الأخلاق في المعنى الديني :
بتلك الخصلة والميزة يتعالى عن جاذبية الحظوظ النفسية ...
ويأنف عن السقوط في الدركات الحيوانية ...
فهو :
في مراتب النقاء يتقلب ... ألجم نفسه وردها عن هواها ...
وقادها إلى ما تزاحم به الملأ الأعلى في طاعتهم وإخلاص ...
والكل يسبح لله ويمجده ...
أما في الفلسفة المادية :
أن تطلق لنفسك العنان متنقلا من لذة للذة أخرى ...
لا ينال منها غير البعد والخذلان ...
يحاول :
بذلك جمع كل نقيصة ... فقد علم أن العمر قصير
فعجل بذاك المسير نحو الغفلة وإتيان ما يندى له الجبين ...
لينافس بذلك الحيوان في فطرته !
يلهث :
وراء لذة عابر ليلاقي بعد ذلك سوء المصير ...
فهو في عيش يتجرع الأسى والضيق ...
قد أغلق نافذة التفكر لعله منها ينفذ من ذلك
العيش الحقير ...
فهما :
يعيشان حياة النقيض ... عنيت بذاك من جعل الله له رفيق ...
ومن تاه في بحر من الغفلة قعره عميق ...
إذا :
ما اقتربنا من عالم الإلحاد وجدنا التناقض عليهم يعاب ...
وكأن قناعاتهم متحركة ومتغيرة في كل لحظة وفي كل حين !
لهذا نجدها هلامية زئبقية متأهبة لكل ما يحاصر حقيقتها ...
لتفك عن عنقها الخناق ... ودليل ذلك نجد أساطين مدارسهم يناقضون
ما توصلوا إليه مع أنها تعد من الأساسيات الرئيسة وقواعد بنيانها ...
ليظهر :
مدى هشاشة تلك الأركان ، والقواعد
التي شيّدت بها تلك الترهات والخزعبلات .