🌷 أتمنى لو أنك عرفت !


رأت المعلمة الأمريكية " كايتي شوارتز " ، في مدرسة بمدينة "دنفر" في ولاية "كلورادو" ، أن هناك فجوة كبيرة بينها وبين طلابها الصغار . والأخطر أن هذه الفجوة تزداد تدريجيا ، ما جعلها تعمل ع حل يقرّبها منهم .

فأعدّت مشروعاً صغيراً بعنوان : " أتمنى لو معلمتي عرفت" .

يرتكز هذا المشروع على تسليم طلابها ورقة معنونة بسؤال :

" ماذا تريد أن أعرف عنك ؟ " .

فصدمت المعلمة بالإجابات التي تلقتّها .

• أحد الأطفال يقول : " أتمنى لو معلمتي عرفت أنني لا أملك أصدقاء ألعب معهم " .

• وآخر يقول : " أتمنى لو معلمتي عرفت كم أشتاق إلى أبي ... أذهب إلى غرفته كل يوم ولا أجده ، ولن أجده !!! . فقد رحلّوه إلى المكسيك نهائياً ... سأظل بلا أب " !!! .

• وثالثة كتبت : " أتمنى لو معلمتي عرفت أنني لا أملك أقلام رصاص في المنزل حتى أُؤدي واجباتي المدرسية " !!! .

• وكتب رابع : " أتمنى لو معلمتي عرفت أن شقيقتي كفيفة ، وأقوم بمساعدتها طوال اليوم " .

• أما إحدى الطالبات فقد ردت على سؤال المعلمة قائلة :

" أتمنى لو معلمتي عرفت أن أمي وأبي يتشاجران طوال اليوم !

أكره العودة إلى المنزل ، وأكره الذهاب إلى المدرسة أيضاً ، لأني سأحاسب على دروس لم أذاكرها ، وواجبات لم أقم بها " .

• كانت إجابات الطلاب العفوية والصادقة مفتاحاً للمعلمة ، لتكتشف جوانب خفية ومخبوئة في حياة تلاميذها .

ساعدتها ع مساعدتهم وعودتهم تدريجياً إلى فصولهم .

شرعت في حل كل مشكلة على حدة .

زارت منازل طلابها ، وبدأت في معالجة ما يمكن معالجته .

والأهم من ذلك كله أنها بدأت تفهم عقلية وخلفية طلابها جيداً .

وفي ضوء ذلك قامت بمعاملتهم وتوزيع واجباتهم بناءًا ع ظروفهم وتحدّياتهم بشكلٍ يجعل المدرسة عاملاً مسانداً ، لا عبئاً عليهم .

مشروع المعلمة " كايتي" إنتقل إلى كثير من المدارس ، وتمّ تطبيقه بشكل ممنهَج ومؤسِّس .

إنعكس ع أداء الطلاب والمدارس معاً ... بل إمتدّ إلى المجتمعات المحيطة .

لأن كل هؤلاء الطلاب جزء من مجتمعهم الأكبر .

ليست مدارسنا فحسب التي تحتاج إلى تبنّي هذه الفكرة الجميلة ، التي تُرِدِم الهوّة بيننا وبين الآخرين ، بل كل مجتمعاتنا .

هل سبق أن سألنا أحبتنا هذا السؤال ؟ 👇

ماذا تريدني أن أعرف عنك ؟

نعتقد أحياناً أننا قريبون جداً منهم ... لكننا في الحقيقية بعيدون جداً عنهم ... أكثر مما نتصور...

ماذا تريدني أن أعرف عنك ؟؟؟