" أذَّا كَـانَّـتْ الـحَـياةُ تُـقَـاس بِـالـسـعَـادة فَـاكـتُـبـوا عَـلى قَبري مَّاتَ قَـبـلَ أنْ يُـولد " .
كم لهذه الحكمة وما تحمله من معنى سكن لما يثور في مشاعري ، والذي يلهب ويضج منه قلبي العاثر إذا ما مر ذكر من تنكر لذاك الوداد ،
الذي شاطرناهم شهده ونسجنا حبهم في سويداء القلب العامر ، هناك حيث تعانق الروح ، واختلاط العواطف ، وما يداعب فكر كل مخلص موادد ،
فلا بد أن يعكر صفو الوداد غيمة يسوقها هواء العناد ، ويتحرش به حديث لا يخلو من زيف قيل وقال من واش متربص لبتر الوصال ،
ليبقى محفور في القلب وفي الذاكرة كل ما سال حبره ، ونطق حرفه ، ولا يجلي ذلكَ غير همة من شمخ عفوه ليبدد ذاك الغمام ،
كنت منذ دقائق مع زوجتي الحنون نتحاور وتشكو جفاء القريب ، وبأن القلوب استوحشها نكران الجميل ،
حدثتني عن فلانه وفلانه وما دار من سوء فهم أعاد ما طوته الأيام لتحيي عظامها بعد أن كانت رميم !
كانت في ضيق الفضاء مع اتساعه فقلت لها عزيزتي :
تعلمت من الحياة ؛
لو ان الإنسان أفرد سمعه لكل قيل وقال ، ولكل ناقد فتان ، وواش خوان ، وتثبيط حاسد محتال لكان القبر خير غائب ننتظره !
ولفقدنا نعمة العقل الذي به الله عن الخلق ميزنا ، فدونك _ التجاهل والتغاضي _ امتهني حرفته ، فهو طوق النجاة وعزاء المواساة ،
لا تربطي سعادتك بأحد فقلما يشاركك بها أحد ، فما تقلب الأيام إلى عبرة لذوي الأفهام وكل يوم هو في شأن ،
عيشي حياتك بما يتخللها من تفاصيل الحياة الآني ، ولا تخرجي عن نطاقها وحيزها بغير أمل به يكون ولادتها وبذلك تملكين سعادة الحياة ،
واجعلي شظايا الحياة من نثار واقعها ، فبذلك مزجت _ الحياة _ وبذلك يقوم الإبتلاء والبلاء .