وكما في جميع قصص الأشباح ظهر بعض المشككين بحقيقة ما يجري في المقبرة وقالوا بأن الأمر برمته مجرد خدعة وكذبة مبتذلة من اختراع هندرسون من أجل جذب الزوار لشركته وكسب المال . هذا الرأي قد لا يخلو من صحة ، فهندرسون ومرشديه السياحيين بالغوا حتما في قصصهم من أجل ترك أثر أكبر على نفسية الزوار ، لكن إذا كان الأمر برمته مجرد كذبة ، فما تفسير الكدمات والجروح التي تظهر على أجساد الزائرين ، فهناك عشرات الصور والشهادات الحية التي تؤكد حدوثها ، وهذه الشهادات مقدمة من قبل أشخاص ذوي خلفيات ومستويات فكرية مختلفة ، بعضهم لم يكونوا يؤمنون بالغيبيات أصلا ، زاروا الضريح من أجل إثبات كذب القصة ، لكنها خرجوا من تلك الزيارة بدليل غير نظرتهم عن الكثير من الأمور التي طالما أمنوا بها واعتبروها من المسلمات . وبعض تلك الحوادث حدثت لصحفيين ومقدمي برامج وطواقم تصوير أجنبية ، وجرى تصوير بعضها بصورة حية على الهواء .. فهل يعقل بأن كل ذلك كذب ؟ .. هل يعقل أن مئات الحوادث الموثقة خلال السنوات القليلة الماضية كلها ملفقة ؟ . هندرسون يمكنه أن يكذب كما يشاء ، لكن ليس بإمكانه حتما أن يوسم أجساد زوار المقبرة بكل تلك الكدمات والجروح من دون أن يشعر به أحد ، ولا أظن بأن هناك طريقة خفية لفعل ذلك ، فطبيعة تلك الهجمات تجعل من المستحيل تصور بأنها مدبرة .. وإليك عزيزي القارئ بعض الشهادات الحية التي قد تعطينا فكرة أفضل عنها :
|
خلف هذه البوابة تم سجن مئات الأشخاص في العراء ..
|
"وراء هذه البوابة يقع القسم الجنوبي من جريفرايرز كيركيارد التي استخدمت عام 1679 كسجن لأكثر من ألف شخص من أنصار العهد الوطني الذين تعرضوا للهزيمة من قبل القوات الملكية في معركة جسر بوثويل في 22 يونيو من ذلك العام . ولأكثر من أربعة أشهر تم احتجاز هؤلاء الرجال هنا من دون سقف يظلهم ، كل رجل منهم لم يحصل على أكثر من مئة غرام من الخبز يوميا كطعام ، لكن بعض المواطنين الطيبين كانوا يتكرمون عليهم أحيانا بمزيد من الطعام .
بعض أولئك السجناء ماتوا هنا ، بعضهم حوكم وأعدم بتهمة الخيانة ، بعضهم تمكن من الهرب ، وبعضهم أطلق سراحه بعد توقيعه على عهد الولاء للملك . كل أولئك الذين تعرضوا للاضطهاد وماتوا من أجل إخلاصهم للعهد الوطني خلال فترة حكم تشارلز الثاني و جيمس السابع تم تخليد ذكراهم بنصب للشهداء موجود عند الجدار الشمالي الشرقي .
في نوفمبر 1679 تم نفي المتبقين على قيد الحياة ، وعددهم 257 رجلا ، إلى ما وراء البحار . أخذوا إلى الميناء ووضعوا على متن سفينة متجهة إلى المستعمرات الأمريكية؛ تقريبا جميعهم ماتوا غرقا عندما تحطمت السفينة بالقرب من جزر أوركني ، ولم ينجو منهم سوى 48 شخص" .
المكتوب على هذه اللافتة ليس سوى صفحة واحدة من صفحات صراع دموي طويل راح ضحيته قرابة 18 ألف إنسان من رجال ونساء وأطفال ، الكثير منهم دفنوا في مقبرة كيركلاند . وكان معظمهم ينتمي لطائفة المشيخية المسيحية (Presbyterianism ) التي كانت مذهبا دينيا لشريحة واسعة من سكان اسكتلندا ، عرف بعضهم بأسم المعاهدون (Covenanter ) لأنهم اجتمعوا وتعاهدوا على حماية وحفظ مذهبهم ضد المحاولات التي كانت الحكومة الملكية تبذلها لتحويلهم إلى مذهب الأسقفية الحاكمة (Episcopal polity ) .
|
الشبح الضاج .. يحرك الاشياء ويثير الضوضاء .. |
هناك تفسيرات روحية ترى بأن ضريح مكانزي هو في الواقع بوابة إلى عالم آخر ، وأن المتشرد الذي دنس الضريح عام 1998 فتح الباب من دون قصد لكائنات ذلك العالم الخفي لكي تدخل إلى عالمنا . وتلك القوى عرفها الناس منذ القدم بأسم الروح الشريرة أو الشبح الضاج (Poltergeist ) ، وهي ليست ذات أصل بشري بطبيعتها ، أي ليست أرواح موتى ، ولا تتجلى في هيئة بشرية ، لكنها قد تدل على نفسها من خلال إصدار أصوات أو ضوضاء ، أو تحريك الأشياء ، كأن ترفع الأثاث والأواني وتبقيها معلقة في الهواء ثم تبعثرها في أرجاء المكان ، وفي حالات نادرة تصبح عنيفة كما في حالة ضريح مكانزي . ونحن في بلداننا ننسب هذه القوى الخفية إلى أفعال الجن .
هناك أيضا من يزعم بأن ما يحدث في المقبرة له علاقة بالجانب النفسي ، فتأثير القصص المخيفة التي سمعها الزوار مسبقا عن المقبرة ، إضافة إلى تخويفهم وإرعابهم من قبل المرشدين السياحيين الذين دأبوا على إخبارهم بأن لا يخافوا إذا سقط شخص ما إلى جوارهم مغشيا عليه .. كل ذلك الترقب والقلق والضغط النفسي أنعكس على شكل طاقات روحية اجتمعت معا لتظهر بهيئة كدمات وجروح على أجساد زائري المقبرة .
وهناك بعض التفسيرات العلمية التي تفترض أن المقبرة قائمة على حقل مغناطيسي له تأثيرات سلبية على نفسيات وأجساد الزائرين ، ويرى آخرون بأن هناك تيارات كهربائية تنتقل عبر أجواء المقبرة وتتسبب أحيانا بهذه الكدمات .. لكنها تبقى مجرد فرضيات لا يوجد أي سند أو دليل على واقعيتها .
ما رأيك أنت عزيزي القارئ ؟ .. هل تصدق بأن الضريح مسكون ؟ .. أم ماذا ؟ ..