https://www.gulfupp.com/do.php?img=92989

قائمة المستخدمين المشار إليهم

صفحة 3 من 7 الأولىالأولى 12345 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 69

الموضوع: ☆ دروس يومية في تدبر القرآن الكريم ☆

  1. #21
    نائبة رئيس سبلة تـرويح القلـوب و إدارية السبلة الأســرية الصورة الرمزية ملاك السلطنة
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    الدولة
    al-aamri heart
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    35,528
    Mentioned
    490 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدايا القدر مشاهدة المشاركة
    جزيتوا كل الخيير

    وجزيتي انتي خيرا ☆
    نفتقدكــ .. نشتاق إليكــ .. لاسبيل لنا سوى الدعاء

    "" أخــي "" .. نسأل الله أن يجمعنا بكـ في الجنان

    •   Alt 

       

  2. #22
    نائبة رئيس سبلة تـرويح القلـوب و إدارية السبلة الأســرية الصورة الرمزية ملاك السلطنة
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    الدولة
    al-aamri heart
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    35,528
    Mentioned
    490 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    بسم الله الرحمن الرحيم.

    من آداب الدعاء :

    *والعلماء قالوا : من آداب الدعاء ثلاثة آداب :

    الأدب الأول : أن يكون خفية :

    *أن يكون الدعاء خفيَّاً .. هو دعا بلسانه ، لو لم يدعُ بلسانه لكان مناجاةً ، لكنَّه لم يدعُ في ملأٍ من الناس بل دعا في المحراب ، وقال :

    ﴿إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً ﴾

    الأدب الثاني : التذلل والافتقار :

    *هذا هو الأدب الثاني في الدعاء ، التذلل ، التضعضع ، إظهار المسكنة ، إظهار العَجز ، إظهار الافتقار ، كيف تدعو خالق الأكوان وأنت في حالة كِبْر ؟ لا ، لابدَّ مع الدعاء من التذلل ، لابدَّ من إعلان الضعف ، لابدَّ من إعلان الافتقار ، لابدَّ أن تكون ، وأنت تدعو في حالة افتقارٍ إلى الله عزَّ وجل .. يا ..

    ﴿ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً ﴾

    الأدب الثالث : حسنُ الظنِّ بالله عزو جل :

    *أجمل ما في هذه الآية قول الله عزَّ وجل على لسان سيدنا زكريَّا :

    ﴿ وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً ﴾

    *في كل حياتي ما دعوتك مرَّةً ، وكنت شقياً بهذا الدعاء ، ومعنى شقياً أي محروماً ، العلماء قالوا : " الشقاء هنا الحرمان " ..

    ﴿ وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً ﴾

    يا رب ، ما دعوتك في حياتي مرَّةً وخيِّبت ظنَّي ، إلا وأكرمتني ، وأعطيتني ، ورحمتني ، ورزقتني ، ويَسَّرت أمري ، إذاً هذا هو الأدب الثالث في الدعاء .
    *الأدب الأول : أن يكون الدعاء خفيَّاً .
    *والأدب الثاني : أن يكون مع الدعاء ضراعةٌ ، وتذلُّل ، وافتقارٌ .
    *والأدب الثالث : أن تتوسَّل بظنٍّ حسنٍ بالله عزَّ وجل ، أن يكون خفياً ، وأن تكون مفتقرًا ، وأن تكون متوسلاً بظنٍ حسنٍ بالله عزَّ وجل ..

    ﴿ وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً ﴾

    *من الصياغة المعجزة أن جاءت كلمة ( رب )معترضةً بين كلمة : ( دعائك )و : (شقيَّاً)، من التحبُّب ، ومن التودد ، ومن التعظيم أن تأتي كلمة ربي مُقْحَمَةً بين كلمتين متلازمتين ، وهذا درسٌ لنا ، الشيء الذي تراه مستحيلاً ، الشيء الذي يقلقك ، الشيء الذي يَقُضُّ مضجعك ، الشيء الذي تخاف منه ، شبح المصيبة التي يبدو أنها قادمة ، إن حدثَ هذا فبادرْ إلى الصلاة ، فكان النبي عليه الصلاة والسلام إذا حَزَبَهُ أمرٌ بادرَ إلى الصلاة ، صَلِّ صلاة الحاجة ، صَلِّ صلاة الدُعاء ، صَلِّ في جوف الليل ركعتين واسأله كل حاجاتك ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :*

    (( إِذَا مَضَى شَطْرُ اللَّيْلِ أَوْ ثُلُثَاهُ يَنْزِلُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ : هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى ؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ يُسْتَجَابُ لَهُ ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ لَهُ ؟ حَتَّى يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ ))

    (متفق عليه ، واللفظ لمسلم)

    ﴿ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً﴾

    ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ ﴾

    ( سورة النمل : " 62 " )

    *قال العلماء : " إن المُضَّطر مستثنى من كل شروط الدعاء ، بشرط أن يقول : يا رب مِن كل قلبه " ، دون أن يقولها بلسانه ، وهو يعتمد على زيدٍ أو عبيد ..

    ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي﴾

    *استكمالاً لهذه القصَّة ورد مقطعٌ قصيرٌ في آل عمران حول هذا الدعاء ، بماذا دعا ؟ السيدة مريم بنت عمران قد كفلها زكريا عليه السلام بعد أبويها ، قال تعالى :

    ﴿ فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ﴾

    ( سورة آل عمران : " 37 " )

    *السيدة مريم ..

    ﴿ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا ﴾

    ( سورة آل عمران : " 37 " )

    *قال العلماء : " كلَّما دخل عليها وجد صلاحاً ، وطاعةً ، وسمتاً ، وعلماً ، وفهماً ، وحلماً ، وإقبالاً ، وإشراقاً " ، ليس المقصود بالرزق حصراً أنه رأى فاكهة الصيف في الشتاء ، حصراً ، ولكن بعض العلماء يضيف إلى ذلك أنه رأى سمتاً ، ورأى علماً ، ورأى إشراقاً ، ورأى عبادةً ، ورأى محبَّةً عندئذٍ ..

