قصة رقم 8
يروى أن خطابا جاء من عمان إلى امرأة من المهجر بزنجبار ،وكانت المرأة أمية لا تحسن القراءة والكتابة، فلما وصلها الخطاب أعيتها الحيلة من يقرأ عليها الكتاب، وكانت بالسوق، فرأت رجلا ذا متانة في بدنة، عليه سمات الاستقامة، فقالت :ها هو من أبحث عنه، فقالت له : يا صاحب الخير لدي خطاب وصلني من عمان، وأريدك أن تقرأه علي ماذا فيه من أخبار ❓
فأخذه منها، وأخذ كأنه يقرأ الكتاب، ويهز رأسه يمنة ويسرة،وهو يقول :إنا لله وإنا إليه راجعون ويحوقل، ويكرر ذلك، فصرخت المرأة حتى ثاب الناس، بينما الرجل أعطاها الخطاب وانصرف، فلما ثاب الناس، قالوا لها :ما شأنك
فقالت : جاءني خطاب من عمان، وأظن أن أمرا حل بأهلي أو أولادي أو توفى أحد أقاربي؛ فقالوا لها :من أخبرك
قالت :مر رجل وكان يقرأ الكتاب في سره، ويقول :إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله فما أظن إلا شيئا محزنا وقع فأراد كتمه علي، فقال لها أحدهم :أين الكتاب
فأعطته إياه، فقرأه فوجد فيه سكون البلاد، والأخبار التي تسر، والأمور على ما يرام، وأن أهلها مشتاقون إليها، ويسلمون عليها، فاطمأنت المرأة.
وكان الرجل الذي لقيته أميا، فهز رأسه، وقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ويحوقل؛ لأنه وقع في ورطة فهو بزي المتعلمين، ولكنه لا يفقه حتى القراءة.
بتصرف من النميــر ج٦.