اه اه اه اه اه اه هذه بداية ريشتي بك ..
ما كل هذه الفوضى ..
وهذه الكتب المكدسة في الرفوف ..
ما هذا الغبار على المنضدة ..
ما كل هذه الدماء المكسوة بجدران غرفتي ..

في هذا المساء وهذه الصفحة التي ستبقى ..
رثيت حالي وما صرت له ..
هماً يبرحني ضرباً ..
والم يصرعني أرضاً ..
وسيفاً يخترق ظهري ..
وسوداء بقلبها تحاول حرق ذكرياتك في قلبي ..
أتعبني الحال يا سمراء ..
أصبح حالي لا يحترم ..
حتى بالرمال أتعثر وأسقط ..

اه تشق أنفاسي وتخرج روحي وتقطع حتى الوصل بسكوني ..
أنتي عشيقتي وحبيبتي وثرثارتي وثمالتي وتعاستي ..
حبيساً أنا ما زلت في سجنك ..
مخرجات حروفي يجمعها الارتباك والخمول والانكسار ..
إلى متى هذه العتمة وهذا الحال ..
أنا والماضي قد أصبحنى أخوان ..
نعيش تحت سقف واحد مع شلة الفئران وحفر الزوايا ..
يوما أعزف على الناي وأغنية مهاجر أتغنى بها على روحك الراحلة ..
وبضع أيام أقيم خيمة العزاء على طهرك وتلك الرحلة البعيدة التي لا أستطيع اللحاق بها ..
تذكرت في يوماً تلك النظرات الناعسة التي أرها بك عن اللقاء ..
وقتها ينحني هذا الجبل خجلاً منك ..

كنتي سميراً لي في وحدتي ..
والأم الثانية التي تطبطب على جسدي المجروح ..
وصديقتي في أشد الظروف والكوارث ..
وعزفاً يرجف بجسمي ويشل حركته ..
تعلمت منك أن التؤام في هذه الحياة هو الحب الأبدي بين أثنين ..
وما زلتي في هذه الذكرى بتلك الصفات ولن تختفي ..

هل من مخرج يوصلني إليك ..
هل أنتي الان بخير ..
كيف هي حياتك ..
هل راقت لك ..
وصل إلى ذهني أنك سميتي ولدك باسمي ..
كرماً منك على حباً ما زل ينبض بك ..
بالرغم من ذلك فقد رحلتي ولا يسعني غير احترام خياراً ليس بيدك ..

فقط سأرسل لك وشوشه ..
حاولت أن أعشق من جديد ..
عشقاً يشل كل رجولتي ويحبسني ..
لكن فشلت ولم أكمل ..
من هي تلك التي تقدر على مواجهة جيشك ذو الفيالق الأربعة ..
ومن أنا حتى أسمح لهن بالولوج إلى هذا القلب معك ..
فقط أناديك الأن سامحيني على زلة مشاعري ..
فهذا القلب ما زال ملكك ..

السفينة