    ﴿ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ(37)هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ﴾

    ( سورة آل عمران : " 37 "-38" )

    *لمَّا رأى هذه البنت الطاهرة ، التقيَّة النقيَّة ، العالمة الفقيهة ، المقبلة ذات القلب المشرق عندئذٍ :

    ﴿ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ(38)فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى ﴾

    ( سورة آل عمران : " 37 "-38" )

    *إذاً متى دعا ؟ دعا حينما رأى الكمال والتقوى والإقبال والقُرب قِيَماً متمثلةً بمريم التي ورد ذكرها في القرآن الكريم*.

    تابع...

    سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.

    موسوعة النابلسي للعلوم الإسلامية
    نفتقدكــ .. نشتاق إليكــ .. لاسبيل لنا سوى الدعاء

    "" أخــي "" .. نسأل الله أن يجمعنا بكـ في الجنان

  3. #23
    نائبة رئيس سبلة تـرويح القلـوب و إدارية السبلة الأســرية الصورة الرمزية ملاك السلطنة
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    الدولة
    al-aamri heart
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    35,528
    Mentioned
    490 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    بسم الله الرحمن الرحيم.

    ﴿ وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً ﴾

    معنى : خِفْتُ المَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي

    *خاف على هؤلاء الذين يدعوهم إلى الله ، خاف على تلامذته ، خاف على أتباعه ، خاف على المؤمنين الذين هم معه ، خاف عليهم أن يضيعوا بموته ، أنْ يَشَّتَتُوا ، أن يضلوا ، أن يتفرَّقوا ، أن يضلوا بعد الهدى ، خاف عليهم ، ولكن الطريق مسدود ، فأنَّى له أن يأتيه الغلام ؟ هو قد بلغ من الكِبَرِ عِتيَّا ، أي قد تجاوز السن التي يمكن فيها أن يُنجب الأولاد ، وامرأته عاقر في الأصل ، وفوق أنها عاقر فقد تجاوزت السن التي تنجب فيها النساء غير العواقر ..

    ﴿ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً﴾

    مرافقة الأسباب للنتائج :

    *وقف بعض المفسِّرين عند هذه الآية وقفةً رائعة ، فقال : هو نبيٌّ يعلم أن الله عزَّ وجل لا تقف الأسباب عَقَبَةً أمام أمره ،

    ﴿ كُنْ فَيَكُونُ ﴾

    *الأسباب ليست هي سبب النتائج ، إنما هي ترافقُها ، لأنَّ المُسبِّبَ هو الله عزَّ وجل ، وما السبب إلا حدث يرافق النتيجة وجوداً وعدماً ، وبالإمكان أن تظهر النتيجة بلا سبب ، فلماذا وصف نفسه بأنه قد بلغ من الكبر عِتيا ؟ ولماذا وصف امرأته بأنها عاقر ؟ ليعلِّم إخوانه أن الله عزَّ وجل على كل شيٍ قدير ، فعلى الرغم من أنه قد بلغ من الكبر عتياً ، وأن امرأته كانت عاقراً ، وقد تجاوزت السنَّ التي يمكن فيها أن تلد غير العاقر ، ومع ذلك فالله على كل شيءٍ قدير .

    إِنّ مع العُسرِ يسراً :

    *ونحن أيُّها الإخوة لا ينبغي أن نيأس من رحمة الله ، ولو أن الإنسان أصابه مرضٌ عضال فليس له أن يقول : إنَّ هذا المرض ليس لهُ شفاءٌ ، فهذا كلام الجهل ، بل اسأل الأطبَّاء من أهل الإيمان ، فإنهم يقولون لك : هناك شفاءٌ ذاتي لا يعلم الطب كيف يحدث ، شفاءٌ ذاتي .. هو من عند الله .

    ﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِين ﴾

    ( سورة الشعراء : 80)

    *إنَّ الله سبحانه وتعالى يجعل مع العُسر يسراً ، يخلق من الضعف قوَّة ، ومن الضيق فرجاً ، ومن شأن المؤمن أن يوقن أن الله سبحانه وتعالى يرزقه من حيث لا يحتسب ، وأنه مَن يتوكَّل على الله فهو حسبه ، وأنه ..

    ﴿ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴾

    ( سورة الطلاق : 2)

    *هذه الآية صورة رائعة ..

    ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴾

    *ما كان لديه من مخرج ، والأمور أُحْكِمَت حَلقاتها ، سُدَّت من كل جانب ، جميع أبواب الفرج مسدودة ، لكن ومن يتق الله يجعل له مخرجا ، متى جُعِلَ هذا المخرج ؟ بعد أن ضاقت إلى درجة ظُنَّ معه أنه ليس هناك مخرج ..

    ﴿ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً﴾

    دقة متناهية : فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا

    *ولكن دقَّة هذه الآية أنه لم يقل : فهب لي وليا ، لو قال : فهب لي وليا ، أنت بلغت من الكِبَر عتيا ، وامرأتك عاقر فكيف يأتيك الغلام ؟ ولكنَّه قال :

    ﴿ فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ﴾

    *أي من طريقك يا رب ، من دون أخذٍ بالأسباب ، هذه حالةٌ استثنائيِّة ..

    ﴿ فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ﴾

    *يا رب .. بالإعجاز ، بتجاوز الأسباب ، من دون أن يكون السبب هو الواسطة ..

    ﴿ فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ﴾

    *مرَّت معنا هذه في سورة الكهف :

    ﴿ فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ﴾

    ( سورة الكهف : 65)

    ﴿ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً* يَرِثُنِي﴾

    *يكون داعياً إلى الله مِن بعدي ، يرث هؤلاء الذين أدعوهم إلى الله..

