طــفــل مــن حــلـب !!
يغفو في ظلمة وحدته
في صيف مساء .. كالمسجون
يسأل في صمت لعبته
عن قطعة خبز أو زيتون
وأزيز رصاص .. يرعبه
يهرب .. أو يبقى كالمجنون
نيران .. سرقت بسمته
لا يدري ..هل ذاك الملعون؟
يبكي ..بل يصرخ في ألم:
قد حرقت اغصان الزيتون!!
...
أبتاه .. حياتي في كمد
في صدري ويلات ..وحروب
وظلام دمار .. كالجوعى
خوف في عيني ..كالمرعوب
ودماء في كفي ..عطشى
ومصير في صدري مكتوب
أرهقني الحزن وأنهكني
وغياب في وطني وغروب
لا أدري .. هل ماتت أمي؟
أم تاهت بديار ودروب
..
في عيني ألم ودموع
وطفولتي نار وشرار
لم أعرف ابدا .. يا ابتي
الا اشلاء ودمار
الا امواتا ودماء
وجياعا خلف الاسوار
فدمائي في دجلة سر
تذكار بين الاحرار
فخياري موت أو غرق
أركب أمواجا وبحار
سأنام وحيدا يا أبتي
في شاطيء بعد الأسفار
فإذا لم أصحو .. فسلام
و وداع ..من دون حوار
سأطير الى دار خلود
كالنجمة بين الأقمار
لاتنسى ..أمي تسألها :
بل تسأل أغصان الاشجار
أعروبتي.. أفلت ام ماتت؟؟
ام سكنت روح الثوار؟؟
بقلمي/ ناصر الضامري