(وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا
((وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ ))فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ)

[سورة اﻷعراف 19]


أراد أن يبعده عن الخطر بمسافة كافية . مسافة أمان.

"لا تقربا هذه الشجرة"

لم يقل لا تأكلا ثمرته

جعلهم بعيدا عن الشجرة أساسا.

فلما رآهما قد اقتربا وذاقا من الشجرة وأنها سيؤذيان
نفسيهما بأن يكونا من الظالمين .

(فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ)

وجه لهما تنبيها رحيما وهو

( بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ)

ثم عاتبهما ونبههما

( ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ
وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ)

[سورة اﻷعراف 22]

فعل الله هذا هو عبارة عن:

عذاب أدنى لعله يرجع.

هو تنبيه وتوجيه.

هو محبة ورعاية.

يذيقه من عذاب بسيط لينتبه ويبتعد عن عذاب أكبر.

لو رأيت سيارة مسرعة متجهة لطفلك ودفعت طفلك
دفعة قوية لتبعده عن طريق السيارة .

فهذا هو الحب

وهذه الدفعة القوية هي الحماية ولو آلمته.
وهذه هي الرعاية والحنان
هذا هو حب الله لعباده
"لعلهم يرجعون"

وطبعا التنبيه لآدم عليه السلام أخف من هذا بكثير لأن
آدم عليه السلام هو من المتقين الذاكرين لذلك تنبيه بسيط
فقط كان كافيا ليرجع بالتوبة والإستغفار .

(قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
[سورة اﻷعراف 23]

انتبه واستغفر وتاب

والتنبيهات تختلف حسب نباهة وحس الإنسان.

المتقي الذاكر لله وهو من أولي الألباب نجد أنه نبيه
وحسه مرهف فيكون تنبيهه أخف فهو ينتبه للتنبيهات بأقل إشارة.

بينما نجد العاصي المصر الغافل الذي يتسم بالبلادة
وعدم فهم هذه التنبيهات . نجد تنبيهاته قوية ولافتة للنظر وبقوة.

كذلك المعلم في الإختبار ونحن في الدنيا أيضا في إختبار.

يمر على الطالب النبيه الفطن فيطرق بإصبعه على سؤال.
فيفهم الطالب أنه أخطأ ويراجع إجابته ويصححها.