    ﴿ يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً ﴾

    الدعاء بالولد الصالح :

    *رضيّاً لك ، اجعله مرضياً يا رب ، اجعله ممن ترضى عنه ، لأنك إذا رضيت عن إنسان فهذا الرضا هو كل شيء ، ما من مرتبةٍ على وجه الأرض أعظم من أن يرضى الله عنك ، وهل مِن وصفٍ وُصِفَ به أصحاب النبي عليهم رضوان الله وعليه الصلاة والسلام ، هل من وصفٍ أبلغ من أن يقول الله عزَّ وجل :

    ﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ﴾

    ( سورة الفتح : " 18 " )

    *فكلمة (رضي الله عنهم)هذه أعلى شهادة ، وأعلى رتبة ينالها إنسان على وجه الأرض ..

    ﴿ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً ﴾

    *أي يا رب هب لي غلاماً تكون راضياً عنه ، وراضياً لك ، هب لي غلاماً ينوب عني بعد موتي في تعريف الناس بك ، في دلالتهما عليك ، في الأخذ بيدهم إليك ، هب لي غلاماً يرث هذا المقام الذي أقوم به بين الناس ، فكان الجواب من الله عزَّ وجل :

    ﴿ يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً ﴾

    تابع غدا ان شاء الله...

    سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.

    موسوعة النابلسي للعلوم الإسلامية
    نفتقدكــ .. نشتاق إليكــ .. لاسبيل لنا سوى الدعاء

    "" أخــي "" .. نسأل الله أن يجمعنا بكـ في الجنان

  4. #24
    نائبة رئيس سبلة تـرويح القلـوب و إدارية السبلة الأســرية الصورة الرمزية ملاك السلطنة
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    الدولة
    al-aamri heart
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    35,528
    Mentioned
    490 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    بسم الله الرحمن الرحيم

    *الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ، الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علما ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
    *أيها الإخوة المؤمنون ، مع الدرس الأول من سورة مريم ، هذه السورة في مجملها تتحدَّث عن شيئين ، كما ورد هذا في آخرها إذا يقول الله سبحانه وتعالى :

    ﴿ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدّاً ﴾

    ( سورة مريم )

    خلاصة سورة مريم بشارة للمؤمنين وإنذار للكافرين :

    *كأن هذه السورة بأكملها تبشِّر المؤمنين وتنذر الفاسقين ، كيف بشَّرت المؤمنين ؟ ربنا سبحانه وتعالى ذكر فيها قصَّة سيدنا زكريَّا ، ويحيى ، ومريم ، وعيسى ، وإبراهيم ، وإسحاق ، ويعقوب ، وموسى ، وهارون ، وإسماعيل ، وإدريس ، كل هؤلاء الأنبياء الكرام ورد ذكرهم في هذه السورة الكريمة ، أولئك الذين أنعم الله عليهم ، كيف أنعم عليهم في الدنيا والآخرة ؟ وكيف أعطاهم ؟ وكيف رحمهم ؟ وذكر الذين تركوا الصلوات ..

    ﴿ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ﴾

    ( سورة مريم : " 59 " )

    *وكيف أنهم سيلقون غيَّاً ، إذاً هذه السورة بأكملها بِشارةٌ للمؤمنين ، وهذه أمثلةٌ كثيرةٌ جداً ، وإنذارٌ للمعرضين ، فكأنها تطبيقٌ عملي لأولئك الذين يبتغون إلى ربهم الوسيلة .
    *الشيء الثاني : أَنَّ هذه السورة بدأت بالأحرف :

    ﴿ كهيعص﴾

    الأحرف المقطَّعة المعجِزة وأقوال المفسرين فيها :

    *ومعظم المفسِّرين يتوقَّفون عند هذه الحروف ، ويقولون عنها : " الله أعلم بمراده " .*
    *وبعض المفسرين يقولون : " إنَّ هذا القرآن المعجز من جنس هذه الحروف " ، فكما أنَّ التراب نَفَخَ الله فيه من روحه فكان بشراً سوياً ، كذلك هذه الحروف جعل الله منها كتابه المعجز ، إذاً إنكم أيها البشر لن تستطيعوا ، والحروف بين أيديكم أن تصوغوا كتاباً فيه إعجازٌ من كل النواحي ؛ إعجازٌ في التشريع ، إعجازٌ في البلاغة ، إعجازٌ في الإخبار ، إعجازٌ في الإرشاد ، إعجازٌ في الهداية ، إعجازٌ في الدلالة ، إنكم لن تستطيعوا أن تصوغوا من هذه الحروف التي بين أيديكم كلاماً بهذا الإعجاز، هذا قاله بعض المفسرين .
    ولك أن تقول : إن هذا القرآن الكريم من هذه الحروف ، فيا معشر الجن والإنس ، يتحدَّاهم الله عزَّ وجل أن يأتوا بمثل هذا القرآن ..

    ﴿ قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ﴾

    ( سورة الإسراء : 88)

    *ترابٌ نفخ الله فيه فكان بشراً سويَّاً ، حروفٌ كان منها هذا القرآن المُعجز ،*
    *على كلٍ هذا القرآن لا يعلم تأويله إلا الواحد الديَّان ، نحن نجتهد ، المفسِّرون اجتهدوا ، وأنا نقلت لكم ما قاله المفسرون ..

