بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم . اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي . رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَىٰ أَجَلًا ۖ وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ۖ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ) [سورة اﻷنعام : 2]
"هو الذي خلقكم..."
الله عز وجل إلهنا المعبود خالق كل شيء هو وحده الذي خلقنا.
"هو الذي خلقكم..."
خطاب موجه لي ولك ولكل انسان.
يخاطبكم الله عز وجل فانصتوا له.
هو الذي خلقكم أنتم فأين تصرفون عنه ؟ ما الذي يشغلكم عنه؟
" هو الذي خلقكم من طين.."
يذكرنا ربنا بربوبيته علينا .
يذكرنا ربنا بأصل خلقتنا.
يذكرنا ربنا بأننا طين فكيف نتكبر عليه وعلى أوامره..
يذكرنا ربنا بقدرته وعظمته كيف حول الطين إلى إنسان به ما به من أجهزة دقيقة مختلفة .
كيف حول الطين بقدرته إلى جلد ولحم وعظم ودم ومخ وأعضاء..
إله قادر كيف نغفل عنه ولا نخشاه؟
(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَىٰ أَجَلًا ۖ وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ۖ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ) [سورة اﻷنعام : 2]
ليس فقط أنه يذكرنا بقدرته وعظمته في خلقنا من طين ولكن أيضا يذكرنا بأنه هو من بيده الموت والحياة.
موتي وموتك حدده الله عز وجل قبل خلقنا من طين.
فيا لجرأتنا على ربنا!!!
عجيب !!
كيف نعصي من حدد لنا مدة بقائنا في الدنيا وأخفاه عنا ومدة بقاءنا في قبورنا ويعلم متى يقوم الناس لرب العالمين.
(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَىٰ أَجَلًا ۖ وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ۖ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ) [سورة اﻷنعام : 2]
سبحان الله لو تفكرنا في هذه النقاط الثلاث لما عصيناه.
أولا : هو من خلقنا اذن لم يخلقنا عبثا وخلقنا لأمر يريده فما هو؟
(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [سورة الذاريات : 56]
"إلا " أداة حصر . "إلا ليعبدون " ما خلقنا إلا لعبادته فلماذا ننشغل عن الهدف الذي خلقنا من أجله ونتوقع أن يرضى عنا ويكرمنا في جنات ونهر؟!.
ثانيا: خلقكم من طين. والطين مادة تداس بالأقدام ويتقذر منها الناس اذا اصاب ثيابنا تقذرنا منها وتقززنا أن نبقى بها. فعلى ماذا نتعالى ونتكبر ؟!
طين متحرك ويتكبر على من حوله من طين لإنسان وكرمه وفضله على كثير ممن خلق تفضيلا.
أليس هذا قمة اللؤم؟
أن نقابل كرمه بالجحود والنكران؟
تخيل معي لو أنه لديك عامل فقير معدم يعمل لديك ويخدمك وبمجرد وصوله بيتك اكرمته بغرفة خاصة وملابس جديدة وطعام لذيذ مجاني يوميا. وعاملته بالاحسان ثم وجدت هذا العامل يتنكر لكل هذا ويرفض العمل لك ويتكبر على أوامرك يرفض القيام بها ويتوقع منك أن تستمر معه بنفس المعاملة والكرم والإحسان والعطاء!!
كذلك نحن نقابل احسان ربنا لنا بالإساءة برفضنا عبادته وأوامره.
ثالثا: ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده.
كيف نتجرأ على معصيته ونحن لا نعلم متى نموت وكيف يكون حسابنا ومصيرنا. بمعنى لو أن الإنسان على الأقل يعلم متى يموت لأجل التوبة والطاعة لنهاية حياته مع أنه لا يضمن قبول توبته ولا يضمن أن يتذكر ذلك ويتوب قبل فوات الأوان. ولا يضمن أن يرزقه الله التوبة والهداية.
فما بالكم ونحن لا نعلم ساعة الأجل ولا ندري بأي أرض نموت؟!
لو أننا حقا نضع هذه النقاط الثلاثة نصب أعيننا لما عصيناه.
(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَىٰ أَجَلًا ۖ وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ۖ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ) [سورة اﻷنعام : 2]
آية تستحق أن تذكر دوما...
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين