قصة وقصيدة عن التحجير



يعتبر التحجير من عادات أهل البادية بغض النظر عن حسناته وسيئاته وهو أن تبقى الفتاة محجوزة لابن عمها شاءت أم أبت فإما أن تقبل به زوجا أو تبقى عانسا ولا يستطيع أحدا أن يقترن بها ما لم يسمح ابن عمها بذلك عن طيب خاطر وإلا حدثت مشاكل لا يحمد عقباها وقد يكون ثمن ذلك أرقاب الرجال، وهذه قصة فتاة كانت محجوزة لابن عمها وهي لا تريده فاحتالت على هذا القيد الغليظ بعد أن طبقت نصيحة صديقتها فقد بأن تزيّنت بكامل زينتها وعندما اجتمع قومها ظهرت عليهم ووضحت لهم بأنها لا غنى لها عنهم وأنها تريد الزواج بأحدهم بشرط أن يكون لها حرية الاختيار بينهم وأن لا يعارض من لا يقع عليه الاختيار ويسامـحها من لا تختاره حتى وان كان الأقرب نسبا، فوافق القوم على طلبها فاختارت على غير ما توقّعوا رجلا مسنّا معتقدة أنه هي أن الرجل سوف يعف عنها لفارق السن وبذلك تتخلص من التحجير ولكن هذا الرجل استجاب لرغبتها وتزوجها، وبعد فترة قصيرة من الزواج ضاقت به ذرعا وعندما لمحته مقبلا تظاهرت بعدم رؤيته

وقالت هذه الأبيات:


يا حمد يا عيد حفيات الركايب === ما معك بالقلب لامن صد حيله*
جعل عرسٍ حط في عمري نشايب === ينقطع قطعة رشا بيرٍ طويله*
حظّي الاقشر بلاني لـ بشايـب === مثل صيفٍ ليا نشا خلب مخيله*
كن غزل اذنيه ريفٍ في شعايـب === مثل ضبعٍ ليا مشى ينفض شليلـه*
فسمعها الزوج ورد عليها دون انتظار بهذه الأبيات مقرونة بالطلاق الذي هو هدفها وغاية مناها قائلا:
كيف هي تختارني بين القرايب === وانكرتني يوم قد هي لي حليله*
شايبٍ شيبي على عوصٍ النجايب === سبرها وإن درهمت فلها دليله*
طالقٍ باعداد ما هب الهبايب === وعد دق العرق وانوادٍ تشيله*
وبذلك حصلت على ما تريد بعد تطبيق هذه الخطة