس تتعبه وأخرى تخوفه وأخرى تحزنه وأخرى تضله عن السبيل
(وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)
[سورة اﻷنعام 129]
ولكن ما هو أشد الظلم لنتجنبه؟
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا ۚ إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ)
[سورة السجدة 22]
أشد الظلم للنفس هو أن تصلك اﻵيات وتعرض عنها
أن تعلمها ولا تعمل بها
أن تتجاهلها
أن يرسل الله لك من يذكرك بها وتصر على الإعراض
هذا هو أشد أنواع الظلم للنفس
فمن يفعل فليكن مستعدا لنوع من أنواع العذاب الأدنى لعله يتنبه ويرجع إلى ربه ويتوب
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.