    ﴿ كهيعص * ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا﴾

    قصة زكريا عليه السلام دروسٌ وعبرٌ :

    *أَيْ أن هذه القصَّة هي ذِكْرٌ لرحمة الله التي نالت عبده زكريَّا .
    *أيُّها الإخوة الأكارم ، أتمنَّى عليكم ألاّ تظنوا أنّ هذه قصَّة تاريخيَّة ، ليس المقصود في كتاب الله أن تُروى القِصَص ، ولا أن تُنْقَل الحوادث ، ولا أن تصوَّر الشخصيات ، ولا أن يدور الحوار ، هذه كلُّها ليست من أهداف كتاب الله ، الله سبحانه وتعالى أراد من هذه القصَّة أن يضع بين أيديكم حقيقةً في التعامل معه ، ما منا واحدٌ إلا وله علاقةٌ بالله عزَّ وجل ، قد تأتي الأمور كما يشتهي ، ما الموقف الذي يجب أن يقفه ؟ وقد تأتي الأمور على خلاف ما يشتهي ، ما الموقف الذي يجب أن يقفه؟ إن هذه القصَّة على إيجازها تضع بين أيدينا حقيقةً أساسيَّةً في التعامل مع الله عزَّ وجل ، فكأنها .

    ﴿ ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ ﴾

    *وربُّ زكريَّا هو ربك ، وإله زكريَّا هو إلهك ، وإذا كان الله عزَّ وجل قد أعطى زكريا عليه السلام فلن يَضِنَّ عليك بالعطاء ، لو أنك اتبعت الطريق التي سار به سيدنا زكريا ..

    ﴿ ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا﴾

    *هذا النبي الجليل ، هذا النبي العظيم له أتباع ، له موالون ، له تلامذة ، له مَنْ معه من المؤمنين ، هؤلاء خاف عليهم أن يضيعوا من بعده ، أن يُشتَّتوا ، أن يتفرَّقوا ، أن يجهلوا بعد علمٍ ، أن يضيعوا بعد الهُدى .. فـ :

    ﴿ إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً ﴾

    نداء زكريا ربَّه خفيةً :

    *قال العلماء : " النداء هو ما كان بصوتٍ مسموع ، والمناجاة هي ما كانت في القلب " ، لقد نادى ، ومن آداب النِداء أن يكون خفيَّاً بصوتٍ منخفض ، فعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكُنَّا إِذَا أَشْرَفْنَا عَلَى وَادٍ هَلَّلْنَا وَكَبَّرْنَا ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُنَا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :*

    (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ، فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا ، إِنَّهُ مَعَكُمْ ، إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ ، تَبَارَكَ اسْمُهُ ، وَتَعَالَى جَدُّهُ ))

    ( متفق عليه )

    ﴿ إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً ﴾

    حكمة ورود لفظ الرب في قوله : إِذْ نَادَى رَبَّهُ :

    *وأنت أيُّها الأخُ الكريم ، تستطيع أن تدعو الله عزَّ وجل من دون أن تحرِّك شفتيك ، ويسمعك ، ويستجيب لك ، وهو معك في كل أحوالك ، فهذا النبي عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام نادى ربَّه ، كلمة(ربَّه)أيْ الذي ربَّاه ، الذي خلقه مِن العَدَم ، الذي جعل له الرحِمَ في بطن الأمِّ رحمةً ، والذي أمدَّه بالغذاء ، والذي شقَّ سمعه وبصره ، والذي كوَّن قلبه ، وخفقَ القلبُ في الأسبوع السادس ، وجرى الدم في الشرايين ، ونَمَت الأعضاء ، وظهرت الأعصاب ، واكتمل الخلق ، فلمَّا نزل إلى الدنيا كانت الهَدِيَّة الأولى :

    ﴿ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ*وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ﴾

    ( سورة البلد : 8-10)

    *حليبٌ يتبدَّل تركيبه كل يوم ليوافق طبيعة المولود ، وأجهزته ، وقوَّة احتماله ، في هذا الحليب مواد قاتلة للجراثيم ، في هذا الحليب مواد تمنع التصاق الجراثيم بالأمعاء ، في هذا الحليب مناعةُ الأم كلُّها ، في هذا الحليب فوائد لا تعدُّ ولا تحصى ، إنه يأتي للطفل بارداً في الصيف ، دافئاً في الشتاء ، تثبت الحرارة طوال الرضعة ، جاهزٌ بجاهزيَّةٌ من الدرجة الأولى ، تعقيمٌ مثالي ، حرارةٌ مثاليَّة ، وقايةٌ من الأمراض كلِّها ، مناعةٌ تامَّة ..

    ﴿ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ*وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ﴾

    ( سورة البلد : 8-10)

    ﴿ إِذْ نَادَى رَبَّهُ﴾

    *ربَّه الذي ربَّاه ، الذي أطعمه وسقاه ، الذي خلق له هذه الأعضاء ، وتلك الأجهزة ، وهذه الحواس ..

    ﴿ إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً ﴾

    الحث على كثرة الدعاء والتضرع :

    *أنت أيُّها الأخ الكريم هل تنادي ربَّك ؟ كم مرَّةً في الأسبوع تناديه ؟ مرَّةً واحدة ؟! النبي عليه الصلاة والسلام كان يدعو ربَّه في كل أحواله ؛ إذا خرج من البيت ، إذا دخل إلى البيت ، إذا دخل إلى السوق ، إذا خرج من السوق ، إذا التقى بإنسان ، إذا ارتدى ثيابه ، إذا خلع ثيابه .. فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :*

    (( الدُّعَاءُ مُخُّ الْعِبَادَةِ ))

    [الترمذي]

    ﴿إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً * قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي ﴾

    شكوى زكريا إلى ربه الضعفَ والكِبرَ

    *معنى (وَهَنَ)أي ضعف ، لم يتحدَّث عن جلده ، ولا عن عضلاته ، ولا عن قدراته إنما تحدَّث عن عظامه ، فإذا كانت دِعائمُ البناء قد تضعضعت فلا شيء في البناء إلاّ وقد تداعى أوْ كاد .

    ﴿ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي ﴾

    *العظم وهو أساس البناء ، أساس الجسم قد ضعف ..

