-
متذوقة قصص وروايات بالسبله العمانيه
السلف الصالح في رمضان كانت لهم أحوال خاصة مع شهر الصيام؛ إذ كانوا ينتظرون رمضان
بشوق وحنين متخذينه شهر مضمار وسباق إلى الله تعالى، فإذا دخل رمضان كانوا قليلا من الليل
ما يهجون وبالأسحار هم يستغفرون، يبيتون لربهم سجدا وقياما، فيصبحون شعثا غبرا صفرا،
ولكنهم فازوا بالنعيم وزيادة.
الإمام الشافعي
رمضان شهر القرآن والخيراتكان الشافعي -رحمه الله- إمامًا في الاجتهاد والفقه،
كذلك كان إمامًا في الإيمان والتقوى والورع والعبادة؛ فعن الربيع قال: كان الشافعي
قد جزَّأ الليل ثلاثة أجزاء: الثلث الأول يكتب، والثلث الثاني يصلي، والثلث الثالث ينام.
وكان -رحمه الله- لا يقرأ قرآنًا بالليل إلا في صلاة؛ يقول المزني:
ما رأيت الشافعي قرأ قرآنًا قط بالليل إلا وهو في الصلاة. ووُصِفَ الشافعي -
رحمه الله- أيضًا بالحكمة، كما وُصِفَ بالكرم والسخاء، وغير ذلك من جميل الأخلاق وحسن السجايا.
وكان للشافعي في رمضان ستون ختمة، يقرؤها في غير الصلاة.
عبد الله بن عمر
كان ابن عمر لا يفطر في رمضان إلا مع اليتامى والمساكين، وربما لا يفطر
إذا علم أن أهله قد ردُّوهم عنه في تلك الليلة. وكان من ذوي الدخول
الرغيدة الحسنة؛ إذ كان تاجرًا أمينًا ناجحًا، وكان راتبه من بيت مال المسلمين وفيرًا
، ولكنه لم يدخر هذا العطاء لنفسه قَطُّ، إنما كان يُرسِله إلى الفقراء والمساكين والسائلين
، فقد رآه "أيوب بن وائل الراسبي" وقد جاءه أربعة آلاف درهم وقطيفة[1]، وفي اليوم التالي
رآه في السوق يشتري لراحلته علفًا بالدَّيْن، فذهب أيوب بن وائل إلى أهل بيت عبد الله وسألهم،
فأخبروه: إنه لم يبِتْ بالأمس حتى فَرَّقَهَا جميعًا، ثم أخذ القطيفة وألقاها على ظهره وخرج،
ثم عاد وليست معه، فسألناه عنها فقال: إنه وهبها لفقير.
قتادة السدوسي
قتادة بن دعامة السدوسي يُكنَّى أبا الخطاب، بصري تابعي ثقة، ولد سنة ستين من الهجرة
، وكان ضرير البصر، عَدَّهُ أصحاب الطبقات من "الطبقة الرابعة"، وكان يختم القرآن في
كل سبعٍ دائمًا، وفي رمضان في كل ثلاثٍ، وفي العشر الأواخر في كل ليلة.
ومات بواسط سنة 117هـ، وهو ابن سِتٍّ وخمسين سنة.
الإمام الزهري
قراءة القرآن في رمضانمحمد بن مسلم بن عبد الله بن شهاب الزهري (58- 124هـ)،
من بني زهرة بن كلاب، من قريش، أوَّل من دوَّن الحديث، وأحد أكابر الحفَّاظ والفقهاء،
تابعيٌّ من أهل المدينة. كان يحفظ ألفين ومائتي حديث، نصفها مسند[2].
وكان الزهري إذا دخل رمضان يَفِرُّ من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم،
ويُقبِل على تلاوة القرآن من المصحف.
وغيرهم الكثير
-
متذوقة قصص وروايات بالسبله العمانيه
تقضي الشريعة الإسلامية بأنه لا صيام لشهر رمضان حتى تثبت الرؤية
، وقد كان الصوم في يوم الشك مثار خلاف بين الفقهاء.
