
الشيخ سعيد بن ناصر الكندي
ولادته
ولد الشيخ الزاهد سعيد بن ناصر بن عبد الله بن أحمد بن محمد الكندي سنة 1268هـ في بلدة سمد من ولاية نزوى بالمنطقة الداخلية.
نشأته
حفظ القرآن عن ظهر غيب وهو في سن العاشرة، وفي نزوى أخذ مبادئ العلوم على يد مشايخ أجلاّء، وبعد حدوث بعض الاضطرابات والنزاعات بين عائلته وبين بعض المشايخ في نزوى رحل عالمنا بصحبة ابن عمه الشيخ الزاهد محمد بن أحمد الكندي، فنزلا بمسقط ضيفين على السيد هلال بن أحمد بن سيف البوسعيدي والشيخين محمد بن صالح وحبيب بن يوسف. وكان الكندي يثني عليهما ثناءا جميلا، كما أخذ علوم الفقه عن الشيخ المحقق سعيد بن خلفان الخليلي والشيخ سعيد بن عامر الطيوي.
ثم واصل تعليمه في مسجد الخور بمسقط حتى أصبح من أفاضل عصره، وقد استقر به المقام في بلدة المتهدمات (العامرات حاليا) وهي من ضواحي محافظة مسقط.
وعندما أصبح أستاذا تضرب إليه أكباد الإبل من كل مكان لم يبخل بعلمه وكان يبذل الغالي والثمين من أجل إفادة تلاميذه، وقد تخرج على يديه فحول العلماء من أمثال حمد بن عبيد السليمي وهاشم بن عيسى الطائي وسليمان بن محمد الكندي وأحمد بن سعيد الكندي وهلال بن زاهر اليحمدي وعيسى بن صالح بن عامر الطيوي.
وعندما كان يضطلع بدور التدريس استقطب اهتمام الصالحين الذين يرغبون في دعم انتشار العلم والتدريس وممن كتب إليه السيدة الصالحة جوخة بنت محمد البوسعيدية وكانت من الأثرياء فكتبت إليه ليشتري مالا ويوققفه للمتعلمين، وعندما أخبرها بأن المال له وأشارت عليه بأن بشتري مالا آخر من بوشر لأنّ المتهدمات يصيبها الجفاف.
أعماله
وبالإضافة إلى الدور التعليمي الذي كان يقوم به الشيخ، فقد كان له دور اجتماعي بارز ومن أمثلة ذلك يذكر بأن الشيخ ناصر بن راشد الخروصي أخذ موقفا من الإمام محمد بن عبد الله الخليلي وانتقده في بعض المواقف فذهب إلى الشيخ سعيد بن ناصر الكندي وشرح له وجهة نظره وأكد له على ضرورة عزله عن الخلافة فرد عليه الشيخ سعيد بن ناصر (بأنني لست بمنزلة الشيخ السالمي فأعزل إماما وأولي إماما). فخرج عنه الشيخ الخروصي متأسيا.
كما أنه بذل جهودا للصلح بين الإمام والسلطان، وقد تحقق هذا المطلب على يد الشيخ عيسى بن صالح الحارثي في معاهدة السيب والتي حضر مراسمها الشيخ الكندي.
وكان الشيخ عيسى بن صالح يسعد لرؤيته. ويذكر أنّ الشيخ عيسى ألمّت به حمى، ولكن كان يقول (أحسّ بأنّ الأم يذهب عندما يزورني الشيخ سعيد ويعود إلي ثانية عندما ينصرف).
صفاته
من الصفات التي تميز بها الشيخ سعيد ، كثرة التهجد وقيام الليل. وكان لا يخاف في الله لومة لائم، وكان واحدا من العبّاد الزهّاد الذين استفادوا من العلم لخدمة العمل. وكان بيته بيت شرف ومجد وترك بعده سلالة طيبة صالحة.
وفاته
وفي سنة 1355هـ توفي الشيخ سعيد بن ناصر الكندي ببلدة المتهدمات من وادي حطاط (المعروفة حاليا بالعامرات) بعد حياة دامت ثلاثا وثمانين عاما.
وإلى لقاء جديد مع عالم آخر