    ﴿ وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً ﴾

    *هذه من استعارات القرآن الرائعة ، شُبِّه الشيب بالشرر ، وشُبِّه الرأس بمكان اشتعال النار ، فإذا اشتعلت النار تطاير الشرر في كل الأنحاء ، فكأن وصول الشيب إلى رأس الإنسان بمثابة شررٍ اشتعل في رأسه .. يا ..

    ﴿رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً ﴾

    تابع....
    سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.

    موسوعة النابلسي للعلوم الإسلامية.
    نفتقدكــ .. نشتاق إليكــ .. لاسبيل لنا سوى الدعاء

    "" أخــي "" .. نسأل الله أن يجمعنا بكـ في الجنان

  5. #25
    نائبة رئيس سبلة تـرويح القلـوب و إدارية السبلة الأســرية الصورة الرمزية ملاك السلطنة
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    الدولة
    al-aamri heart
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    35,528
    Mentioned
    490 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي .رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

    الدرس التطبيقي للتسبيح في البكرة

    خذ عشرين دقيقة على اﻷقل في في تأمل هذه اﻵيات ومطابقتها على أرض الواقع

    (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا ۚ وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ) [سورة فاطر : 27]

    (وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَٰلِكَ ۗ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) [سورة فاطر : 28]

    خذ كأسا زجاجيا من الماء الصافي النقي وانظر إليه نظرة تفكر وتأمل وأنت تردد اﻵيات.
    كيف يخلق الله كل هذا التنوع من الخلق و كل هذه الألوان من ماء شفاف لا لون له ولا رائحة.


    ثم شاركنا بما شعرت...

    التفكر يجب أن يكون وقت اختلاف الليل والنهار.


    وأهم شيء لا تقرأ تعليقات الغير قبل كتابتك لتعليقك لأنه قد يؤثر على مسار تفكرك.

    سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
    نفتقدكــ .. نشتاق إليكــ .. لاسبيل لنا سوى الدعاء

    "" أخــي "" .. نسأل الله أن يجمعنا بكـ في الجنان

  6. #26
    نائبة رئيس سبلة تـرويح القلـوب و إدارية السبلة الأســرية الصورة الرمزية ملاك السلطنة
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    الدولة
    al-aamri heart
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    35,528
    Mentioned
    490 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    بسم الله الرحمن الرحيم.

    ﴿ يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً ﴾

    لَمْ نَجْعَلْ لَهُ منْ قَبْلُ سَمِيًّا

    *قال بعض العلماء : " إن الله سبحانه وتعالى سمَّى هذا الغلام بهذا الاسم ، كيف أن الله عزَّ وجل زوَّج النبي عليه الصلاة والسلام من السيدة زينب ، وكذلك ربنا سبحانه وتعالى سمَّى هذا الغلام يحيى ..

    ﴿ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً ﴾

    معنى السميّ :

    *السَميُّ هو المُشابه ، مِن بعض معاني هذه الكلمة أنه ليس مَن له اسمٌ كهذا الاسم ، أو ليس مَن له صفات هذا الغلام ، السَمِيّ المشابه .

    ﴿ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ﴾

    *؟ أي مشابهاً ، عندئذٍ قال هذا النبي الكريم :

    ﴿ قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ ﴾

    *قال هذا تعليماً لأصحابه ، قال هذا تعليماً للناس ، أو تعريفاً بقدرة الله عزَّ وجل ، شروطٌ مستحيلة ، وضْعٌ لا أمل منه ، لا رجاء فيه أن تلد امرأةٌ عجوزٌ ، وهي في الأصل كانت عاقراً ، وأن ينجب رجلٌ بلغ من الكِبَرِ عتيا ، ووهن العظم منه ، واشتعل رأسه شيباً .

    من رحمة الله توقف الإنجاب في سن محددة :

    ﴿ قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً * قَالَ كَذَلِكَ ﴾

    ليس على شيء مستحيل :

    *وأنت في هذه الحالة ، وأنت قد بلغت من الكبر عتياً ، وامرأتك عاقرٌ في الأصل ، وقد تجاوزت سنَّ الولادة ، ولو لم تكن عاقراً ..

    ﴿ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ﴾

    *كن فيكون ..*

    ((لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ ، فَسَأَلُونِي ، فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ))

    ( صحيح مسلم عن أبي ذر )

    *ذلك لأن عطائي كلام وأخذي كلام ..*
    *كن فيكون ، زُل فيزول .

    ﴿ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ﴾

    *كلَّما عرفتني رأيتَه هيناً عليّ ..

    ﴿ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً ﴾

    *أيهما أعظم ؟ ..

    ﴿ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً ﴾

    لم تكن أيها الإنسان شيئا مذكورا :

    *كيف أن الله سبحانه وتعالى خلق الكون من عدم ؟

    ﴿ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً * قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً﴾

    *متى يأتي الغلام ؟ الإنسان عَجول ، متى يأتي هذا الغلام ؟

    ﴿ اجْعَلْ لِي آَيَةً قَالَ آَيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً ﴾

    من صفات الإنسان استعجال الخير :

    *أي أن الله جعل له آيةً ، أن لسانه ينعقد فلا يستطيع تكليم الناس بكلمة ، لكنَّه لا ينعقد عن ذكر الله عزَّ وجل ، في ذكر الله لسانه طَلِق ، في مخاطبة الناس لسانه حَبيس ، وقد قال بعض العلماء : لِمَ لَمْ يقل الله عزَّ وجل : آيتُك ألاّ تكلِّم الناس ثلاثة أيَّامٍ ، وقال :

    ﴿ ثَلَاثَ لَيَالٍ ﴾

    *قال : لأن التقويم الذي يهتدي به الناس تقويمٌ قمري ، والتقويم القمري مبنيٌّ على طلوع القمر ، والقمر في الليل ، إذاً كان الليل أقرب إلى التقويم من النهار ..

    ﴿ آَيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً * فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ﴾

    لزوم زكريا العبادة والصمت عن كلام الناس :

    *والمحراب مكان العبادة ، مكان لزوم العبادة ..

