قلبه يذكر وعيناه تتأملان .
قلبه يذكر ولسانه ينطق بالذكر.
قلبه يذكر فتخشع جميع جوارحه.
قلبه يسبح فيتناغم مع تسبيح ظله وخلايا جسده.
هذه هي قراءة التدبر والتفكر التي وجهنا إليها ربنا.
(كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)
[سورة ص 29]
أنزله لنتدبر آياته
أنزله لنتذكر
نتذكر الله
نتذكر عظمة الله
ونتذكر يوم اللقاء به.
نتذكر اليوم الآخر.
إذن للوصول للخشوع والسجود القلبي
علينا بتذكر الموت يوميا.
الغافل يصدم في اليوم الآخر ويومها فقط يكشف عنه
الغطاء ويبصر المصير فيصل لليقين.
(وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا
((أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا)) فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا ((مُوقِنُونَ))
[سورة السجدة 12]
وللأسف لا رجوع
قلنا بأن التأمل يوصل لليقين.
ومن لا يصل بالتأمل في آيات الله لليقين في الدنيا
فلا ينفعه اليقين في الآخرة الذي يصل إليه برؤية النار والعياذ بالله.
لنا الخيار ما دمنا في الدنيا
إما التأمل في الدنيا لننجو
أو التأمل في الآخرة فلا ينفعنا
" إنا هديناه السبيل إما شاكرا أو كفورا"
هدانا وترك لنا الإختيار بعدها.
وهنا يظهر الفرق بين أولي الألباب أولي العقول
وبين من هم كالأنعام بل هم أضل.
(وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَٰكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي
لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)
[سورة السجدة 13]
لو شاء الله لأجبرنا على الهداية
لجبلنا على ذلك ولكنه يريد
أن نحبه بإرادتنا
أن نختاره بإرادتنا
ولن نفعل ذلك إلا إذا عرفنا حبه لنا من خلال تأمل
نعمه علينا ورعايته لنا وتدبيره لأمرنا.




رد مع اقتباس