https://www.gulfupp.com/do.php?img=92320

قائمة المستخدمين المشار إليهم

النتائج 11 إلى 19 من 19

الموضوع: ||مقالات شباب متنوعه ||...

مشاهدة المواضيع

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1
    عضو خاص الصورة الرمزية fawaz_a
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    Oman
    المشاركات
    4,954
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)

    ||مقالات شباب متنوعه ||...

    صور على جدار العتمة: الصورة الذهنية للعرب والمسلمين في الأوساط


    عبد الله المقبالي
    البيضة أم الدجاجة؟ هل الصورة الذهنية تصنع القرار السياسي أم القرار السياسي يصنع الصورة الذهنية؟ من نحت صورة العرب والمسلمين في ذهن المواطن الأمريكي؟ هل هي السياسة أم الثقافة أم الدين؟ كل هذه الأسئلة دارت في خلد محمد عايش، عميد كلية الاتصال بجامعة الشارقة، إبّان طرحه لموضوعه الموسوم بـ"دور وسائل الاتصال في تأجيج الصراع بين الحضارات". حيث عمد الكاتب إلى البحث في الاتجاهات التحليلية في تفسير سبب هجوم الصحافة ووسائل الاتصال الأمريكية على العرب والمسلمين، والكشف عن بواعث رسم صورة ذهنية مغلوطة في ذاكرة المواطن الأمريكي عن الشخصية العربية والمسلمة.
    بات التنميط أو صناعة الصورة النمطية من أدوار وسائل الاتصال المحورية، التي تكون عادة صورة إيجابيّة إذا أحسنت الأمة تقديم نفسها وصناعة صورتها الذهنية التي تصبو إليها، ولكن النتيجة قد تكون عكسية إذا ما أخذ الزمام كيانا معادا وبات يرسم هذه الصورة في العتمة فتخرج مشوهة خداجًا لا تفي بالغرض ولا تحقق المنشود، بل تقدم صورة مغلوطة من شأنها نشر ثقافة الكراهية وتأجيج الصراع بين الحضارات.
    يستهل الكاتب مقاله بالتنويه بأهمية العناية بالصورة الذهنية الوطنية، واهتمام مراكز الدراسات والبحوث بهذه القضية لما لها من أهمية في تشكيل رأي عام مساند/ معاد نحو الأمم التي ترتبط بها الصور المنقولة. ولا يستثني الكاتب الأمة العربية من هذا المجال، التي وصفها بأنها تواجه تحديات خطرة ترتبط بملامح صورتها القومية في وسائل الإعلام الغربية. ويذكر عايش أن وسائل الإعلام في الغرب من صحافة وإذاعة وتلفزيون وسينما تقوم برسم صورة وصفها أنها مشوهة ومغلوطة وغير دقيقة؛ الأمر الذي يراه الكاتب أسهم في خلق وتعزيز أنماط من التفكير المناوئ للعرب في أذهان الجمهور. تنتهي مقدمة الكاتب ليتلاشى بعدها عنوان المقال ويدخل في محاولة للإجابة عن سؤال: "لماذا يصوروننا هكذا في وسائل إعلامهم؟" حيث يرى أنّ هذا السؤال شغل المفكرين العرب الشاغل منذ أوائل الخمسينيات، وحتى السنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين. ويؤكد الكاتب أنّ الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام الأمريكية في نقل وتشكيل المعلومات المتعلقة بالعالم العربي يسهم وبشكل فاعل في بلورة الرأي العام الأمريكي حول المنطقة، كما يرتبط بعملية صنع القرار في السياسة الخارجية الأمريكية نحو العرب.
    وفي مقدمة أخرى للمقال وصفها الكاتب بالخلفية التاريخية، يتحدث عن تأريخ تغطية الإعلام الأمريكي للشرق الأوسط والأحداث الجارية فيه، حيث ربطها بثلاثة تواريخ مهمة، هي على الترتيب: حرب حزيران 1967، وحرب أكتوبر 1973، وأحداث سبتمبر 2001. ويشير الكاتب إلى أن التغطية الأمريكية لما يدور في الشرق الأوسط قبل 1967 كانت مقتصرة على الحروب، والفوضى السياسية والكوارث الطبيعية.
    أمّا عن حجم تغطية وسائل الإعلام الأمريكية واتجاهاتها فهما مرتبطان بتغيرات الواقع العسكري والسياسي في المنطقة، وبدرجة ارتباط الولايات المتحدة بتلك التغيرات. ويرى الكاتب ثلاثة اتجاهات في تحليل وضع صورة العرب والمسلمين في الإعلام الأمريكي، هي على التوالي: منظور سياسي ومحلي، ومنظور ثقافي، ومنظور تنظيمي مؤسسي.