    ﴿فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ ﴾

    *طبعاً هو لا يكلِّمهم ، أشار إليهم ..

    ﴿أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً﴾

    *في الصباح والمساء
    نهاية تدبر صفحة هذا الاسبوع.

    سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.

    موسوعة النابلسي للعلوم الإسلامية.
    نفتقدكــ .. نشتاق إليكــ .. لاسبيل لنا سوى الدعاء

    "" أخــي "" .. نسأل الله أن يجمعنا بكـ في الجنان

  7. #27
    نائبة رئيس سبلة تـرويح القلـوب و إدارية السبلة الأســرية الصورة الرمزية ملاك السلطنة
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    الدولة
    al-aamri heart
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    35,528
    Mentioned
    490 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    بسم الله الرحمن الرحيم. والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم.
    نتابع تدبر سورة مريم الصفحة الثانية من موسوعة النابلسي للعلوم الإسلامية.

    قال الله عزَّ وحل :

    ﴿ يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ﴾

    معنى : خُذِ الكِتَابَ بِقُوَّةٍ

    *خذه بقوَّة ، العلماء قالوا : " معنى أخذه بقوَّة
    أن تعلم ما فيه أولاً ،
    وأن تطبِّقه بحزمٍ ثانياً "
    فإذا أردت أن تأخذ الكتاب بقوَّة ينبغي أن تعرفه أولاً ، وأن تطبقه ثانياً ، فالعلم ليس هدفاً بذاته ، إنما هو وسيلةٌ لهدفٍ كبير ، إذا اتخذت العلم هدفاً أصبح العلم سلَّماً نحو الأسفل ، أصبح العلم حجاباً بينك وبين الله ، أما إذا اتخذته وسيلةً بمعنى أنك خرجت منه إلى تطبيقه ، إلى ممارسته ، إلى تنفيذ ما تعلم فهو سلم إلى الله حقيقة.

    ﴿ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً * يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً﴾

    وَآتَيْنَاهُ الحُكْمَ صَبِيًّا

    *(الحكم) أي الحكمة ، والحكمة هي الإصابة في العلم والعمل ، علمٌ بالحقائق وعملٌ بموجبها ، علمٌ مع التطبيق ، أي أن هذا الحكيم تصرُّفاته حكيمة ، ينطلق في أعماله من عِلمه ، علمه مطبَّق ، علمه مترجمٌ إلى واقع ، يعلم الحقيقة ويعيشها ، يعلم الحقيقة ويطبٍقها ، يعلم الحقيقة ويعمل وَفْقها..

    ﴿ وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً﴾

    *وآتيناه أيضاً :

    ﴿ وَحَنَاناً مِنْ لَدُنَّا ﴾

    من علامات الإيمان رحمة القلب :

    *من علامات الإيمان رحمة القلب ، والقلب القاسي أبعد القلوب من الله عزَّ وجل ، من علامة الكُفْرانِ قسوة القلب ، من علامة الإيمان رقَّة القلب ، اعرف نفسك من رقَّة قلبك ، لا تغترَّ بالصلاة ، ولا بالصيام ، انظر إلى قلبك الذي هو مَحطّ نظر الله ، هل فيه رحمةٌ للناس ، هل ترحمهم ؟

    ﴿ يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً * وَحَنَاناً مِنْ لَدُنَّا ﴾

    *آتيناه حناناً من لدنَّا ، أي رحمةً ..

    ﴿ وَزَكَاةً ً﴾

    من علامات الإيمان الطهارة والتقوى :

    *آتيناه زكاةً أي طيباً ، الزكاة صفاتٌ عاليةٌ في النفس ، طيبٌ ، رحمةٌ ، عدالةٌ ، مروءةٌ ، صدقٌ ، وفاءٌ ، حِرصٌ ، تواضعٌ ، نباهةٌ ، وزكاةً ..

    ﴿وَكَانَ تَقِيّاً﴾

    معنى التقوى ومقتضياتها :

    *لأنه كان تقياً ، لأنه اتقى أن يعصي الله عزَّ وجل ، اتقى أن يكون في موضعٍ لا يرضي الله ، ما الولاية ؟ أن يراك حيث أمرك ، وأن يفقدك حيث نهاك ، أين تكون بعد أذان الظهر يوم الجمعة ، في المسجد أم في النزهة ؟ أن يراك حيث أمرك ، وأن يفقدك حيث نهاك ..

    ﴿وَكَانَ تَقِيّاً﴾

    *لأنه كان تقياً آتيناه الحكم صبياً ..

    ﴿ وَحَنَاناً مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً ﴾

    *وآتيناه شيئاً آخر ..

    ﴿ وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ ﴾

    من علامات الإيمان بر الوالدين :

    *ومن علامات الإيمان بِرُّ الوالدين ، ومن علامات الكُفران عقوق الوالدين ..

    ﴿ وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ ﴾

    *لو أن في اللغة كلمةً أقلَّ مِن(أف)لقالها الله عزَّ وجل ..

    ﴿ فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ ﴾
    ( سورة الإسراء : " 23 " )

    ﴿ وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ ﴾

    *كان بارًّا بهما ..

    ﴿ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيّاً ﴾

    وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا

    *جبَّاراً على الخَلق ، عصياً للحق ، ما في أرقى من هذا الوصف ؛ مع الحق طائع ، مع الخلق متواضع ، مع الأمِّ والأب بَرٌ كريم ، في التعامل ذكيٌ عظيم ، في القلب رحمةٌ كبيرة ، في المنطق والسلوك حكمةٌ ما بعدها حكمة، هذه صفات الأنبياء ، لذلك :

    ﴿ وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً ﴾

    السلام في الحياة وبعد الممات :

    *(سلامٌ) ، السلام الطمأنينة ، حياةٌ كلُّها سلامٌ بسلام ، فلا منغِّص ، ولا خوف ، ولا قلق ، ولا نقص ، ولا مرض ، ولا خطر ، ولا شَبَح ..

