((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُون))َ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا
وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)
[سورة الحجرات 15]
(إنما) أداة حصر
إنما المؤمنون
وحدهم المؤمنون
لم يرتابوا بعد إيمانهم
ومن يرتاب فهو مازال لم يصل للإيمان الحق
فالمسلم ليس بالضرورة أن يكون مؤمنا إيمانا خالصا 100%
كما كان مع الأعراب
(قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ ((قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا))
وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ ((وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ))
لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
[سورة الحجرات 14]
فالإيمان مرتبط بالعمل الصالح
بطاعة الله ورسوله.
طاعة مطلقة 100%
وإلا فهو مازال لم يصل للإيمان
المرتاب إن لم يبدأ برحلة البحث عن الإيمان فقد يصل للظن
بعدها أن النبي عليه الصلاة والسلام قد افترى هذا الكتاب وأنه ليس من رب العالمين.
أعطيكم مشهدا من عالم الشهادة..
غلام عاق لوالديه لا يريد تنفيذ أي أمر لهما ويتهرب من تنفيذ
تلك الأوامر وقد يتجرأ على اعلان رفضه لتنفيذ الأمر صراحة وبكل
جرأة ووقاحة وقد يصل لرفع صوته عليهما.
ولكن فكروا معي..
متى يعود هذا الغلام لوالديه ذليلا يطلب رضاهما ويضطر
لمجاملتهما ولو على مضض مضطرا وقد يعرض خدماته عليهما بنفسه؟
(تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۚ بَلْ
هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ)
[سورة السجدة 2 - 3]
السر في الوصول لليقين 100% بهذا الكتاب يكمن في كلمتي ( رب العالمين)
لاحقا سأخبركم كيف يكون ذلك.
وأيضا سأخبركم لماذا نركز على أهمية الوصول لليقين بآيات القرآن؟
ما هي العلاقة بين هذا وبين الوصول للخشوع والسجود القلبي
والذي هو هدف هذه الدورة؟
(تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۚ
بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ)
[سورة السجدة 2 - 3]
يتذكر حينها أن والده هو رب البيت
وأن والدته هي ربة البيت
يتذكر أنهما هما من يمدانه بكل احتياجاته فيخضع لهما.
ولله المثل الأعلى
كذلك بعض الناس هكذا يتصرفون مع ربهم
لا يدعونه
لا يتنفلون له
بل أحيانا لا يقومون بالفرائض
ويعصونه
وإذا احتاجوا إليه عادوا إليه منكسرين
عندما يكون محتاجا !