وتسألني في شوق مرهق ..
من أنا يا أعجوبتي ..
قلت لها .. أنتي ذلك النجم اللامع وسط النجوم ..
أنتي زهرة لم يستطع ثلج الشتاء إزاحتها ..
أنتي قطعة شمعة لا تنصهر أبداً ..
أنتي قطرة ماء تسقط على الوردة فتيقظها ..
أنتي بستاناً أخضر لا يزرع بك إلا طيبا ..
أنتي ذلك الغروب الجميل الذي أناظر به عيني في كل يوم ..
أنتي مثل البحر الهادئ الذي تتراقص بها الأسماك الصغيرة يوم سكونه ..
أنتي ذلك العبير الفوار الذي ينبعث من زهور نافذتك ..
أنتي تلك الإبتسامة التي لا تختفي في يوم ..
أنتي تلك الألوان الفاتنة التي تشرق فجر كل يوم ..
أنتي ذلك اللحن الذي يسمعه العشاق في كل ليلة ..
وتسألني في دهشة غريبة ..
أنت من تكون ..
قلت لها بضحكات الطفل ..
أنا ذلك اللمعان في نجمك بين النجوم ..
أنا عرق زهرتك الذي لم يستطع ثلج الشتاء اجتثاثه ..
أنا ضوء تلك الشمعة الذي لا أستطيع صهرك مهما كان ..
أنا تلك الوردة التي يسقط عليها ماء وجهك أبد الدهر ..
أنا تلك الفاكهة التي تنبت في بستانك الأخضر ..
أنا ذلك الشفق الذي يحتضن غروبك في كل يوم ..
أنا تلك الأسماك الصغيرة التي تتراقص في بحر حبك في أي لحظة ..
أنا تلك الزهور المزروعة حول نافذتك الصغيرة ..
أنا تلك الشفاه التي تحتضن ابتسامتك متى شئيتي ..
أنا ذلك الفجر الذي يحمل خيوط شروقك في كل يوم ..
أنا ذلك المطر الذي تحمله غيمتك في كل وقت ..
أنا تلك الأوتار التي تظهر ذاك اللحن الجميل في كل ليلة ..
إذاً ..
قد عرفتي من أنا ومن أنتي يا أعجوبتي ..
نحن اثنان مكتملان ..
مثل شمس الفجر .. وبدر الليل ..
لا يفارق بيننا شيء ..
نحن مثل النور والظلام ..
نجتمع في وقت واحد أو يكمل بهم الآخر ..
نحن ذكرى واحدة لن تجتمع في أحد في يوم ..
لكن ما زلت أتمتع بصفات غير موجودة في أحد قط ..
فأنا ذلك السواد المنتشر تحت عدد رموشك ..
أنا مثل الصخر ..
لا تستطيع الريح القوية تهشيمه ..
أنا مثل الجبال لا يميل حيث تشاء الرياح ..
لدي صبر مثل سفينتي المبحرة في محيط لا نهاية له.

al safina