بينما الطالب البليد ولو طرق المعلم على كل الأسئلة حتى
تحطمت أصبعه فلن يفهم المطلوب . لأنه أساسا لا يعرف
الإجابة فيأتي تنبيهه قويا بالرسوب وإعادة الإختبار مرة أخرى.

كذلك الفرق في العذابات الدنيا
فالمتقي الذي لا يرتكب المعاصي وهو طائع لربه ذاكر
له فإن أخطأ خطأ واحدا فإن الله ينبهه في نفس اليوم
أو نفس الوقت بتنبيه بسيط فينتبه ويراجع نفسه ويتوب .

في حين أن الغافل يرتكب معاصي كثيرة ولا تصلح
معه التنبيهات الكثيرة فهو متبلد الحس ولا ينتبه أنها
تنبيهات أساسا ويظن أنها أمور حدثت صدفة أو سببها فلان
أو الطبيعة أو أي سبب آخر.

فيعطيه الله تنبيها قوية يجعله يعيد حساباته كلها ويخلص
ويعاهد الله على التوبة وأن يكون من الشاكرين.

(وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ
لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ )


هؤلاء ظنوا أن الدنيا لهو ولعب وانغمسوا في الشهوات ونسوا الآخرة .

هل يتركهم الله الرحيم هكذا في غفلة ليواجهوا عذاب عظيم في الآخرة؟!!

لا طبعا!

لا بد أن ينبههم بالمقدار الكافي لينتبهوا حسب مقدار رهافة حسهم.


( فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ ((دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّين))َ
فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ)

[سورة العنكبوت 64 - 65]

هل ظلمهم الله؟

حاشاه! ولكن أنفسهم يظلمون.

(وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)
[سورة السجدة 21]


لعلهم ينتبهون أنهم ضلوا الطريق .

لعلهم يرجعون للطريق المستقيم

لعلهم يرجعون إلى رحمة الله

لعلهم ينجون من العذاب الأكبر

سبحان الله اليوم أخبرتني إحدى الفتيات قصة رجل ركب سفينة
في شبابه وغرقت في البحر ثم أنجاه الله بأعجوبة ورفض
أن يعود للبحر مرة أخرى خوفا من الغرق طوال حياته .

وظل هكذا 41 سنة . وعندما بنيت سفينة تيتانك وقيل أنها
السفينة التي لن تغرق أبدا ورأى متانتها وعظم حجمها عاد للبح
ر مطمئنا فأغرقه الله هذه المرة .

عندما سمعت القصة قلت سبحان الله هذا الرجل قصته
موجودة في القرآن ليته إتعظ!

(وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ((ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ)) ۖ فَلَمَّا ((نَجَّاكُم))ْ إِلَى الْبَرِّ ((أَعْرَضْتُمْ)) ۚ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا * أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا * ((أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى))ٰ فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ ((فَيُغْرِقَكُم))ْ بِمَا كَفَرْتُمْ ۙ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا)
[سورة اﻹسراء 67 - 69]