    ﴿ وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ ﴾

    *وبعد الموت إنه في البرزخ ، والبرزخ أي القبر ، روضةٌ من رياض الجنَّة ، أو يكون القبر للكافر حُفْرَةً من حُفَرِ النيران ..

    ﴿ وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً ﴾

    مقصود القصة القدوة والإتباع :

    *على كلٍ كما قلت قبل قليل : إن المقصود من هذه القصَّة أن تكون نبراساً لنا نهتدي بها ، أبرز ما في هذه القصَّة الدُعاء ، انظروا : شيخٌ فانٍ بلغ من الكبر عتيا ، وامرأةٌ عجوز عاقر ، وقد دعا هذا النبي العظيم ربَّه دعاءً خفيَّا : أن هب لي من لدنك غلاماً يرثني في الدعوة إليك ، يرعى إخواني ، يرعى تلامذتي ، يهديهم إليك ، يكون استمراراً لي ، يكون خليفةً لي ، لأني أخاف عليهم ، شدَّة حرصه على إخوانه ، وعلى أتباعه ، وعلى تلاميذه جعله يدعو هذا الدعاء ، وكيف أن الأمور تبدو مستحيلة ، وكيف أن الطرق مسدودة ، وكيف أن الأسباب معطَّلة ومع ذلك جاءت حكمة الله وجاءت قدرة الله عزَّ وجل فوهبه غلاماً نبياً .
    *وكيف أن آداب الدعاء ثلاثة : أن يكون الصوت خافتاً ، وأن يكون التذلل واضحاً ، وأن يكون التوسُّلُ بعملٍ صالحاً ، أو بحسن ظنٍ بالله عزَّ وجل ، اخفض صوتك ، وتذلل لربك ، وتوسَّل إليه بصالح عملك ، وهذه من آداب الدعاء .
    *وكيف أن هذا النبي العظيم دعا ربه ، فما الذي جعله يدعو ربَّه الكريم إلى غلامٍ حكيم ؟ ما رآه من مريم الصِدِّيقة كيف أنها نشأت في طاعة الله ، ما من شيءٍ على وجه الأرض أعظم من أن تقرَّ عينك بابنك، أن تراه طائعاً لله ، مصلياً ، وقوراً ، ذا سمتٍ حسن ، يحبُّ الله ورسوله ، يسعى في طاعة الله ورسوله ، إذاً هذا تعليمٌ لنا ، والقضية قضية سؤال ، لم يفعل هذا النبي العظيم إلا شيئاً واحداً أنه سأل المولى جلَّ وعلا ، وانتهى الأمر ، لم يفعل شيئاً إلا أنه سأل ربَّه ، وربُّ زكريَّا هو ربنا ، وربُّ زكريَّا الذي استجاب له ، وهو معنا ، ويستجيب لنا .
    *إذاً ليس المقصود من هذا الدرس أن نستمع إلى الأحداث ، والمواقف ، والعقدة والحل ، وما كان وكيف كان ، هذه كلُّها ليست معنيةً في هذا الدرس ، المعني أن ندعو ربنا ، وأن نسلك الطريق التي سار بها هذا النبي الكريم .
    والذي أريد أن أؤكد عليه أنَّ كلمة (رب) التي وردت في هذه السورة تشير إلى أن الرب هو الممدّ ، فكما قلت لكم من قبل : هناك نعمة الإيجاد ، وهناك نعمة الإمداد ، وهناك نعمة الإرشاد ، فهذا الهواء من ربنا ، لولا الهواء لمات العِباد ، وهذا الماء الذي نشربه ، وهذه الأمطار التي تنزل من السماء إنما هي رحمةٌ من الله عزَّ وجل ، فكلَّما رأيتَ نعمةً ، أو عاينتَ رحمةً تذكَّر أن الله سبحانه وتعالى هو الذي سخَّره لك ، وبين المؤمن وبين المُشرك هذا هو الفرق ، المشرك يقول :

    ﴿ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي ﴾

    ( سورة القصص : " 78 " )

    *بينما المؤمن يعزو ذلك إلى الله عزَّ وجل .

    سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.
    نفتقدكــ .. نشتاق إليكــ .. لاسبيل لنا سوى الدعاء

    "" أخــي "" .. نسأل الله أن يجمعنا بكـ في الجنان

  8. #28
    نائبة رئيس سبلة تـرويح القلـوب و إدارية السبلة الأســرية الصورة الرمزية ملاك السلطنة
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    الدولة
    al-aamri heart
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    35,528
    Mentioned
    490 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم.

    ﴿ فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي ﴾

    *لا تحزني ..

    ﴿ قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً ﴾

    معنى : سريًّا :

    *معنى سرياً ، أي أن هذا الغلام الذي ستلدينه سيكون له شأنٌ عظيم ، سيكون له ذكرٌ كريم في الآفاق ، إنه إنسانٌ يَهَبُ السعادة لمن ولَدَه فلا تحزني ..

    ﴿ أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً ﴾

    *سَراة القوم أي عظماء القوم ، وجهاء القوم ، فلانٌ مِن سَراة القوم من عظمائهم ..

    ﴿ تَحْتَكِ سَرِيّاً ﴾

    *أيْ سيكون إنساناً عظيماً ، سيكون له شأنٌ كبير ، وفي بعض التفاسير أَنَّ الله سبحانه وتعالى إكراماً لها ، كانت تحتها ساقية ماءٍ جافة ، فأجرى لها الماء ، والقُرآن ذو وجوه ، وهذا هو المعنى الثاني لكلمة " سرياً" .. أي جدول ماء جاف فأجراه الله سبحانه .

