ساعات نهرب من أنفسنا ...
نهرب من أفكارنا المجنونة ...
نهرب من تلك الخيالات ...
وتلك الأمنيات المستحيلة ...
نهرب من ساعات الحزن ...
من الوحدة ... ولحظات العزلة ...
نجد ارواحنا وسط ضجيج الحياة ...
وتلاطم المشاعر ...
واندفاع الأحاسيس ...
نختبىء خلف وجوه مصطنعة ...
وجوة تمثل النشاط والتفاعل والضحك والسرور والبهجة ...
لكن في الحقيقة يوجد جانب غامض ..
غير صريح ... شعور مخبأ في الداخل ...
وتضارب في الفكر ... وفوضى عارمة ...
نرتب أماكننا ومظاهرنا و خطواتنا ..
لكن تبقى ذواتنا تعايش جو التناثر والتشتت...
كل خطوة تجلب مئة فكرة وتثير مئات التساؤلات ...
الحلول غير مكتملة والاجابات شحيحة ...
المبدأ صارم .. والمنطق مختلف ...
نعايش جوا من التناقض والإختلافات ...
تضج أروحنا بكل هذا ...
نقيضا لمظهرنا الهادئ والمتردد ...
//////////////////////////////////////////////////////////////////////
مسيرووجدت نفسي في متاهات الطرق.... التفت يمينا ويسارا .... اسير بتردد وبخطوات متثاقلة ... اتعثر بحجر واستند على الآخر ... اطيل النظر وتارة اكتفي بالنظر إلى موطئ القدم ... اكمل المسير ...
ترافقني تلك الأفكار البائسة ... وتثقل ظهري تلك الخيبات ... تراقبني العيون بصمت ... اكمل مسيري دون أن ألتفت ... يعتصر قلبي الألم ... لأن كل من وجدته في طريقي رحل ... أضحيت ابحث بلا اكتراث ... وافتش عن تلك الأشياء التي قد تدلني على طريق العودة ... يخدعني الوهم * "كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا*" ..
البحث عن الذات ... كالبحث عن حقيقة ينكرها البشر .. إذا قاسينا الأزمات و المصاعب ... نجد حظ اليأس يكبر في بداية المسير .... وماأن نكمل حتى يتلاشى ذلك اليأس .. لننتقل إلى مرحلة أخرى .... تظل حياتنا تتقلب بين مد وجزر ... فلا نجد الأمان ... إلا إذا اصبنا في اختيار تلك الحلول المناسبة ... نجد أنفسنا مع الوحدة ... فلا نقوى على التركيز أو التفكير ... ولكن حب الاستمرار والمواصلة يدفعنا لتخطي هذه الخطوة ... ونتابع على النهج نفسه ... ولو كان الحل جزئيا نكتفي به .... على يقين أنه سوف يجر الجزء الآخر ...
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
صفحات في كتاب ....
بين طيات ذلك الكتاب عاشت أرواح ... تباينت في كل الصفات ... واختلفت في الطباع والفكر ... منها من لامست الرقي والسمو .. والآخرى مازلت في قعر الجهل ... عانق بعضها السحاب والآخرى مازلت على سطح الأرض ... هي كالبحر في العمق والغموض ... وكالسهل في البساطة ... وأحيانا تبدو كالسيل الجارف ... تذهب بكل مايقف في طريقها ...
مختلفة السجايا ... ومتعددة الخبايا ... غامضة .. مبهمة .. هاجرة للوضوح ... مجهولة النوايا ... تختلف موانئها ... منها مايرسو على الشاطئ ... وبعضها يبعد عنه ... والأخرى يقلبها الموج في عرض البحر ... بعضها يغرق ... والبعض يطفو للسطح ... وبعضها لا يأمن البحر. ... وبعضها يتردد بالقرب من الشاطئ...وفي القعر تستقر فئة منها ... فتمضي عليها الأيام والسنين ... فتتبدل الأحوال وتقلب الموازين ... فلا تبقى على حالها ... تتقلب مع تقلب الزمن ... فلا تثبت إلا من كتب لها الثبات وكتبت لها النجاة ... هي الدنيا ذلك الكتاب الذي نعيش بين طياته ... ونعايش صفحاته بحلوها ومرها ... هي الدنيا تنصفنا في سطر ... وتظلمنا في أسطر ... سعادتنا مجرد ربع فيها ... وتعاستنا ثلاثة أرباعها ... ويستمر تقلبها ...كل منا تطوى صفحته في فصل مختلف ... أمنياتنا أن تتطوى صفحاتنا في فصول من نور تستوحيه من وحي القرآن... وتشرق قلوبنا بنور الذكر والتسبيح ...
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
مشهد
تتألق المروج بذلك الزهر ..
المتفاخر بجماله وروعة ألوانه ...
وتتطاير الفراشات وتتراقص فرحا من حوله ...
وينتثر عطره مع ذلك النسيم العليل ...
ليبهج الكون بذلك المشهد الرائع ...
ويلهم تلك الأرواح مفهوم الأمل ويمنحها فرصة التأمل ...
المرج واسع والألوان ممتدة على مد البصر ...
لوحة الزهر وروعة المرج ... هي روح عذبة ...
اوجدها الله في عالمنا ...
تماما كالزهر في روعته واسره لتلك القلوب ...
هي الصفاء ، وذلك الرونق المبهج...
هي الصدق ،الوضوح،الرقي والسمو ...
ومهما اشتدت الريح وتناثر الزهر ...
وانحنى الغضن .. وتلتخ المرج بالماء ...
وباتت السيقان على مشارف التكسر ...
وتمايلت الأمنيات مع تمايل الأغصان ... وتشبثت بالقوة ...
وسايرت تلك الرياح ، وجاء الصباح من جديد ...
لتهدئ الأرواح ... ويتماسك الغصن ،ويظل شامخا ..
والزهر يبقى لونه ساطعا كالنور ...
وتتلألأ قطرات الماء على الأوراق ..
وتشرق الأرواح من جديد ...
ويعود للمرج رونقه وجماله ...
لكن يبقى بعض الزهر صريعا ...
بعد معركة الأمس ... يبث نبرة الحزن في حديث الصباح ..
ويبكيه المساء عند إغفاءة الزهر ..
يبعث الانكسار في قلب الصباح ...
ولكن يجد في السماء شمسا تشرق من جديد ...
تحمل أملا باستمرار الحياة ...