أرض وآسعه تحيط بها بحار عظيمة تضم بجعبتها آلاف الأصناف من المخلوقات الضخمة المختلفة الحجم ، يرعبك مرورها ويفزعك ضجيجها .. ولو هاجت بنا بحارها لأوسعت البشرية غرقا ..
تكبل أرضها جبال بسلاسل محكمة الإغلاق.. النظر لها مريب واتساعها عجيب وصمودها من آلاف السنين مهيب.. سماء بعيدة أبعد من تيه أحلامنا وشخص أبصارنا حين يعلن الملك الرحيل ، وبوح أحزاننا حين يقطعها وجع السنين..
وكواكب ليل تشعرك أنك بقبضة من لدن سميع عليم بأمره كنت وبأمره تكون ..

وسط هذا الذهول المريب والكون العجيب!:! نقف تكسرنا كلمة ويؤلمنا موقف وتخر أدمعنا تلامس الخدود يحتضن وجهنا جمرات الحسرة والندامة على موقف عابر خطف إبتسامة هربت من محيانا..
يختزلنا غموض الحديث المبهم الذي حضر بلا إستئذان.. يفتش عن مخرج وملاذ ، يفر بأحلامنا المتهاوية المتهالكة التي تقرر الإنسحاب من معترك حياة فاضت أوجاعها وجرت دمائها فأصبح الغرق محتوم إثر سيلان جارف يطبق على الأنفاس المتصاعدة من حشرجة الألم ، وأكتضاض الأسى وغدر السنين..




السنين التي نحملها أعبائنا ونتهمها بمؤماراتنا التي نحيكها بأنفسنا.. وتتصاعد الأنفاس وجلا من ضيم النفوس وقهر البشر ..
صمت يتبعه صمت يتبعه وهج يخطف البوح من أرواحنا يدميها حبرا على أوراقنا ؛ نرسلها لكم عبر صفحاتنا التي أخجلها الإعلان عما يدور في نفس ضاق بها الحمل وأثقلها الكاهل ألم ..
ولكننا لو أدركنا أن هذا الكون الذي وسع كل شي حوله يسع أحزاننا ؛ يسع عبراتنا ؛ يسع أوجاعنا لأطلقنا العنان لملك الروح، حاكم الجسد، عالم الغيب ..
عندك كانت الرسالة ولك تقف كلماتها سيدي ومولاي..


..