كنت أتمشى كعادتي على الشاطئ بكل روح نشيطة,

عندما رأيت عجوزاً تجلس بمفردها على مقعد خشبي وبيدها اليمنى مسبحة ..

انتابني الفضول لأسألها عما تفعله هنا ,لأن الساعة قاربت أن تشيرإلى السادسة مساءً فأجابتني أنتظر أحدا ما ..

ازداد تعجبي أكثر, وسألتها :من تتنظرين ؟

فقالت وهي تمسح دموع حزن ترقرقت من عينيها :ابني .

ناولتها هاتفي الخلوي لكي تتصل به فأخذته ولكن ما من مجيب..


لا أدري لماذا وضعها ابنهها هنا ورحل؟

ولا أدري لماذا كانت العجوز متفائلة برجوع ابنها إليها ؟

ولكنني تيقنت حقا بأنه لم يضعهها هنا إلا لكي يتخلص منها!!
يود أن يتخلص من أمه..

حاولت أن أقنعها بما يدور بخاطري من هواجس ,ولكنها أبت أن تصغي إليّ, حزنت لمنظرها ولحالها ومن تصرف ابنها ..

تعجبت كثيرا منه ذلك العاق ذو القلب الميت , كيف سيتهنى بحياته؟ كيف سينام قريرالعين ؟

وأمه ماكثة هنا مطرودة من بيته ,فعلاً حين يموت الضمير يصبح كل شئ مباح ..

ناولتها عصاها لتستند به ,وتقوم معي إلى الشرطة ,وأقنعتها بأننا سنذهب للبحث عنه ..
تبا له, ذلك الوغد ياله من عاق.