حينَ يحلُ المساء ..
و تبهتُ صورةُ النهار ..
فَتبدأُ الشمس في سحبِ خيوطها لِتشُدَ رِحالها نحوَ المغيب !
و تبدأُ صورةُ الليلِ في الولوجِ إلى عالمِنا ..
حينها تلِفُ غياهِبَ الليلَ كُلَ رُكنٍ حولنا ..
لِتُخمدَ كُلَ ضوء .. إلا أضواءُ الشوارع ..
فَأترقبُ انتصافَ الليل ..
حيثُ موعِدَ كُلَ موشحٍ بِالحنين ..
حيثُ تبدأ مراسِمَ الاغتراب / إلى مدينةٍ لا تشبهُ مدينتنا !
مدينةٌ المُصابينَ بِداءِ الحنين .. و سقمِ الألم ..
**
في هذهِ الليلة التي لا تُشبهُ ليلةً غيرها ..
حزِمتُ حقائبي .. و ارتحلتُ إلى المطار
مُتجهةً إلى تِلكَ المدينةِ المُغترِبة ..
حيثُ مسكني المُنعزل عن كُلِ ذي بشرٍ ..
ارتادُ في تِلكَ الديارِ الباهِتةَ أضواؤها ..
و أمتطي الصمتَ .. فَيأخذني إلى هوةٍ بعيدة ..
هُنا تكونُ روحي كَالسحابةِ الهتون ..
مُحملةً بِأوجاع بعثرتها الأيامُ في داخلي ..
حُبلى بِحنين لا يكادُ أن يكونَ لهُ مفرٌ مِني
حتى أصابني بِالحُمى ..
**
أقِفُ أمامَ نافذةَ غُرفتي ..
و كأنني أترقبُ أحدهُم لِيأتي ..
كأنني أوهِمُ نفسي بِأنَ هُناكَ خُطواتٌ
سَتُطربُ روحي فرحاً بِسماعِها .. و قُربِها .. !
فَتكتنفُ بي أشجانُ تِلكَ الليلة ..
و ألجأ إلى دفتري الحميم ..
الذي لم يخذِل بوحي و لو لِوهلة !
أسطرُ بِهِ سُطورَ الإحساس الذي يُلاطمُ نبضي ذلِكَ الحين ..
و أكفكفُ الدمعَ المُنهلَ مِن عيني ..
بِكُلِ حرفٍ ينسكبُ مِن محبرتي ..
لِأنَ البوحَ لِلدفاتِر .. يُخففُ داء الروح !
http://ask.fm/toota5858/answer/129514942970