    ﴿ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ ﴾

    وهزي : الأخذ بالأسباب :

    *قال لي بعضهم : ذهبت إلى بلاد الحجاز ورأيت نخلةً فحاولت أن أهُزَّها فلم أستطع أن أُحَرِّك منها شيئاً ، قال : فكيف قال الله عزَّ وجل :

    ﴿ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ ﴾

    *بعضهم قال : إن هذا من باب الأخذ بالأسباب ، فكيف أن الرزق محتوم ، ومقسوم ، وموزون ، ومع ذلك فالله سبحانه وتعالى أمرنا بالسعي أي بالأخذ بالأسباب ، فما عليها إلا أن تهُز هذا الجذع .
    *وبعضهم قال : إن الله سبحانه وتعالى ألانَ لها هذا الجذع ، فاهتز فسقطت التمرات أمامها فأكلتها.

    ﴿ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً ﴾

    فوائد التمر للمرأة الحامل :

    *وفي بعض البحوث العلمية عن التمر وعن الرُطَب ، أن فيها ثمانٍ وأربعين مادةً غذائية ، التمر فيه ثمانٍ وأربعون مادةً غذائية ، وأن التمر فيه مادةٌ مضادةٌ للنزيف ، وفيه مادةٌ مُلَيِّنَةٌ للأمعاء ، وفيه مادةٌ حاثةٌ ، ومحرّضَة على الطلق ، وفيه مادةٌ تنطلق من الفم إلى الدم في عشرين دقيقة ، لذلك لم يكن عبثاً أن يذكر الله سبحانه وتعالى المَخاض ، ويذكر مع المخاض النخلة ، لأن التمر هو الغذاء الأمثل لمَن يضَعْنَ ، أو قبيل الوضع ، فيه مادة مليِّنة من أجل تفريغ الأمعاء لتكون الولادة أسهل ، وفيه مادة تمنع النزيف ، وفيه مادة تحث عضلات الرحم على التقلُّص ، وفيه غذاء من أعلى مستوى ينتقل إلى الدم في أقصر وقتٍ أيْ خلالَ عشرين دقيقة ..

    ﴿ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً



    انتهينا من تدبر الصفحة الثانية من موسوعة النابلسي مقرر الحفظ لهذا الاسبوع.
    سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.
    مجموعه تدبر وحفظ سورة مريم
    نفتقدكــ .. نشتاق إليكــ .. لاسبيل لنا سوى الدعاء

    "" أخــي "" .. نسأل الله أن يجمعنا بكـ في الجنان

  9. #29
    نائبة رئيس سبلة تـرويح القلـوب و إدارية السبلة الأســرية الصورة الرمزية ملاك السلطنة
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    الدولة
    al-aamri heart
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    35,528
    Mentioned
    490 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا من لدنه علما وحكمة. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما . رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي . رب ادخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

    الدرس التطبيقي لليلة الجمعة.

    افتح المصحف على صفحة 346 من سورة المؤمنون.

    اقرأ الصفحة بتمهل وتدبر وتفكر
    أنفق 30 دقيقة في تدبر هذه الصفحة ولا تتعجل.

    ثم أنفق 10 دقائق في تدبر هذه اﻵية تكرارا وتدبرا وتفكرا.
    (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ۚ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ) [سورة المؤمنون : 71]



    ثم شاركنا تدبرك.


    سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
    نفتقدكــ .. نشتاق إليكــ .. لاسبيل لنا سوى الدعاء

    "" أخــي "" .. نسأل الله أن يجمعنا بكـ في الجنان

  10. #30
    نائبة رئيس سبلة تـرويح القلـوب و إدارية السبلة الأســرية الصورة الرمزية ملاك السلطنة
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    الدولة
    al-aamri heart
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    35,528
    Mentioned
    490 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا من لدنه علما وحكمة إنه هو العليم الحكيم . اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي . رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

    الدرس التطبيقي:

    اجتمع مع من معك في البيت أو السكن في حلقة دائرية في الأصيل أمسكوا بمصحف واحد فقط ومن يمسكه يقرأ اﻵيات التالية:

    (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ ۙ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَىٰ حِينٍ) [سورة النحل : 80]

    (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ) [سورة النحل : 81]


    والبقية ينصتون دون إلتفات لأي شيء لا بعيونهم ولا برؤوسهم ولا حتى بأسماعهم ولا قلوبهم.
    يرجى الإنصات جيدا لعلكم ترحمون.
    من ينتهي من القراءة يسلم المصحف لمن على يمينه ويعيد قراءة اﻵيات والبقية ينصتون جيدا وهكذا تناقلوا المصحف والإنصات للبقية واستمروا على هذا الحال لعشرين دقيقة ثم تناقشوا تدبر اﻵيات لعشر دقائق .
    لمن يستطيع يفضل زيادة مدة النقاش وستشعرون بالفرق في قلوبكم ومشاعركم المهم ينصب النقاش في اﻵيات فقط ولا يتشعب خارجها.


    ثم شاركونا تجربتكم...

    ملاحظة : لصاحبات الأعذار الجلوس في الحلقة أيضا والإنصات بسمعها وقلبها كما يمكنها النظر للمصحف أثناء قراءة من بجانبها والمشاركة بالنقاش.
    لمن ليس له إلا شخص واحد معه في البيت يمكنه عمل ثنائية بينه وبين الشخص اﻵخر يتلو أحدهما وينصت اﻵخر وهكذا.
    لمن ليس له أحد أبدا يقرأه بنفسه إن لم يتمكن من الحصول على من يشاركه لا في البيت ولا في المسجد.


    سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
    نفتقدكــ .. نشتاق إليكــ .. لاسبيل لنا سوى الدعاء

    "" أخــي "" .. نسأل الله أن يجمعنا بكـ في الجنان

صفحة 3 من 7 الأولىالأولى 12345 ... الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة للسبلة العمانية 2020
  • أستضافة وتصميم الشروق للأستضافة ش.م.م