ومن طريف ما يروي أن (شريكًا) قاضي المسلمين على عهد (الرشيد)،
كان في مجلس الخليفة في يوم الشك والفقهاء عنده، فلم يزالوا جلوسًا
إلى الظهر ينتظرون الأنباء من هنا وهناك، فجاءت بأن الهلال لم يره
أحد البارحة، وكان بين يدي الخليفة تفاح، فطرح إلى كل من الجالسين تفاحة،
فأكلوا إلا القاضي (شريكًا)، فإنه لم يقرب تفاحته.
فأراد الفقيه الكبير (أبو يوسف) أن يوقع بين الخليفة وقاضيه
، فقال: انظر يا أمير المؤمنين إلى قاضيك يخالفك؛ إذ إنه أبى
أن يأكل ويريد أن يتم صيام اليوم.
ووجد القاضي نفسه في مأزق، ولكن بديهته أسعفته بقوله:
"لم أخالفك يا أمير المؤمنين، بل هو الذي خالفك... إنما أنت
إمام ونحن الرعية لا نفطر حتى تفطر أنت، وليس لنا أن نتقدمك".
قال الخليفة: (صدقت)، ثم أكل وبعده أكل شريك.
المصدر: كتاب (رمضانيات.. أدب فن نوادر) للأستاذ مصطفى عبد الرحمن.
2-
خرج الحجاج ذات يوم قائظٍ، فأُحضر له الغذاء، فقال: اطلبوا من يتغذى معنا.
فطلبوا، فلم يجدوا إلاَّ أعرابيًّا، فأتوا به، فدار بين الحجاج والأعرابي هذا الحوار:
الحجاج: هلم أيها الأعرابي لنتناول طعام الغذاء.
الأعرابي: قد دعاني من هو أكرم منك فأجبته.
الحجاج: من هو؟
الأعرابي: الله تبارك وتعالى، دعاني إلى الصيام فأنا صائم.
الحجاج: تصومُ في مثل هذا اليوم على حَرِّه.
الأعرابي: صمتُ ليوم أشد منه حرًّا.
الحجاج: أفطر اليوم وصُمْ غدًا.
الأعرابي: أوَيضمن الأمير أن أعيش إلى الغد؟
الحجاج: ليس ذلك إليَّ، فعِلمُ ذلك عند الله.
الأعرابي: فكيف تسألني عاجلاً بآجلٍ ليس إليه من سبيل؟!
الحجاج: إنه طعام طيب.
الأعرابي: والله ما طيَّبه خبّازُك وطباخك، ولكن طيبته العافية.
الحجاج: بالله ما رأيت مثل هذا.. جزاك الله خيرًا أيها الأعرابي، وأمر له بجائزة.
.
3-
لإنسان على ما جُبل عليه، وهذا ما حدث فعلاً لأحد الشباب؛ حيث قرَّر أن يصوم
يومًا تطوّعًا في الصيف، فأمسك عن الطعام والشراب، وما لبث أن غابت قضية
الصيام عن ذهنه، فلما أتى وقت الغداء تناول وجبة دسمة من الأرز واللحم
وغير ذلك من أطايب الطعام، كل ذلك وهو ناسٍ أنه صائم.
بل إنه أتبع طعامه بالكثير من الفواكه الطازجة، وبعد انتهائه من غدائه الدسم تذكّر أنه صائم،
ثم ذهب إلى صلاة العصر ونسي مرة أخرى أنه صائم، فشرب كوبين من الشاي الثقيل،
ثم تذكر مرة أخرى أنه صائم، ولا يزال هذا الشاب يتساءل حتى يومنا هذا: يا تُرى، هل صيامي صحيح؟!
-
متذوقة قصص وروايات بالسبله العمانيه
حتى يغيروا ما بأنفسهم
حيانًا لا يأخذ اللهُ عز وجل بعضَ الظالمين بسرعة كما يتمنَّى المظلومون؛
لأن المظلومين -وإن كانوا مؤمنين- فإنهم يرتكبون أخطاءً غير مقبولة
شرعًا؛ خاصة إن كانوا يُمَثِّلون الإسلام، فلو رفع اللهُ سبحانه الظلمَ؛
فإن الناس يعتقدون أنَّ طريقة المظلومين كانت صائبة، وهي ليست
كذلك، فيكون الأمر فتنة لهم، وتعريفًا خاطئًا بالإسلام، وسيبقى المظلومون
على مخالفاتهم الشرعية، وهذا يضرُّهم في الدنيا والآخرة.