    فمن منظور سياسي محلي يرى أن وسائل الإعلام طرف من مجموعة أطراف ذات مصالح وأهداف تتفاعل مع بعضها بعضا، فيورد الكاتب دراسة طرحها سير اسبيرSir Spears تتمثل في رؤية المضامين الإعلامية المتحيزة على أنها نتيجة لنفوذ متعمد، يسهم بفاعلية في كل من العملية السياسية والصحفية والرأي العام الأمريكي. فيما يرى الباحث الأمريكي اليهوديليلينثال Lilienthal أن هناك مجموعات ضغط داخلية يهابها الصحفيون مما يدفعهم إلى تجنب المواجهة معها. ويربط الكاتب الفكرة السابقة بتقصير الإعلام العربي على الساحة الأمريكية الأمر الذي أفرد مساحة للتيارات الأخرى المناوئة من جهة، ومن جهة أخرى يرتبط بحجم التأثير السياسي للأمريكيين العرب على الساحة الأمريكية. وهنا يجد الكاتب المناسبة للحديث عن العرب في الولايات المتحدة، فيذكر أهمية اجتماعات رابطة خريجي الجامعات من الأمريكيين العرب في دعم نفوذ العرب هناك وتعزيز صورتهم الذهنية، ثم يبين الكاتب الدور الذي لعبته الرابطة القومية للأمريكيين العرب في تفعيل مشاركة العرب في الحياة الأمريكية العامة. ثم يذكر الكاتب اللجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز حيث عززت حضور العرب على الساحة السياسيّة. عند النقطة السابقة يتوقف استطراد الكاتب وينطلق إلى نقد وتقويم فكرةليلينثال، وسير اسبير، وكل من سايرهما. حيث يجزم الكاتب بعدم خضوع الأفكار آنفة الذكر للاختبار العلمي المنهجي، وما التحليل الذي ذكر إلا تحليل انتقائي للأدلة والبراهين لا تعكس جوانبه الواقع المراد دراسته.
    ومن منظور ثقافي فإنّ أصحاب هذا الاتجاه يفسّرون حالات التحيّز والتشويه إلى "التباين التاريخي" القائم بين القيم الثقافية السائدة عند العرب، وتلك التي تستوطن الوجدان الغربي. ويستشهد بما قاله إدوارد سعيد عن الغرب الذي يحمل مجموعة معقدة من الصور النمطية، التحاملية حول المسلمين والعرب، وقد عللها سعيد بنمط الاتصال بين العرب والغرب الذي غلب عليه طابع التحدي والمواجهة على مر العصور. ثمّ يذكر محمد عايش جون كوليJohn Cooley الذي أكد على دور التباين الثقافي في التأثير على طرح وسائل الاتصال الغربية السلبي تجاه العرب والمسلمين، ويرى الصحفي الأمريكي وجود وعي باطني جماعي مناهض للعرب والمسلمين لدى الأمريكيين تشكل عبر الأجيال، قبل ظهور التلفاز والأفلام عن طريق الأدب الشعبي في أمريكا. ولكن عايش في خاتمة هذا الجزء يوجه نقده لأصحاب هذا الاتجاه متهمًا إيّاهم برصد أنماط في ظاهرها أنّها المشكلة لكن في حقيقتها أنّها مجرد عرض لهذه المشكلة.
    وفي الجزء الأخير من المقال ينطلق الكاتب إلى الاتجاه الثالث التنظيمي- المؤسسي، حيث يرى الكاتب أنّ هذا المنظور يستند إلى فكرة أنّ المضامين الإعلاميّة ما هي إلا نتيجة لممارسات وقوانين وقيم العمل الصحفي السائدة وعليه لابد من دراسة الجوانب المهنية والشخصية للصحفيين. إذا الأمر ليس مبرمجًا ولا مخططًا له، وما هو إلا نتيجة قوانين وأنظمة، وقد أورد الكاتب دراسة مسحية لشخص - لم يعرِّف به- اسمها سريبنيSreebny على عينة من الصحفيين الأمريكيين اشتكوا خلالها من ضيق الوقت والمساحة الممنوحين للشرق الأوسط في نشرات الأخبار والبرامج التلفزيونية. وفي محاولة أخيرة لتفسير الصورة النمطية العربية السائدة في أمريكا، وفي الأفلام على وجه الخصوص، يورد الكاتب ما قاله جاك شاهين الذي برر استمرار هذه الصورة السائدة بقلة العرب العاملين في هوليوود. وقد لاحظ أحد كبار المديرين التنفيذيين -لم يسمه الكاتب- أنه يتم استخدام الصورة النمطية لأنّها ما يحتاج إليه فعلا المواطن الأمريكي، وذلك هو ما يرغب في مشاهدته لا صورة أخرى.
    الخلاصة خرجنا بنفس السؤال الذي دخلنا به: من يصنع من؟ الصورة الذهنية تصنع القرار السياسي كما أكّدت بعض الأمثلة أم أنّ القرار السياسي يوجه صناعة الصورة الذهنية التي سيستغلها في ما بعد لإدارة الأزمات وتمرير القرارات؟
    التعديل الأخير تم بواسطة ورد القرنفل 1 ; 20-01-2015 الساعة 08:52 PM
    اًنٍا۟ ٌوَقًلَمٍيٓ ۟نَشّفَعٍ ۟وِنّصٓلُيُ ٌلُرٍبَ

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة للسبلة العمانية 2020
  • أستضافة وتصميم الشروق للأستضافة ش.م.م