كَانَ أَبُوْ بَكْرٍ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهُ
إذَا صَلَّىَ الْفَجْرَ خَرَجَ إلَىَّ الْصَّحْرَاءِ .. فَاحْتُبِسَ فِيْهَا شَيْئا يَسِيْراً ،
ثُمَّ عَادَ إلَىَّ الْمَدِينَهْ .. فَعَجَبٌ عُمَرَ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهُ مِنْ خُرُوْجِهِ ،
فَتَبعَهُ يَوْما خُفْيَةً بَعْدَمَا صَلَّىَ الْفَجْرَ ... فَإذَا أبُوْ بَكْرِ يْخَرَجُ مِنْ الْمَدِينَهِ ، وَيَأْتِيَ خَيْمَهْ قُدُيُمُهُ فِيْ الْصَّحْرَاءِ ،
فَاخْتَبَأَ لَهُ عُمَرُ خَلَفْ صَخْرَهْ ،
فَلَبثَ أبُوْ بَكْرٍ فِيْ الْخَيْمَهْ شَيْئا يَسِيْراً ، ثُمَّ خَرَجَ ،
فَخَرَجَ عُمَرُ مِنْ وَرَاءِ صَخْرَتَهُ وَدَخَلَ الْخَيْمَهْ ،
فَإذَا فِيْهَا امْرَأَهْ ضَعِيْفَهْ عُمْيٌــاءً ... وَعِنْدَهَا صَبيةٌ صِغَارٌ ،
فَسَأَلَهَا عُمَرَ : مِّنَ هَذَا الَّذِيْ يَأْتِيَكُمُ ؟
فَقَالَتْ : لَا اعْرِفُهُ .. هَذَا رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِيْنَ ،
يَأْتِيَنَّا كُلِّ صَبَاحْ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا ،
قَالَ : فَمَاذَا يَفْعَلُ ؟
قَالَتْ : يَكْنِسُ بَيْتِنَا .. وَيَعْجِنُ عَجِيْنَنَا ،
وَيَحْلُبُ مُعِزتِنا ... ثُمَّ يُخْرِجُ ،
فَخَرَجَ عُمَرُ وَهُوَ يَقُوْلُ :
لَقَدْ اتَعَبَتْ الْخُلَفَاءِ مِنْ بَعْدِكَ يَا أبَا بَكْرٍ
لَقَدْ اتَعَبَتْ الَخَلَفَاءُ مِنْ بَعْدِكَ يَا أبَا بَكْرٍ