وحَلُّ المُعضلة يكون بمراجعة المظلومين لأحوالهم على الكتاب والسُّنَّة؛
فإن كانوا على منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإن الظلم الواقع
بهم يكون ابتلاءً يحتاج للصبر، وإن كانوا على غير طريقته صلى الله
عليه وسلم عَدَّلوا المسار، وعادوا إلى الله، وعندها يُغَيِّر اللهُ الحالَ بكُن فيكون.
وقد ربط اللهُ عز وجل تغييره سبحانه للأحوال بتغيير الناس لأنفسهم، فلو
عادوا إليه أنعم عليهم، ولو بَعُدوا عنه سحب منهم النعمة؛
قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد:11].
-
متذوقة قصص وروايات بالسبله العمانيه
قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ
يغضب بعض المؤمنين الصالحين من توجيه اللوم إليهم
عند حدوث مصيبة من المصائب، ويتعلَّلون بعِلَلٍ شتَّى
كلها يهدف إلى تبرئة الذات من الخطأ؛ فبعضهم
يقول: إنَّ الوقت ليس مناسبًا للعتاب؛ لأننا في مصاب.
وبعضهم يقول: مِن الأفضل أن نُوَجِّه اللوم إلى الظالمين
المعتدين بدلًا من جلد الذات. وبعضهم يُبَرِّر الأخطاء،
ويلتمس الأعذار، ولسان حاله يقول -وإن كان لا يُصَرِّح-: نحن قومٌ بلا خطايا.
ويعتقد أن "الدنيا" قد تلعب بالصحابة؛ لكنها لا تلعب أبدًا به
أو بإخوانه وقادته، وبعضهم يصبُّ جام غضبه على اللائم،
وقد يتَّهمه بالخيانة أو التخاذل أو الجهل، وبعضهم له
مبرراته الأخرى التي لا تنتهي.
خلاصة الأمر أن المصابين لا يُريدون أن يسمعوا
أنهم "من المحتمل" أن يكونوا هم أحد الأسباب في المشكلة.
وليس معنى البحث عن الأخطاء أن الظالم معذور في ظلمه للناس
، أو أن الله عز وجل سيعفيه من العقاب ما دام أن المظلومين أخطئوا،
ولكن هذه ليست قضيتنا في الواقع؛ إنما قضيتنا هي الخروج من المأزق،
وخروجنا من المأزق لن يكون باستجداء العدل من الظالمين، وإنما يكون
"بالعمل" على إصلاح الذات؛ حتى نكون أهلًا لأن يرفع اللهُ عز وجل الغُمَّة
عنَّا، وهذا يحتاج إلى مكاشفة ومحاسبة وإنابة وتوبة.
إنَّ الله عز وجل خاطب المخطئين في غزوة أحد خطابًا كاشفًا
وسريعًا -وفي وقت المصيبة- كشف به عن خبايا القلوب،
وقَصَرَ السبب في المصيبة على المؤمنين،
فقال: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ
أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
[آل عمران:165]،
-
متذوقة قصص وروايات بالسبله العمانيه
اللهم وفقنا لصيامه وإجعلنا من عتقائك من النار
-
متذوقة قصص وروايات بالسبله العمانيه
في الصيام طهر لقلوبنا و صفاء لأرواحنا , ونقاء لضمائرنا وقرب من خالقنا وبارئنا , فالصوم جامعة روحية كبرى فيها يتخلص العبد من كل ما علق به من أمراض و علل و أسقام , فيها يتخلق العبد بالأخلاق الكريمة و العواطف النبيلة , شعاره الحلم و العفو والصفح و كتم الغيظ , و الانفاق و البذل و العطاء , الذي هو ديدن النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم و الذي هو كمال الايمان وتمام الاسلام .
