.
.








رنينُ هاتفٍ في منتصفِ الليل ..
قد أوجعَ قلبٌ و أشعلَ فيه القلق ..
لِأن هُناكَ مَن هوَ ألحفهُ .. الغياب .. !
طالَ ترصُد خطواتُه بِأن يأتي ..
طالَ المكوثُ على درجِ الخوف بِقلبٍ .. لهوف .. !
و ازدادت دقاتُ القلب كَعقربِ الثواني بل .. و أكثر .. !
و الغصةُ المتشبثةُ في الأعماق كَمقصلة لا مفرَ مِنها ..
لامست أناملها المُرتجفة أطرافَ الهاتف ..
و عِندما ضغطت زِرَ القَبول ..
بِصوتِ يكادُ يكونُ كَالهمس : أحبك أحبك أحبك !!

****

تجرعت قطراتَ الألم المُخالطة لِذلكَ الصوتُ
الذي تلملمَ بِهِ الاشتياق ..
الذي لطالما راودتهُ في خيالِها و منامهِا
و تلهفت لِسامعِ أوتارهِ الرقيقة ترنُ في مسمعها ..
أغمضت عيناها .. و مِن مآقيها دمعٌ يبتسم مع حزن !

****

فتحت عيناها بعدَ عِدةِ هنيهاتٍ ..
لمِحت هاتفها يعانقُ يدها ..
فَتذكرت ذلكَ الصوتُ المفقودُ منذُ مُدة ..
تِلكَ الروحُ التي أبت أن تُفارق الذاكِرة ..
تِلكَ الملامح المُرتسمة أمامها كُل يوم .. نهاراً ليلاً .. !
ذلكَ الطيفُ المُبتسِم كُلَ دقيقة ..
أعادت الاتصال بِلا وعي .. فَقد تجردت مِن ذِهنها الواعِي
بعدَ ذلكَ الاتصال في ليلةِ الأمس ..
ينبضُ الهاتِف .. ثُمَ .. ( الرقم المطلوب مغلق ) ..
أصابتها صدمةٌ جعلتها تجهشُ بِالبُكاء
و يسكرُ قلبها بِألمٍ لا ينتهي ..

****

كانَ مناماً قاسياً .. أعادَ لها ذِكرى
اِبنها الأوحد !!
الذي قد غادرت روحهُ إلى السماء
تاركاً أمتعتهُ .. أطيافهُ ..
تطبعُ في الجُدرانِ وحشةً لا مُنتهية ..

****

همسة مضيئة :

جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
" إذا مات ولد العبد ، يقول الله تعالى لملائكته :
أقبضتم ولد عبدي ؟! فيقولون : نعم ، فَيقول : أقبضتم ثمرة فؤاده ؟!
فَيقولون : نعم ، فَيقول : ماذا قال عبدي ؟! فَيقولوا : حمدك و استرجع ،
فَيقول الله تعالى : ابنوا لعبدي بيتا في الجنة ، و سموه بيت الحمد " .