تذكر لنا القصة أن الفتية أثناء نومهم كل تلك الفترة كانوا يتقلبون ذات اليمين وذات الشمال، ﴿وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ﴾ [الكهف: 18]فهل يا ترى أن تقلبهم هذا كان لزيادة أحداث القصة وزيادة عنصر المفاجئة فيها، أو كما يقول أصحاب القصة أنها لزيادة الحبكة الدرامية؟ أم كان لفائدة صحية لهم؟ وهل كانت القصة من افتراء رجل أمي عاش قبل أكثر من ألف وأربعمائة سنة أم أنها قصة أنزلها الله الذي يعلم الغيب على رسوله المختار ليثبّت بها قلوب المؤمنين على طريق الحق؟ سنعرف بإذن الله تعالى فيما يلي حقيقة علمية أثبتها العلم الحديث بأدلة محسوسة تؤيد بها قول الحق سبحانه بأنه كلام الذي ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ [فصلت: 42].
وتحسبهم) لو رأيتهم (أيقاظا) أي منتبهين لأن أعينهم منتفخة جمع يقظ بكسر القاف (وهم رقود) نيام جمع راقد (ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال) لئلا تأكل الأرض لحومهم (وكلبهم باسط ذراعيه) يديه (بالوصيد) بفناء الكهف وكانوا إذا انقلبوا انقلب هو مثلهم في النوم واليقظة (لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت) بالتشديد والتخفيف (منهم رعبا) بسكون العين وضمها منعهم الله بالرعب من دخول أحد عليهم
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : وتحسب يا محمد هؤلاء الفتية الذين قصصنا عليك قصتهم ، لو رأيتهم في حال ضربنا على آذانهم في كهفهم الذي أووا إليه أيقاظا . والأيقاظ : جمع يقظ ، ومنه قول ، ا لرا جز :
ووجدوا إخوتهم أيقاظا ولسيف غياظ لهم غياظا
وقوله " وهم رقود" يقول : وهم نيام . والرقود : جمع راقد، كالجلوس : جمع جالس ، والقعود : جمع قاعد. وقوله " ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال " يقول جل ثناؤه : ونقلب هؤلاء الفتية في رقدتهم مرة للجنب الأيمن ، ومرة للجنب الأيسر.
كما حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله " ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال " وهذا التقليب في رقدتهم الأولى . قال : وذكر لنا أن أبا عياض قال : لهم في كل عام تقليبتان





رد مع اقتباس