وللصيام فوائد كثيرة روحية واجتماعية وصحية وهي :
1) الفوائد الروحية :
الصوم يعود الصبر و يقوي عليه , ويعلم ضبط النفس , ويوحد في النفس ملكة التقوى ويربيها فيخاف الانسان ربه ويراقب مولاه في السر و العلن ويعمل بكتاب الله ويقتدي بسنة رسول الله , ويكون المؤمن على استعداد دائما للقاء الله عز وجل , يقول الله تبارك وتعالى :
( ياايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) سورة البقرة الاية 182
2) الفوائد الاجتماعية :
يعود النظام و الاتحاد و حب العدل و المساواة , و ايجاد عاطفة الرحمة , وتنمية روابط الألفة و المسارعة الى الاحسان و التسابق الى الخيرات, وصون المجتمع من الشرور و المفاسد.
فالصائم حين يكف نفسه من ضروريات الحياة , يدرك مايعانيه الفقير المحروم من الجوع و الحرمان, وما يشعر به البئس و المحتاج من الفاقة و العوز, فترق نفسه وتفيض بالحنان والعطف ويلين قلبه فيتفجر بالجود و السخاء, ولذلك فان أفضل الصدقة صدقة رمضان, يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : من فطر صائما على طعام وشراب من حلال صلت عليه الملائكة في ساعات شهر رمضان وصلى عليه جبرائيل ليلة القدر )
وقد ورد في السنة مايدل على أن للانفاق في هذا الشهر فضلا على الانفاق في بقية الشهور , يدل على ذلك حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اجود الناس, وكان أجود الناس في رمضان )
فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دخل رمضان أطلق كل اسير, و أعطى كل سائل وفرج عن كل مكروب .
وعن النبي صلى اله عليه وسلم أن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها, وباطنها من ظاهرها, قالوا لمن هذه يارسول الله, فقال : لمن طيب الكلام, واطعم الطعام, وادام الصيام, و صلى بالليل والناس نيام )
وقد جعل الله رمضان وقتا لافاضة الخير والبر على عباده أضعاف مايفيضها في غيره, فكانت الصدقة فيه أعظم اجرا وأكثر ثوابا منها في غيره, ولذلك سئل النبي صلى الله عليه وسلم اي الصدقة افضل ؟ فقال : صدقة في رمضان .
وفي هذا حث على الاكثار من الصدقة فيه, وتحريض على مزيد الانفاق في أيامه ولياليه على البائسين المعوزين.
فعن معاذ بن جبل رضي اله عنه قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقال لي : يامعاد الا أدلك على أبواب الخير, فقلت بلى يا رسول الله فقال: الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار...) ومعنى أن الصوم جنة بالضمة على حرف الجيم :أي وقاية وستر من المعاصي .
3) الفوائد الصحية :
من الفوائد الصحية للصوم تطهير الأمعاء و اصلاح المعدة, و تنظيف البدن من الفضلات و الرواسب, وتخفيف السمنة وثقل البدن بالشحم يقول رسول الله صلى اله عليه وسلم : ( صوموا تصحوا) .
وقال صلوات الله وسلامه عليه, وهو ينطق بالحكمة وكعنوان للحفاظ على صحة الابدان و الأنفس.
عن المقدام بن معد يكرب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه ويلم يقول : ما ملأ ابن ادم وعاء شرا من بطنه, بحسب ابن ادم لقيمات يقمن صلبه, فان كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه, وثلث لنفسه ) .
والصوم وقاية لكثير من الأمراض البدنية المستعصية التي تفتك ببني الانسان مثل التخمة وضغط الدم, وتصلب الشرايين و السكر وتضخم الكبد و الطحال و اضطرابات الأمعاء المزمنة والتهاب الكلى الحاد وأمراض القلب...الخ.
والصائمون الصابرون في جنة عرضها السماوات و الأرض أعدت للمتقين, فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال :
( ان في الجنة بابا يقال له الريان, يدخل منه الصائمون يوم القيامة , لا يدخل منه أحد غيرهم, يقال: أين الصائمون فيقومون, فاذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد).
-