السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،


الانفصال العاطفي / أ.عبد الله المغلوث

أصبح مألوفا مع الأسف أن تشاهد زوجين يتواصلان عبر برنامج الواتساب وهما بجوار بعضهما. يطلب منها أن تعد قهوة، أو تطلب منه مصروفا عبر الجوال. أصبح حديثها وجها لوجه مهمة مستحيلة. هذا السلوك المروع بين الأزواج يفضي إلى الانفصال العاطفي الأشد وطأة من الانفصال الواقعي (الطلاق). فهما زوجان اسما فقط. فقد تحولت علاقتهما إلى عمل ميكانيكي روتيني، وانتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة خطيرة تتجسد في استقلال الأزواج في غرف نوم خاصة. فالزوجة لها غرفة والزوج له غرفة. أصبح كل منهما ينزعج من الآخر، وغير قادر على تحمل الآخر، فبدلا من أن يتنازلا قليلا ويضعان بروتوكولا لغرفة النوم يمنحهما الحد الأدنى من الارتياح، اختارا الحل الأسهل وانفصلا عن بعضهما في الغرفة، غير مدركين أن هذا الانفصال الصغير سيؤدي إلى الانفصال الكبير. يبدأ الانفصال بغرفة ثم ينتقل إلى منزل أو شقة خاصة. من الجميل أن يكون لكل زوج مكتب أو زاوية خاصة يمارس فيها هواياته، ويعمل فيها ما يروق له، لكن ليس من الجميل أن يكون له غرفة نوم خاصة. إذا لم يكن شريكك هو آخر صوت تسمع وأول شخص تستفتح يومك بوجهه فلا يعد زوجا. سيكون زميل أو صديق أو قريب أو أي شيء آخر. إذا لم يستطع الزوجان تحمل بعضهما فهناك خطأ كبير في علاقتهما. هناك مشكلة كبرى. فالحب يجعلك دائما ترى عيوب حبيبك صغيرة وأحيانا لا تراها.

فعين الرضا عن كل عيب كليلة

لكن عين السخط تبدي المساويا

والأسوأ هو تأثير هذا الانفصال في الأبناء. سيشوه نظرتهم إلى الزواج وسيجعل حياتهم جحيما. سأنقل لكم رأي أخت كريمة علقت على موضوع الانفصال عندما طرحته في حسابي بسناب تشات:

"تمنيت أن أبي طلق أمي ولا أراهما بهذا الشكل. عنف وضرب ولا حوار. عمري 36 عاما ولم أتزوج خشية أن أواجه ذات المصير. حياة مرة وعسيرة ومؤلمة. تعقدت وكرهت حياتي".

لنستثمر هذا الشهر الفضيل وننقذ حياتنا الأسرية من الانفصال العاطفي الذي بات يفتك البيوت بلا رحمة وبصيغ مختلفة. صور مؤلمة ومفجعة. إنكم لن تنقذوا منازلكم عندما تتواصلون بحب وعطف ورفق مع شركائكم، بل تنقذوا مستقبل أبنائكم.



من هنا نتوقف معكم لحظة !!!

ما هي الحلول الواردة لهذه المشكلة _ برأيك_ ؟؟
وما هي الأسباب التي تجعل من الحياة الزوجية روتين ممل؟؟