الشيخ سيف بن حمد الأغبري
ولادته
ولد العلامة الشيخ سيف بن حمد الأغبري في بلدة سيما من ولاية ازكي في عام 1309هـ، وشاء الله تعالى أن يتوفى عنه والده، حين كان عمره لا يتجاوز الرابعة، فتولى عمّه رعايته والعناية به، كما أدّت أمه أيضا دورا كبيرا في تربيته.
وقد أهّله ذكاؤه الحاد لتحصيل العلم والمعرفة بوعي كامل، كما ساعده ذكاؤه المتوقد على حفظ القرآن وهو ابن ست سنوات فقط.
قرين صالح
لقد جعلت النشأة بينه وبين ابن بلدته العلامة المؤلف الشيخ خلفان بن جميّل السيابي، وقرّبت بينهما الصداقة وألّف بين قلبيهما طلب العلم طوال حياتهما وبقيا معا توأمين يشعان نور الهداية والعلم. إلى أن فرّق بينهما الموت. رحمهما الله تعالى.
أساتذته
درس مبادئ اللغة العربية والدين الحنيف على أيدي شيوخ قريته ثم بدأ حياته العلمية بأن تتلمذ على العلامة الكبير الإمام محمد بن عبد الله الخليلي حين كان مقيما بمدينة محرم في تلك الأيام ثم انتقل الشيخ الأغبري إلى القابل بالمنطقة الشرقية من عمان ليتتلمذ على علاّمة العصر وإمام العلماء العلامة نور الدين عبد الله بن حميد السالمي فأخذ من علمه الغزير، ولمس الإمام السالمي فيه النجابة والذكاء فقربه منه وأدناه مجلسا، فكان هو القارئ له في معظم أوقاته وكان لا يكاد يفارقه حتى توفاه الله تعالى إليه.
العالم المرجع
وصل الشيخ العلاّمة الأغبري إلى درجة من اعلم صار معها مرجعا يعول عليه في إيجاد الحلول المناسبة للمشكلات المعقدة.
وحين توفي شيخه نور الدين السالمي كان قد وصل إلى درجة علمية تؤهله لأن يتولى مسؤولية القضاء، فكلفه الإمام سالم بن راشد بذلك. وصار يفصل في القضايا ويجيب على استفسارات الناس ويمد أولي الأمر بآرائه الصائبة.
صفاته وأمثلة من شعره
ترك الشيخ الأغبري العديد من المؤلفات والرسائل والأجوبة والفتاوى وكان مؤلفا وشاعرا وخطيبا لا يبارى وعالما لا يجارى.
وهو يصوغ أفكاره وآراءه في قالب شعري جميل حتى فتاواه وإجاباته كان يلقيها منظومة على سائليه في شتّى العلوم والفنون.
فهو يأبى الضيم وينبذ الهوان
أترغب عن طلاب المجد نفسي
وأقنع بالسكون إلى الهوان
وأرضى أن أقيم بأرض ضيم
وكفي يحمل العضب اليماني
وهو يضع إخوانه موضع الاختبار ليتحقق من مدى وفائهم :
وصاحب لم يزل يسمو بنخوته
حتى تخيل لي أسنا من الطور
بلوته فانزوى صفوا فحقق لي
بأنه لم يوازن ريش عصفور
وهو يأسى لمن كان يتخيلهم الأصفياء المخلصين، فيقدِّم لهم خالص النصح فلا يجد منهم إلا النكران
والإساءة:
قوم محضتهم النصيحة
لم أشبها بالكــدر
ما كان حظي منـهم
غير الإساءة والضرر
مؤلفاته
1- (فتح الأكمام على الورد البسّام):
كتاب بديع في فنه حيث نظم كتاب (الورد البسّام) للشيخ عبد العزيز الثميني ففتح مُغْلَقَه وحرّر المسائل وربطها بأدلتها. وقد قامت وزارة التراث القومي والثقافة بطباعة هذا الكتاب.
2- (فتح الرحمن في الكفارات والأيمان):
بيّن في هذا الكتاب أحكام الكفارات وواجباتها كذلك أوضح الأيمان وأدلتها وما ينعقد وما لا ينعقد على شكل نظم. ولا يزال هذا الكتاب مخطوطا.
3- (البدر السافر في صلاة المسافر):
بيّن فيه حدود القَصرْ في الصلاة ومدة إقامة المسافر في سفره وأوضح الأدلة لذلك من الكتاب والسنّة. وقد طبع في وزراة التراث.
وفاته
وقف العلاّمة الأغبري حياته للعلم، والتأليف إلى أن وافته منيته رحمه الله سبحانه في 22 ذي القعدة 1380هـ وقد تجاوز السبعين، رحمه الله رحمة واسعة وأثابه خير ثواب.
وإلى لقاء جديد
مع عالم آخر .