.
تنساق الكلمات منسابة بعذب المشاعر حينما نستحضر عليها مفاهيم العاطفة الساطعة بآفاق المحبين و المضيئة
لعوالم المبدعين ... الحب و الذي شق وصفه على الواصفون و عجز عن تفسيره المفسرون ذلك المحمل بشيء
إنساني نبيل و مميز ذلك الطاقة المبهرة و التي تدفع الملهم نحو إلهامه و المبدع نحو إبداعه الحب و الذي كان
و لا يزال ينثر في عالم الأدب سحره و جماله مالأ القلوب بهجة و ضياء .

لا زال البعض غافلا عن اتساع الحب عن مداه الشاسع في الحياة و بعد الحياة فتراه عابسا غاضبا عند ما تطرق
مسامعه مفردة الحب و كأنها مرادفا للضياع والخيبة و كأنها من جنس السقوط والانحراف والضلالة فهي مفردة
محرمة منبوذة مشردة في قواميسه والتي أصفها بالفظة المتعصبة إن الحب مبني عليه معظم العلاقات الإنسانية
الإنسانية فهو ما يجعل من البشر مترابطين برباط عاطفي يدفعهم للتكافل و التعاون و هو يتجاوز في اتساعه
العلاقات الإنسانية الإنسانية حيث يمتد ليصل بالعلاقة بين الإنسان و بين شتى المخلوقات و المجودات كما
و أنه يتجاوز هذا الحد نحو علاقة الإنسان بالمعنوي و اللا محسوس و اللا مادي.

و لو ما حاولنا تقصي الحب بالعلاقة الإنسانية الإنسانية لوجدناه حاضرا في علاقة الإنسان بوالديه و أخوته
و أسرته و مجتمعه و بالمحيطين من حوله كما و أنه يظهر جليا في علاقة الإنسان باللا محسوس و اللا مادي
كحب الإنسان لمعتقداته وأفكاره و توجهاته و كما و أنه ظاهرا في علاقة الإنسان ببعض الموجودات كحب
الإنسان لوطنه و أرضه و أماكن لها في دينه و شرعته إجلالا و قداسه .

المؤسف أن يُحتكر الحب في علاقة واحدة بين الجنسين من البشر و أن يرسخ هذا الاحتكار في ذهنية النشء عبر
شتى وسائل التلقي و عبر مختلف مؤسسات التنشئة و التلقين فلا تسمع كلمات الحب إلا في علاقة الجنسين من
البشر الصرفة المجردة و التي قد تتجه نحو رباط من الزواج الشرعي أو أن تبقى في حدود عاطفة كامنة بالقلب
و لا يمكن لعلاقة صادقة من هذا النوع أن تتجه نحو مآلات منحطه هابطة كما أن الخلط وارد بين العلاقات الهابطة
والمختفية خلف مسمى الحب وبين الحب في ثقافة البعض من النشء وذلك يعود لوسائل تلقي الأفكار والمعلومات
تحديدا و أيضا عبر تأثير البعض من فئات المجتمع والتي تعتقد بأن الحب ما هو إلا فكرة عبثية ترمز لعلاقات غير
شرعية و هابطة منحطة بين الجنسين .

وبذلك تظهر أجيال لا تعرف إلا معنا واحدا للحب و من أفرادها من لا يفقه و لا يميز بين العلاقات الهابطة لإشباع
الرغبات و الشهوات و بين الحب والذي يهدف نحو تتويجه برباط الزواج الشرعي كما و أن هذه الأجيال لا تدرك
اتساع الحب نحو المحيطين بها من أفراد الأسرة والمجتمع ولا ترى دلالاته في علاقتها بالمحيط فتكون أجيال فظة
جافة ليس فيها من العاطفة مكان و لا متسع تحركها الماديات و الشهوات و إلى مآلات التفكك و التمزق و نحو
مصير الشتات و الضياع .





سبق و قمت بنشر الموضوع في معرف (شاعر بكل المشاعر) سبلة عمان